أسامة مهدي من لندن : اعلنت السلطات العراقية اليوم اعتقال ثلاثة من افراد الحرس الثوري الايراني في محافظة واسط الجنوبية المحاذية لايران ويحمل كل منهم رشاشا اضافة الى كميات من الحبوب المخدرة.
وقال آمر قوة النمر في شرطة مدينة الكوت عاصمة محافظة واسط (160 كم جنوب بغداد) إن قواته اعتقلت اليوم ثلاثة من افراد الحرس الثوري الإيراني مع ldquo;مرشدهمrdquo; بعد دخولهم الأراضي العراقية بصورة غير شرعية. وأوضح الرائد عزيز لطيف الإمارة أن ldquo;مفرزة من قوة النمر التابعة لوزارة الداخلية اعتقلت ثلاثة من الحرس الثوري الإيراني بالإضافة إلى مرشدهم عند الشريط الحدودي بين العراق وإيران من الجهة الشرقية لمحافظة واسطrdquo; وذلك بعد ان ldquo;دخلوا الأراضي العراقية بصورة غير شرعيةrdquo;.
وأضاف الإمارة في تصريح بثته وكالة أصوات العراق أن ldquo;ثلاثة من المعتقلين كانوا يرتدون زي الحرس الثوري الإيراني ويحملون أسلحة رشاشة ونواظير ليلية وكميات من الذخيرةrdquo; لافتا إلى أن ldquo;عملية الاعتقال جرت دون حدوث مواجهات مسلحةrdquo;. وأشار آمر قوة النمر إلى أن ldquo;التحقيقات جارية مع المعتقلين لمعرفة الدوافع التي تقف وراء دخولهم الأراضي العراقية بصورة غير شرعيةrdquo;.
وفي وقت لاحق اشارت مصادر عراقية ان العناصر الثلاثة كانوا يحملون رشاشات اوتوماتيكية ومعهم كميات من الحبوب المخدرة حيث تقوم السلطات العراقية بالتحقيق معهم حاليا .
ومن جانبها قالت القوات الاميركية في العراق انها ضبطت خلال عملية استهدفت قائدا بارزا لمجاميع مسلحة متعاونة مع ايران اموالا وجوازات سفر وتأشيرات ايرانية واعتقلت ثلاثة اشخاص . واضافت القوات في بيان صحافي الى quot;ايلافquot; انها ومواصلة منها لاضعاف امكانات ونشاطات quot;شبكة اصحاب الحق الاجرامية من العملquot; فقد اشتولت على اكثر من 205 الاف دولار اميركى خلال عملية جرت في مدينة المجر الكبير التي تبعد نحو 30 كم جنوب العمارة (365 كم جنوب بغداد) وذلك خلال استهدافها وبناء على معلومات استخباراتية مستهدفة قائدا رفيع المستوى مدعوم من ايران مسؤول عن تمويل عمليات مسلحة ضد القوات العراقية وقوات التحالف.
واشارت القوات الى انها تحركت نحو مقر إقامة الشخص المطلوب لكنه لم يكن في منزله وخلال البحث عثرت على أكثر من 205 الاف دولار اميركى و 126,000 ريال ايراني و8,5 مليون دينار عراقي اضافة الى عدة جوازات سفروتأشيرات ايرانية وهويات مختلفة ومواد اخرى ذات صلة بشبكة اصحاب الحق الاجرامية المشتبه بها. واوضحت انها كانت قد استولت في وقت سابق من الشهر الالي على اكثر من 400 الف دولاراميركى تستخدم لتمويل شبكة اصحاب الحق quot;الاجراميةquot;.
وقال المتحدث باسم القوة متعددة الجنسيات في العراق الملازم في البحرية الاميركية ديفيد راسل quot; تواصل القوات العراقية وقوات التحالف العمل معا لمنع المساعدات الايرانية الفتاكة من تهديد المواطنين العراقيين quot; .
وكانت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; قالت امس ان وثائق استخبارية تؤيد لأول مرة المزاعم بأن ايران تدرب ميليشيات عراقية من اجل ان تقاتل القوات الامريكية بالنيابة عنها في العراق.
واضافت الصحيفة قائلة تصف وثائق استخبارية للمرة الاولى، تتكون من اكثر من 80 صفحة رُفعت عنها السرية، وبالتفصيل شبكة متطورة يستخدمها عراقيون للدخول الى ايران والتدرب تحت اشراف ايراني. وتقول الصحيفة ان هذه الوثائق تعد اكثر المعلومات شمولا حتى الان في دعم المزاعم الامريكية في الجهود الايرانية لبناء قوة تعمل بالنيابة عنها في العراق.
وقد سُيِّست هذه المزاعم بنحو كبير، كما تقول الصحيفة، بخاصة مع قول منتقدي ادارة بوش بان المعلومات عن تورط ايراني في العراق مبالغ بها.
وتشير الصحيفة الى انها لم تستطع التاكد من صحة هذه المعلومات، التي قدمها معتقلون عراقيون من مصدر مستقل. واضافت ان من اللافت للنظر ان المعتقلين اعطوا تفاصيل مماثلة عن مجمعات تدريبية في ايران، شبكة سرية في بيوت امنة في ايران والعراق يستخدمونها للوصول الى المعسكرات، وعن توترات بين الشيعة في المعسكرات، بين العرب العراقيين ومدربيهم الايرانيين. واوردت الصحيفة جدول عمل مجموعات من الميليشيات قائلة انهم يستيقظون قبل طلوع الفجر، ليتدربوا ويتناولون طعامهم ويؤدون الصلاة قبل البدء بالدرس الاول في التدرب على اطلاق النار ببنادق كلاشنيكوف. ثم يتدربون على مدى الساعات الثماني اللاحقة على استخدام البازوكا او زراعة قنابل الطريق، ثم ياخذون استراحة لتناول وجبة الغداء، ودروس تعليمية دينية الزامية. ثم يستريحون في المساء لمشاهدة التلفزيون او لعب كرة الطاولة. وتنتهي الدروس عند الساعة 11 مساء.
واوضحت الصحيفة ان هذا هو اليوم النموذجي في قاعدة عسكرية خارج طهران، حيث كان، اعضاء من قوة القدس في الحرس الثوري الايراني وناشطين في حزب الله اللبناني يدربون، وعلى مدى سنوات ماضية، عراقيين على شن هجمات على القوات الامريكية في العراق، على وفق معلومات اعطاها لمحققين امريكيين مقاتلين عراقيين معتقلين.
وطالما اشار مسؤولون امريكيون الى التدريب الايراني والسلاح كاسباب للهجمات القاتلة التي يشنها مقاتلين في العراق ضد القوات الامريكية. وينكر مسؤولون ايرانيون حدوث مثل تلك التدريبات.
واضافت الصحيفة ان على الرغم من الانخفاض الكبير في عدد الهجمات التي تشنها ميليشيات في العام الحالي، الا ان مسؤولين في الاستخبارات الامريكية والجيش قالوا ان هناك دليلا على ان الميليشيات، التي يشيرون اليها احيانا بعبارة ldquo;مجموعات خاصةrdquo;، يعودون الان الى العراق لتخريب الانتخابات المقبلة وترهيب السكان. وذكرت الصحيفة ان الميجر جنرال، جفري هاموند، قائد القوات الامريكية في بغداد، قال مؤخرا انه يعتقد ان بعض مقاتلي الميليشيات عادوا الى العاصمة في الاسابيع القليلة الماضية.
والوثائق التي جمعها مركز محاربة الارهاب، كما تقول الصحيفة، تتكون من مجموعة من تقارير التحقيقات القائمة على معلومات اعطاها ما يزيد عن 20 مقاتلا اعتقلوا في العراق في العامين 2007 و 2008. والمركز هو منظمة بحثية تجمع وتحلل وثائق استخبارية تتعلق بتنظيم القاعدة، والعراق، وايران، وموضوعات اخرى.
وترسم الوثائق صورة استراتيجية ايرانية لاستخدام عراقيين كبدلاء لهم، جزئيا لتفادي مخاطر القاء القبض على ايرانيين في العراق. وفي احد التقارير الاستخبارية، يخبر معتقل محتجزيه بان ldquo;ايران لا تريد القتال في حرب مباشرةrdquo; مع القوات الامريكية في العراق لان طهران قلقة من إقدام الولايات المتحدة على تدمير ايران.
ويقول مسؤولون في الاستخبارات الامريكية بحسب الصحيفة، انهم يعتقدون ان منذ اعتقال عدد من ناشطي الحرس الثوري الايراني في بغداد في العام 2006 حولت ايران استراتيجيتها الى استقدام مجموعات صغيرة من العراقيين الى ايران. ثم يُعادون الى بلادهم لتدريب كوادر كبيرة من المسلحين. واوضحوا ان هناك مؤشرات بأن برامج التدريب في ايران ربما توسعت بنحو كبير في العام الحالي لاستيعاب الاعداد الكبيرة من الميليشيات العراقية الذين فروا من العراق في اثناء الحملات العسكرية العراقية في البصرة وبغداد.
التعليقات