مخاوف مصرية بشأن التدفق الآمن للملاحة في قناة السويس
إجتماع عاجل في القاهرة لبحث مواجهة القرصنة الصومالية

نبيل شرف الدين من القاهرة: برعاية مصرية وعلى خلفية مخاوفها من تأثير انتشار عمليات القرصنة البحرية في خليج عدن، قبالة السواحل الصومالية على انتظام حركة الملاحة في قناة السويس، بدأ اليوم الخميس في القاهرة الاجتماع التشاوري العاجل الذي يعقد على مستوى مساعدي وزراء الخارجية في الدول المشاطئة للبحر الأحمر، لتنسيق الجهود وآليات التعاون بينها من أجل مكافحة ظاهرة القرصنة البحرية التي اتسعت رقعتها أخيراً قبالة السواحل الصومالية .

وبينما نفت مصر إمكانية توقف حركة الملاحة الدولية عبر قناة السويس بسبب تصاعد أعمال القرصنة في خليج عدن، فقد جدد وزير خارجيتها احمد أبو الغيط الدعوة إلى ضرورة مشاركة أساطيل الدول الكبرى لمواجهة هذه الظاهرة والتي وصفها بأنها باتت تهدد التجارة العالمية، معرباً عن اعتقاده بأن تفاقمها يقتضي دعم الصومال سياسياً وأمنياً من خلال حل لمشكلة غياب السلطة المركزية، وإيجاد حل سلمي يسمح بدعم تلك السلطة عن طريق تحقيق مصالحة وطنية صومالية تجمع كافة الأطراف هناك .

من جانبه وصف عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية هذا الاجتماع الذي يناقش قضية القرصنة البحرية بأنه بالغ الأهمية، لافتاً إلى أن وفدًا من الجامعة العربية يشارك في هذا الاجتماع بدعوة من الحكومة المصرية، كما أن هناك اتصالات مكثفة في هذا السياق، بين الجامعة وعدد من الدول العربية للتعامل مع هذا الملف الشائك .

وتواترت جرائم القرصنة على نحو لافت قبالة السواحل الصومالية خلال هذا العام، ما أدى إلى زيادة تكاليف التأمين، ودفع بعض شركات الشحن إلى تحويل مسار سفنها بحيث تدور حول جنوب افريقيا كما أدى إلى رد عسكري لم يسبق له مثيل من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الاوروبي .

ورصد المكتب البحري الدولي 199 جريمة قرصنة منذ كانون الثاني (يناير) إلى ايلول (سبتمبر) الماضيين، بينها 63 وقعت بخليج عدن وقبالة السواحل الصومالية، ويرى مراقبون أن الزيادة الحادة في جرائم القرصنة البحرية في هذه المنطقة ترتبط بالفوضى السائدة في الصومال، كما يؤججها تنامي نفوذ الأصوليين هناك، فضلاً عن إغراء ملايين الدولارات التي تدفع كفدية .

مخاطر على قناة السويس
ويأتي اهتمام القاهرة بمواجهة ظاهرة القرصنة البحرية بالنظر إلى انعكاساتها على تدفق البواخر عبر قناة السويس، ويقول الخبراء إن المزيد من شركات الشحن الكبيرة في العالم تحول مسار سفنها بحيث تدور الآن حول طريق رأس الرجاء الصالح، غير أنه ليست هناك ثمة أدلة قاطعة تؤكد أن شركات ناقلات النفط الكبيرة التي تحمل معظم شحنات النفط في العالم تتحاشى المرور في قناة السويس، وذلك على الرغم من أن كثيرا منها أبدى إنزعاجا تجاه أعمال القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية .

وينفي مسؤولون مصريون أن تؤثر عمليات القرصنة على حركة الملاحة في قناة السويس، وفي هذا السياق قال المتحدث الرسمي باسم هيئة قناة السويس محمود عبد الوهاب إن القراصنة يستهدفون السفن الصغيرة التي يمكن أن تقترب من سواحل الصومال وجيبوتي، أما السفن التي تعبر القناة، فهي ضخمة وعملاقة لا تسير إلا في المياه العميقة، وبالتالي هي بعيدة عن أيدي القراصنةquot;، على حد تعبيره .

ووفقاً لإحصائيات دولية تناولت الفترة من العام 2000 إلى 2007، فإنه يمر عبر البحر الأحمر حوالي rlm;325rlm; مليون طُـن من البضائع وrlm;10% من إجمالي الشّـحنات البحرية العالمية سنوياًrlm;،rlm; كما ارتفع عدد ناقلات البترول التي تعبر قناة السويس سنوياً إلى rlm;21rlm; ألف ناقلة، كما زادت كميات البترول الخام التي تتدفّق عبر الأنابيب إلى البحر الأحمر بشكل هائلrlm;، وأدّت التوترات المسلحة في منطقة الخليج منذ بداية التسعينيات إلى كثافة غير معتادة في مرور القِطع العسكرية البحرية عبر مياه البحر الأحمرrlm;، وهو الأمر الذي بات يقلق المجتمع الدولي فضلاً عن دول الإقليم .

وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا يُدين أعمال القرصنة الصومالية ويطلب من الدول التعاون معا لمُواجهة هذه الظاهرة بحزم، وشكل الأوروبيون وحدة مساندة بحرية من سِـت قطع بهدف تأمين السُّفن الأوروبية المارّة في بحر العرب والبحر الأحمر.

ويعرب خبراء استراتيجيون عن تشاؤمهم بشأن إمكانية إحراز تقدم حقيقي في المصالحة بين الفرقاء الصومال، فالمرارات القديمة والحاجة إلى إطفاء الحرائق في أماكن أخرى من أفغانستان إلى الكونغو قد استنفذت رغبة المجتمع الدولي في التحرك العملي الناجز .

ومنذ اختطاف ناقلة نفط سعودية عملاقة تحمل شحنة نفط قيمتها 100 مليون دولار في واحدة من أكبر جرائم الخطف في التاريخ فقد اختطف قراصنة سفينة صيد تايلاندية وأخرى يونانية لنقل البضائع وسفينة ترفع علم هونغ كونغ كانت متجهة الى إيران .