إعتقال متعاونين مع طهران وضبط جوازات ايرانية
بغداد تفاوض لندن لعقد إتفاقية حول مستقبل قواتها في العراق

أسامة مهدي من لندن: اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع وزير الدفاع البريطاني الجديد جون هاتون ان حكومته ستعين فريقا تفاوضيا لبحث مستقبل القوات البريطانية في العراق حيث صحب الوزير معه وفدا لهذا الغرض أيضا .. فيما قالت القوات الاميركية في العراق انها ضبطت خلال عملية استهدفت قائدا بارزا لمجاميع مسلحة متعاونة مع ايران اموالا وجوازات سفر وتأشيرات ايرانية واعتقلت ثلاثة اشخاص .. في حين اعلنت وزارة الصحة العراقية ان عدد ضحايا العراقيين من الاعمال الارهابية خلال الاسبوع الماضي قد بلغ 218 مواطنا بين قتيل وجريح .

وابلغ المالكي الوزير البريطاني هاتون الذي حل بالعاصمة العراقية فجأة اليوم quot;ان العراق سيعين فريقا تفاوضيا لغرض بحث مستقبل القوات البريطانية في العراق مشددا على ضرورة التوصل الى اتفاق بين بغداد ولندن في هذا الشأن قبل نهاية التفويض الدولي في الحادي والثلاثين من كانون الاول (ديسمبر) المقبل . واكد قائلا quot;ان الوقت حان لبناء افضل العلاقات مع الدول التي وقفت الى جانب العراق ضد الدكتاتورية سعيا نحو بناء دولة عصريةquot;.

واكد المالكي ضرورة وضع الية مشتركة بين العراق وبريطانيا حول مستقبل القوات البريطانية في العراق مشيراً الى حرص الحكومة العراقية على توطيد العلاقات مع بريطانيا وتعزيز التعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي معها . وقال quot;في حال تمت الموافقة من جانب المؤسسات الدستورية على الاتفاقية بين العراق والولايات المتحدة الاميركية فان ذلك سيسهل عقد إتفاقية مع بريطانيا حول مستقبل قواتها في العراقquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot;. وطالب الشركات البريطانية بالعمل الإستثمارفي العراق والمشاركة في مشاريع البناء والإعمار لما تكتسبه هذه الشركات من مكانة متقدمة في سوق العمل،وان يكون نشاطها في البصرة وعموم المحافظات العراقية.

ومن جانبه اشار الوزير البريطاني الذي تولى منصبه الجديد في الثالث من الشهر الحالي بعد ان كان يشغل منصب وزير الاعمال والمشاريع والاصلاحات الى انه اصطحب معه من لندن فريقا تفاوضيا لمناقشة وضع قوات بلاده مع المسؤولين العراقيين . واكد رغبة حكومة بلاده في تشجيع الشركات البريطانية على العمل في مجالات الاعمار والاستثمار في العراق كما قدم دعوة رسمية لرئيس الوزراء للمشاركة في مؤتمر اقتصادي رفيع يعقد في بريطانيا في التاسع عشر من الشهر المقبل فوعد بأن يكون العراق حاضرا في هذا المؤتمر . وجدد الوزير دعم بلاد للحكومة العراقية ومساندتها في جهودها الهادفة الى تحقيق الامن والإستقرارمشيرا الى رغبة بلاده للإتفاق مع العراق حول مستقبل القوات البريطانية على اراضيه واستعداد الشركات البريطانية للمشاركة في مشاريع البناء والإعمار والإستثمار في البصرة وعموم المحافظات العراقية والمساهمة في تطوير الإقتصاد العراقي والتعاون في المجالات العلمية والثقافية.

وسيجري الوزير البريطاني في وقت لاحق اليوم مباحثات مع نظيره العراقي عبد القادر العبيدي تتناول وضع القوات البريطانية في العراق وتدريبها وتجهيزها للقوات العراقية .

وسبق لرئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان وعد في تموز (يوليو) الماضي بسحب جزء كبير من قوات بلاده من العراق في الشهور الأولى من عام 2009 ولكن الجيش البريطاني قال ان الوقت لم يحن بعد للحديث عن حجم القوات التي سيجري سحبها إذ أن ذلك بحاجة لاتفاقية خاصة لتمديد عمل القوات .

وكان المالكي اكد الاسبوع الماضي ان وجود القوات البريطانية لم يعد ضروريا بالنسبة للامن في العراق . وقال في تصريحات نشرتها صحيفة quot;تايمزquot; اللندنية نحن quot;نشكرها على دورها لكنني اعتقد ان وجودها في العراق لم يعد ضروريا لحفظ الامن والسيطرةquot; . واضاف quot;يمكن ان تكون هناك حاجة لخبرتها في التدريب او بعض المسائل التكنولوجية. لكن كقوة مقاتلة، لا اعتقد ان وجودها ضروريquot; . وانتقد المالكي قرار سحب القوة البريطانية من احد القصور في وسط البصرة اواخر العام الماضي بعد ان كان تحت سيطرتها منذ الحرب عام 2003 ونقلها الى قاعدة في المطار خارج المدينة .. وقال quot;ان البصرة في حينها لم تكن خاضعة لسيطرة الحكومة المحلية وانما للعصابات والميليشيات وقد نأت القوات البريطانية بنفسها عن المواجهات مما اعطى فرصة للعصابات والميليشيات للسيطرة على المدينةquot; . واضاف ان quot;الاوضاع تدهورت بشكل مريع الى درجة ان شبانا منحرفين حملوا السيوف لحز رقاب النساء والاطفال. لقد استنجد سكان البصرة بنا فتحركنا لاستعادتهاquot; .

وردا على سؤال عما اذا كان قرار الانسحاب من وسط البصرة سابقا لاوانه اجاب المالكي قائلا quot;جداquot; . وانتقد الاتفاق بين القوات البريطانية وجيش المهدي بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لوقف هجماته واطلاق الصواريخ. واوضح قائلا quot;طبعا لم نكن مرتاحين لذلك وقمنا بالابلاغ عن قلقنا وانزعاجنا لاننا اعتبرنا ما حدث بداية لكارثة ماquot;. واضاف quot;لو قالوا لنا بانهم يريدون القيام بذلك، كنا اجرينا مشاورات معهم للتوصل الى افضل نتيجة ممكنة. لكن عندما تصرفوا بشكل منفرد، وقعت المشكلةquot; . وكان المالكي امر الجيش العراقي بشن عملية امنية في اذار (مارس) الماضي في البصرة ضد جيش المهدي التابع للصدر الذي تم طرده من المدينة بعد اسبوعين من المعارك العنيفة. ومع ذلك اقر المالكي بان قوات التحالف quot;قدمت المساعدة وكان هذا امرا مهماquot;. قائلا ان quot;العراق مفتوح امام الشركات البريطانية وصداقة بريطانيةquot; رغم الخلافات.

ويتفاوض العراق والولايات المتحدة منذ شهور على اتفاق أمني لتسوية وضع القوات الأميركية متى ينتهي التفويض الذي وضع عقب دخولها الى العراق عام 2003 فيما تسعى بريطانيا التي لديها 4100 جندي في العراق ابرام اتفاق مماثل فور انتهاء هذه المفاوضات.

وتعتبر بريطانيا الشريك الأكبر للولايات المتحدة الأميركية في عملية احتلال العراق في آذار (مارس) عام 2003 وكانت قواتها المشاركة في الحرب هي الثانية من حيث الحجم بعد الاميركية وقد تم سحب أكثر من نصف قواتها من جنوب العراق ولم يبق منها سوى 4100 جندي في القاعدة البريطانية قرب مطار البصرة الواقع في شمال المحافظة.

وكان بيل راميل وزير الدولة البريطاني لشؤون الخارجية قد اشار خلال زيارة الى بغداد الاسبوع الماضي الى انه منذ العام الماضي حدث تغير دور القوات البريطانية في العراق من مرحلة الحرب الى مرحلة التوجيه والتدريب واستطاع لحد الان تدريب 20 الف فرد من القوات العراقية وهذه احدى الخطوات في مساعدة الجيش العراقي لتسلم كامل المسوؤلية الامنية بنفسه . واكد قائلا quot;متى ما استطاعت القوات العراقية في تثبيت الامن والاستقرار في العراق عندها ستنسحب قواتنا من العراق لكن الان لايوجد اي جدول محدد لانسحاب قواتنا من العراقquot;.

اعتقال متعاونين مع طهران وضبط جوازات ايرانية

قالت القوات الاميركية في العراق انها ضبطت خلال عملية استهدفت قائدا بارزا لمجاميع مسلحة متعاونة مع ايران اموالا وجوازات سفر وتأشيرات ايرانية واعتقلت ثلاثة اشخاص .. بينما اعلنت وزارة الصحة العراقية ان عدد ضحايا العراقيين من الاعمال الارهابية خلال الاسبوع الماضي قد بلغ 36 مواطنا .

واضافت القوات في بيان صحافي الى quot;ايلافquot; اليوم انها ومواصلة منها لاضعاف امكانات ونشاطات quot;شبكة اصحاب الحق الاجرامية من العملquot; فقد اشتولت على اكثر من 205 الاف دولار اميركى خلال عملية جرت في مدينة المجر الكبير التي تبعد نحو 30 كم جنوب العمارة (365 كم جنوب بغداد) وذلك خلال استهدافها وبناء على معلومات استخباراتية مستهدفة قائدا رفيع المستوى مدعوم من ايران مسؤول عن تمويل عمليات مسلحة ضد القوات العراقية وقوات التحالف.

واشارت القوات الى انها تحركت نحو مقر إقامة الشخص المطلوب لكنه لم يكن في منزله وخلال البحث عثرت على أكثر من 205 الاف دولار اميركى و 126,000 ريال ايراني و8,5 مليون دينار عراقي اضافة الى عدة جوازات سفروتأشيرات ايرانية وهويات مختلفة ومواد اخرى ذات صلة بشبكة اصحاب الحق الاجرامية المشتبه بها. واوضحت انها كانت قد استولت في وقت سابق من الشهر الالي على اكثر من 400 الف دولاراميركى تستخدم لتمويل شبكة اصحاب الحق quot;الاجراميةquot;.

وقال المتحدث باسم القوة متعددة الجنسيات في العراق الملازم في البحرية الاميركية ديفيد راسل quot; تواصل القوات العراقية وقوات التحالف العمل معا لمنع المساعدات الايرانية الفتاكة من تهديد المواطنين العراقيين quot; .

واضافت القوات انها عثرت ايضا على متفجرات واحتجزت quot; ثلاثة مجرمينquot; من المتعاونين مع ايران في منطقة الرشيد من بغداد كانوا ينقلون اسلحة . كما تم تنفيذ عملية تطهير مشتركة مع جنود الفرقة متعددة الجنسيات في بغداد واحتجاز quot;مجرمquot; في مجمع المصافي بالقرب من الدورة.
وتلقت قوات الشرطة العراقية معلومة مقدمة من مواطن محلي حول عثوره على عبوتين ناسفتين مصنوعة على شكل مطبات مخففة للسرعة اثناء استعداده للانتقال الى منزله الجديد فوصل فريق ابطال المتفجرات بعد وقت قصيرلأزالة العبوتين الناسفتين .
وقال المتحدث بإسم الفرقة متعددة الجنسيات في بغداد الرائد في الجيش الاميركي دايف اولسون quot; تستمر قوات التحالف وقوات الأمن العراقية بتامين الشوارع في منطقة الرشيد . إنهم يتعهدون بإبقاء المجرميـن وأدواتهم التخريبية بعيد عن أيدي المجرميـن لتوفيرمحيـط امن ومؤمن لحوالي 1.6 مليون مواطن من منطقة الرشـيد .quot;

وعلى صعيد النشاط الايراني في العراق قالت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; اليوم ان هناك وثائق استخبارية تؤيد لأول مرة المزاعم بأن ايران تدرب ميليشيات عراقية من اجل ان تقاتل القوات الاميركية بالنيابة عنها في العراق. واشارت الى ان وثائق استخبارية تتكون من اكثر من 80 صفحة قد رُفعت عنها السرية تؤكد وجود شبكة متطورة يستخدمها عراقيون للدخول الى ايران والتدرب تحت اشراف ايراني. واضافت ان هذه الوثائق تعد اكثر المعلومات شمولا حتى الان في دعم المزاعم الاميركية في الجهود الايرانية لبناء قوة تعمل بالنيابة عنها في العراق.

والوثائق التي جمعها مركز محاربة الارهاب، كما تقول الصحيفة، تتكون من مجموعة من تقارير التحقيقات القائمة على معلومات اعطاها ما يزيد عن 20 مقاتلا اعتقلوا في العراق في العامين 2007 و 2008. والمركز هو منظمة بحثية تجمع وتحلل وثائق استخبارية تتعلق بتنظيم القاعدة، والعراق، وايران، وموضوعات اخرى. وترسم الوثائق صورة استراتيجية ايرانية لاستخدام عراقيين كبدلاء لهم، جزئيا لتفادي مخاطر القاء القبض على ايرانيين في العراق.
وفي احد التقارير الاستخبارية يخبر معتقل محتجزيه بان ldquo;ايران لا تريد القتال في حرب مباشرةrdquo; مع القوات الاميركية في العراق لان طهران قلقة من إقدام الولايات المتحدة على تدمير ايران.
ووفقا للصحيفة فقد شارك بعض هؤلاء المتدربين في ldquo;دروس هندسةrdquo; خاصة لتدريب المسلحين على كيفية زرع قنابل على جوانب الطرق. لكن المتدربين ldquo;الاذكياءrdquo; فقط هم الذين يسمح لهم بالمشاركة في تدريب الهندسة طبقا لما ذكر احد المعتقلين الذي قال انه ليس ذكيا بما يكفي للدخول في تدريب كهذا. وللحصول على تدريب في لبنان كما تقول تقارير المعتقلين ينقل العراقيون بالباصات الى مطار في ايران حيث يطيرون الى دمشق ثم تاخذهم سيارات الى الحدود اللبنانية. وعندما يصلون الى لبنان، كما افاد معتقلون، يبدا التدريب الذي يدوم بضعة اسابيع بقيادة ناشطين في حزب الله، على ldquo;السيطرة على مخزون السلاح، والتخطيط، والاتصالاتrdquo;.

ضحايا العنف في العراق خلال اسبوع

بلغ عدد ضحايا العمليات الإرهابية والمواجهات العسكرية خلال الفترة مابين 12 و 17 من الشهر الحالي 218 جريحاً وقتيلا في جميع أنحاء العراق بإستثناء محافظات إقليم كردستان الشمالي بحسب الموقف الإسبوعي لوزارة الصحة.

وقالت إحصائية للوزارة quot;إن عدد الشهداء خلال الإسبوع الماضي حسب مركزها للعمليات قد بلغ (55) بينهم (13) في محافظة بغداد و(163) جريحاً بينهم (73) في بغدادquot;. كما بلغ عدد الضحايا المعلومي والمجهولي الهوية حسب الموقف الإسبوعي لمعهد الطب العدلي خلال الاسبوع نفسه 16 قتيلا بينهم رجل واحد مجهول الهوية و12 رجل و 3 نساء معلومي الهوية.