علاوي يتنصل من مواقفه والأكراد يخططون لرفع حصانته
النجيفي يؤكد والمالكي ينفي إتهامه للأكراد بتهجير المسيحيين
أسامة مهدي من لندن: سارع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى نفي تأكيدات أطلقها النائب عن القائمة العراقية أسامة النجيفي بأن المالكي قد أطلعه على ملف يثبت تورط الأكراد بتهديد وتهجير المسيحيين من الموصل الشمالية، مشيرًا إلى أن التحقيق في الأمر لم ينته بعد فيما قالت الكتلة الكردية في مجلس النواب انها تخطط لرفع الحصانة البرلمانية عن النجيفي الذي يمثل المدينة في وقت تنصل زعيم القائمة اياد علاوي من اتهامات عضو قيادتها للاكراد، مشددًا على أنها لا تعبر عنها وإنما عن رأيه الشخصي .
وأكد الدكتور علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية quot; أن رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي لم يُطلع أي طرف على وثائق إدانة ضد أي طرف أو ملفات تحقيق تخص قضية تهجير المواطنين المسيحيين في الموصل، وإن الجهات الرسمية المختصة بالتحقيق تواصل عملها في هذه القضية وستُعلن نتائج التحقيق التي ستتوصل إليها حال إكتمالهاquot;، كما قال في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه إلى quot;إيلافquot; اليوم الأحد. وخلال إستقباله لزعماء الطائفة المسيحية الأربعاء الماضي أكد المالكي أنه ستتم معاقبة كل من تسبّب في تهجير المسيحيين من ديارهم ومحاسبة الجهات التي وقفت وراء الجماعات المسلحة التي نفذت هذه الجريمة. وأشار إلى أن ما تعرّض له المسيحيون في الموصل هو جزء من مخطط سياسي. وأكد أنه وجّه بتوسيع مشاركة المسيحيين في الاجهزة الامنية لتوفير الاأمن في المناطق التي يتواجدون فيها.
وجاء التفي الرسمي ردًا على تصريحات اطلقها النجيفي امس، قال فيها إن quot;رئيس الوزراء نوري المالكي أراني ملفًا قال إنه يثبت تورط الميليشيات الكردية في تهديد وتهجير المسيحيين من الموصلquot;. وأوضح quot;كان لدينا اجتماع مع رئيس الوزراء قبل يومين جرى خلاله تداول موضوع تهجير المسيحيين، وقال لي رئيس الوزراء لقد ثبتت صحة اتهاماتك السابقة للميليشيات الكردية بتهجير المسيحيين من الموصلquot;. وأشار القيادي في القائمة العراقية إلى أن quot;لدى لجنة التحقيق الأدلة الكافية حول تورط الميليشيات الكردية بهذا الأمرquot; كما نقلت عنه وكالة quot;نيوز ماتيكquot; .. مشددًا على quot;ضرورة تطهير القوات المسلحة في الموصل خاصة الفرقتين الثانية والثالثة من الميليشيات ومعاقبة المتورطين بتلك الأعمال لاستخدامهم سلطة الدولة للقيام بجرائم ضد الشعب العراقيquot;.
ومن جهتها، أشارت الكتلة الكردستانية إلى أنها ستعمل على رفع الحصانة البرلمانية عن النجيفي حيث اكد آزاد بامرني عضو مجلس النواب العراقي عن الكتلة الكردية ان كتلته تخطط لتشكيل لجنة برلمانية لرفع الحصانة عن النجيفي quot;لكونه خرج عن الاطار السياسي الممنوح له وبدأ يتناسى بأنه احد اعضاء البرلمان العراقيquot;. وقال quot;اننا لا نعلم ماذا يريد هذا النائب من الاكراد فهو يواصل منذ ثلاث سنوات كيل الاتهامات للاكراد ويربط كل مشكلة تحدث في الموصل بقوات البيشمركة الكردية أو الأحزاب الكردستانية.
وطالب بامرني النجيفي بتقديم ادلته quot;المزعومةquot; التي يقول عنها حتى يكون الجميع على دراية مشيرًا الى ان النجيفي بدأ يبالغ في تصريحات مؤكدًا أن جميع التصريحات بعيدة كل البعد عن أي اطار قانوني. واشار بامرني الى ان النظام الداخلي لمجلس النواب أعطى الحق للنائب بالتكلم والتعبير عن ارائه بكل حرية ولكن لا بالتهجم على الاطراف الاخرى . واضاف ان كتلة التحالف الكردستاني بصدد تشكيل لجنة ستقوم بالتباحث مع جميع القوى البرلمانية لرفع الحصانة عن النجيفي كونه خرج عن الإطار السياسي الممنوح له.
كما اعتبر رئيس القائمة العراقية رئيس الوزراء اياد علاوي تصريحات النجيفي عن تورط الأحزاب الكردية في تهجير المسيحيين من الموصل تمثل وجهة نظر شخصية بحتة. وقال إن quot;القائمة العراقية تضم شخصيات مستقلة لها توجهات مختلفة تمثل مجموعة من أطياف الشعب العراقي وتستطيع تحت هذا العنوان الديمقراطي التحدث بالشكل الذي تريده حول القضايا التي تمر بها البلادquot;.
وقبل ذلك اتهم النجيفي قوات البيشمركة الكردية بمحاولة quot;تكريدquot; بعض مناطق مدينة الموصل، وقال إن فرقة عسكرية تابعة لقوات البيشمركة تتكون من ثلاثة الوية دخلت قبل يومين مدينة الموصل واتخذت مواقع في المناطق الشرقية منها وبدأت بممارسة الغضوط على السكان والهدف من وراء ذلك محاولة تكريدهم . واشار الى ان البيشمركة دخلوا الى الموصل دون موافقة الحكومة وبدأ الاهالي يشعرون بنوع من القلق جراء تواجد هذه المليشيات المسلحة على اراضيه لذا فقد quot;اتصلنا برئيس الوزراء واطلعناه على حقيقة مايجري ووعدنا باتخاذ اجراءات رادعةquot;.
واوضح أن quot;تحركًا فعليًا بدأ على الأرض تمثل بطلب القوات الاميركية من قيادات البيشمركة للخروج من الموصلquot;.
كما اثار النائب النجيفي الصيف الماضي زوبعة سياسية حين طالب الرئيس العراقي بالاستقالة اثر مصافحته لزعيم حزب العمل الاسرائيلي ايهود بارك على هامش مؤتمر الاشتراكية الدولية بأثينا عاصمة اليونان في الاول من تموز (يوليو) الماضي .
وقد اضطرت القائمة العراقية عقب ذلك الى ارسال وفد عنها لمقابلة بارزاني حيث نقل رسالة من علاوي اوضح فيها quot;أن ما نقل عن لسان أحد أعضاء القائمة تجاه فخامته لا يمثل رأيًا وموقفًا لقائمة وإنما يمثل رأيه الشخصيquot; كما قال بيان رئاسي. وكانت مصافحة طالباني لباراك قد اقرت عددًا من ردود الأفعال داخل مجلس النواب العراقي حيث انتقد عدد من نواب التيار الصدري وحزب الفضيلة خطوة الرئيس العراقي.
لكن النجيفي رد بالقول إن مطالبته باستقالة رئيس الجمهورية جاءت بعد التبرير الذي قدمه مكتب الرئيس طالباني باعتبار ان ما تم هو بصفة الطالباني الحزبية رئيسًا لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وليس كرئيس للعراق. واشار النجيفي الى ان الطالباني ذهب الى المؤتمر مسخرًا الامكانات والاموال العراقية واستقبل هناك كرئيس دولة وبالتالي ليس من حقه التصرف كرئيس حزب له علاقات قديمة مع اسرائيل، لا سيّما أن اسرائيل في العقل الجمعي العراقي ما زالت عدوًا للعرب والعراقيين.
وينفي التحالف الكردستاني بشدة أن يكون للبيشمركة الكردية أي دور في تهديد وتهجير المسيحيين حيث وصف النائب عن التحالف الكردستاني عبد الباري زيباريما أشيع عن تورط قوات البيشمركة الكردية في تهجير المسيحيين بأنه أمر محزن ومعيب بحق الشعب العراقي . وقال إن التصريحات التي تتحدث عن تورط قوات البيشمركة في تهجير المسيحيين من الموصل تأتي في إطار المزايدات السياسية فضلاً عن أنها تحاول لفت الأنظار عن المسؤول الحقيقي عن هذه العمليات .
يذكر أن المسيحيين في محافظة نينوى ومركزها الموصل 405( كم شمال بغداد) تعرضوا لتهديدات خلال الأسابيع الماضية دفعتهم إلى الهجرة. وجرى تبادل اتهامات بين القوى السياسية حول دوافع تلك التهديدات ومن يقف وراءها. وتقدر بعض المصادر أعداد المسيحيين في العراق قبل اندلاع الحرب عام 2003 حوالي 800 ألف نسمة كانوا يتمركزون في مدن بغداد والموصل وكركوك والبصرة إلا أن أعمال العنف ضدهم أدت إلى هجرة نحو 250 ألفًا منهم إلى مناطق عراقية أخرى أو إلى خارج البلاد .
التعليقات