الياس توما من براغ: أعلنت رئاسة الحكومة التشيكية اليوم رسميا أن المستشارة الاتحادية الألمانية أنجيلا ميركيل ستزور تشيكيا يوم الاثنين القادم بدعوة رسمية من رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك. ويتضمن برنامجها في براغ الذي يستغرق يوما واحدا فقط إجراء محادثات مع نظيرها التشيكي ومع الرئيس فاتسلاف كلاوس إضافة إلى إلقاء محاضرة في جامعة كارلوفا في براغ تتحدث فيها عن القضايا السياسية والاقتصادية الأوربية والعالمية الآنية.
وستتركز مباحثات ميركيل مع توبولانيك وفق القسم الصحفي لرئاسة الحكومة التشيكية على القضايا الثنائية ومسألة التكامل الأوربي غير أن مراقبين في براغ توقعوا أن تتركز المحادثات أيضا على اولويات الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوربي التي ستبدأ في كانون الثاني يناير القادم لمدة ستة اشهر بعد انتهاء الرئاسة الفرنسية.
وتؤكد المصادر الحكومية هنا بان من اولويات الرئاسة التشيكية ستكون الدفع قدما نحو الأمام في مسالة توسع الاتحاد الأوروبي نحو منطقة غرب البلقان ليشمل كرواتيا على الأقل والعمل على إزالة العوائق والحواجز التي لا تزال تمنع من خلق اتحاد أوربي منفتح تماما بين دوله ولاسيما بين الدول القديمة والجديدة في مسالة الانتقال الحر للقوى العاملة بين هذه الدول.
وتسرب بعض قيادات براغ معلومات مفادها بأنها يمكن أن تعمل بالتنسيق مع فرنسا على الدفع قدما بالمباحثات السورية الإسرائيلية إلى الأمام خلال الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوربي آملا بالتوصل إلى اتفاقية سلام مستندة في ذلك إلى أن تشيكيا لها علاقات متينة مع إسرائيل فيما تنفتح فرنسا بشكل متنامي على سورية غير أن بعض المحللين هنا يشككون في نجاح مثل هذه الجهود لو تمت أصلا لان إمكانيات تشيكيا في التأثير على إسرائيل تعتبر محدودة هذا إذا لم يكن التأثير عكسيا كما أن مثل هذا الأمر يحتاج إلى قوى عظمى تمتلك الإمكانيات القوية لرعاية وتنفيذ مثل هذا الاتفاق لو تم بين سورية وإسرائيل.
ويميل بعض المراقبين المحليين والأجانب هنا بقوة إلى الاعتقاد بان قيادات براغ ستستغل رئاسة الاتحاد الأوربي لتحقيق مكاسب لإسرائيل داخل الاتحاد ومنها رفع مستوى العلاقات بينها وبين الاتحاد بالنظر لكون القيادات الحالية لتشيكيا تميل وبشكل واضح إلى جانب إسرائيل و لا تراعي مصالح تشيكيا في العالم العربي فيما لا يقابل الموقف التشيكي هذا بالكثير من الانتقاد من قبل العديد من الدول العربية ومن قبل الأوساط التشيكية بما فيها المعارضة باستثناء الحزب الشيوعي.
وبالنظر لكون الرئاسة القادمة للاتحاد ستكون الأولى لتشيكيا منذ انضمامها إلى الاتحاد في أيار مايو من عام 2004 وعدم وجود حكومة قوية في البلاد فيها شخصيات بارزة وتمتلك حنكة سياسية فان بعض الأوسط التشيكية لا تستبعد أن تعمد بعض الدول الأوربية الغربية الكبيرة مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى ممارسة تأثير اكبر على التشيك خلال رئاستهم الاتحاد كما جرى بالنسبة لسلوفينيا حتى لا يجروا الاتحاد الأوربي إلى مواقف لا يريدها سواء اتجاه إسرائيل أو اتجاه روسيا أو حتى اتجاه الولايات المتحدة التي تتبنى براغ منذ فترة ليست بالقصيرة مواقف منحازة دائما إلى جانبها والى جانب مشاريعها ومنها مشروع الدرع الصاروخي في وسط أوروبا.
التعليقات