الكونغرس لإرغام العراق على الإعتراف بالدولة العبرية
بغداد: ضغوط أميركية لعلاقات مع إسرائيل دعاية إنتخابية
أسامة مهدي من لندن: رفضت قوى عراقية ضغوطًا أميركية لإقامة علاقات مع إسرائيل، وإعتبرت أخرى أن ذلك يدخل ضمن الضغوط الإنتخابية الأميركية فيما نفت وزارة الخارجية العراقية وجود مثل هذه الضغوط التي تستهدف ربط العراق مع الدولة العبرية بعلاقات دبلوماسية وتجارية علنية.
فقد أكدت وزارة الخارجية العراقية عدم علمها بوجود مشروع قرار في الكونغرس الاميركي للضغط على الحكومة العراقية لإقامة علاقات مع إسرائيل. وقال وكيل وزراة الخارجية محمد الحاج حمود في تصريح صحافي إن وزارة الخارجية لا علم لها ولم تكن هناك اي اتصالات بينها وبين اي جهة اخرى تحاول ممارسة ضغوط عليها لتطبيع العلاقات مع اسرائيل . وكانت تقارير صحافية اشارت استنادًا إلى مصادر أميركية إلى سعي أعضاء من الكونغرس لإجبار الحكومة العراقية على الاعتراف رسميًا بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية علنية معها.
والعراق لا يقيم علاقات مع إسرائيل منذ تأسيسها في عام 1948 وشارك في جميع الحروب العربية الثلاث معها كما كان يعتبرها دولة معادية خلال الأنظمة التي توالت على العراق قبل عام 2003 وبعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين أكدت الحكومات العراقية المتعاقبة أن موقفها من العلاقات مع إسرائيل يحدده وجود إجماع عربي على إقامة مثل هذه العلاقات.
كما رفضت جبهة التوافق العراقية أي تطبيع أو تعامل مع إسرائيل وقال رئيسها عدنان الدليمي ان الجبهة لا توافق على اي تطبيع او تعامل مع اسرائيل ما لم تتم إعادة اللاجئين الفلسطينين الى وطنهم واعادة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وتعويض جميع الفلسطينيين عن كل الاضرار التي لحقت بهم جراء الاحتلال الاسرائيلي، وان يرفع الحصار عن جميع المدن الفلسطينية وتعود فلسطين إلى حضن الامة العربية . وقال quot;إننا لا نعتقد ان الحكومة العراقية ستستجيب لأي ضغوط خارجية من اجل اقامة علاقات رسمية مع اسرائيلquot;.
ومن جهته وصف عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي النائب عن التحالف الكردستاني عبد الباري زيباري الامر بأنه لايتعدى دعاية انتخابية . وابلغ زيباري وكالة انباء quot;نيوزماتيكquot; أن الديمقراطيين quot;يعرفون أن الحكومة العراقية هي حكومة منتخبة من قبل الشعب العراقي ولا يمكن فرض أي قرار عليهاquot; . واشار الى أن هذا المقترح جاء quot;لدعم الديمقراطيين في حملتهم الانتخابية للوصول إلى سدة الرئاسة الأميركيةquot;. وأضاف زيباري أن قرار إقامة علاقات بين العراق وإسرائيل quot;يجب أن يتخذ من قبل الحكومة العراقية بعد معرفة رأي الشعب العراقي به من دون تدخل أي طرف خارجيquot;.
وأكد زيباري أن الاهتمام الأكبر للحكومة العراقية والكتل السياسية حاليًا هو تحسين الوضع الأمني والاقتصادي والثقافي للمواطن العراقي quot;باعتبار أن مصلحة المواطن العراقي تمثل الأولوية للنظام الجديد في العراقquot;. وقال إن quot;الحكومة العراقية تراقب تطورات المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وما سينجم عنها قبل التحدث عن علاقات مع إسرائيلquot; .
وتأتي ردود الافعال هذه في وقت اشارت تقارير اميركية الى ان عددًا من أعضاء الكونغرس الأميركي البارزين الموالين لإسرائيل يستعدون لطرح مشروع للضغط على الحكومة العراقية الحالية للاعتراف رسميًا بالدولة إسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية علنية مع بغداد والاستفادة quot;من الخبرات الإسرائيليةquot; في مجال الزراعة والتكنولوجيا والطب.
وتحدثت وكالة أنباء quot;أميركا إن أرابيكquot; عن وجود قرار يتم دراسته في مجلس النواب الاميركي تقدم به النائب الديمقراطي ألسي هيستنغ الذي يمثل ولاية فلوريدا التي يقطنها عدد كبير من يهود الولايات المتحدة المؤثرين يطالب فيه حكومة رئيس الوزراء العراقي نور المالكي بالاعتراف الفوري بإسرائيل دون قيد أو شرط مسبق. ويطالب القرار غير الملزم رقم 1249 quot;بأن تستخدم الإدارة (إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش) نفوذها من أجل إقناع العراق ودول أخرى لها علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة بأن تقر بحق إسرائيل في الوجود وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيلquot;. وقد تضامن مع النائب هيستنغ في تقديم القرار وتأييده 57 نائبًا أميركيًا حيث تمت احالته إلى لجنة العلاقات الخارجية في المجلس لمراجعته قبل الموافقة عليه.
معروف أنه وفق قوانين المجلس التشريعي في الولايات المتحدة فإن ما يسمى quot;بالقرارquot; يعتبر غير ملزم لكنه يمكن استخدامه لاحقًا في صياغة مشاريع قوانين لها قوة الإلزام كما جرت العادة في السابق. كما تعتبر القرارات صيغة ضغط سياسي أكثر منها سلطة قانونية. ويطالب القرار العراق بإقامة علاقات تجارية كذلك مع إسرائيل بشكل معلن ورسمي باعتبار أن إسرائيل quot;بلد رائد في المجالات الطبية والزراعية والتكنولوجيةquot;. وعلل القرار ذلك بأن quot;الشراكة التجارية بين العراق وإسرائيل سوف تشجع النمو في العراق الذي يقوم بإعادة بناء البلدquot;. ويذكر القرار الحكومة الأميركية بالمبالغ التي أنفقتها أميركا في العراق والتي لم تسدد حتى الآن ويدعو إلى استخدام ذلك من أجل تطبيع العلاقات الإسرائيلية العراقية. وقال القرار quot;على الرغم من أن الولايات المتحدة قد قدمت للعراق 50 بليون دولار من المساعدات الاقتصادية والأمنية حتى الآن لم يتم رد أي منها، فإن حكومة العراق ترفض الاعتراف بوجود إسرائيل التي هي أكثر حلفاء أميركا التي يمكن الاعتماد عليها في منطقة الشرق الأوسطquot;.
ويحث القرار على انخراط العراق مع إسرائيل لمواجهة ما وصفه واضعو القرار بأنه quot;الجماعات المتطرفةquot; حيث قال القرار رقم 1249 quot;يشجع القرار حكومة العراق للانخراط مع إسرائيل والولايات المتحدة وكل دول الشرق الأوسط لإضعاف الجماعات المتطرفة والتهديدات الأخرى الموجودة في المنطقة وللعمل من أجل السلامquot;.
التعليقات