توقيف 17 عضوًا في مدينة الفيوم وزفاف كريمة قيادي مسجون
الحملات تتواصل ضد نشطاء الإخوان المصريين ونفوذهم يتنامى
نبيل شرف الدين من القاهرة: في ما كانت أسرة خيرت الشاطر النائب الثاني لفضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين تحتفل بزفاف كريمته سارة، في ظل غياب والد العروس خلف القضبان حيث يقضي حكمًا صدر بسجنه سبع سنوات، فقد ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على 17 عضوًا بجماعة الإخوان المسلمين بعد معلومات توافرت لدى أجهزة الأمن عمّا وصفته بأنهم عقدوا اجتماعًا تنظيميًا يستهدف إحياء أنشطة الجماعة المحظورة.
وقالت مصادر في الجماعة إنه جرى إلقاء القبض على أعضاء منها في مدينة الفيوم جنوب القاهرة، موضحة أنه تم احتجازهم أثناء مغادرتهم المسجد عقب أداء صلاة العشاء بينما أُلقي القبض على آخرين في منازلهمquot;، كما تقول مصادر الجماعة.
وأوضحت تلك المصادر أنه من المعتقلين كل من: عيد فتحي (موظف بالصحة)، وأشرف سلطان (إداري بالتربية والتعليم)، وطمان أبو بكر فتح الباب (موظف بالجامعة)، وعماد رجب صالح (مدرس)، وعيد عبد المؤمن (موجِّه بالتربية والتعليم)، وأحمد عبد الباسط (موظف بالأوقاف)، ومحمد رمضان إبراهيم (مدرس)، وسالم سعيد (موظف بالكهرباء)، ومحمود سيد (موظف بالملاحات) .
وعادة ما يتم توقيف أعضاء من الإخوان بتهمة الإنتماء لجماعة محظورة وعقد اجتماع من دون إذن وهي اتهامات كثيرا ما توجهها السلطات إلى أعضاء الإخوان المسلمين، وتصف الحكومة جماعة الإخوان بأنها quot;تنظيم محظورquot; على الرغم منأنها تقدم مرشحين مستقلين في الانتخابات البرلمانية .
وتعتمد السياسات التي تتبعها الحكومة المصرية مع نشطاء الجماعة منذ منتصف التسعينات على توجيه ضربات اجهاضية بين فترة وأخرى الى (الإخوان) لمحاولة وقف نموهم، إلا أن الجماعة تبدو غير عابئة بالاجراءات الحكومية، بل لعلها تستفيد في بعض الأحيان بمقدار ما تستطيع من تلك الضربات، فتنال أخبارها حيزاً واسعاً في وسائل الإعلام، كما تكتسب عناصرها تعاطفًا شعبيًا متناميًا.
مستقبل الإخوان
وشهدت الأشهر الماضية إحتقانًا في العلاقة بين الطرفين، خاصة بعد أن فاز أعضاء في الجماعة بخمس عدد المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2005، وتواصل جماعة الإخوان تحركاتها من أجل تعزيز وجودها في مؤسسات المجتمع المدني، بعد أن هيمنت عناصر منها على العديد من النقابات المهنية كنقابات الاطباء والمعلمين والمهندسين والمحامين وغيرها من النقابات .
ولجماعة الإخوان المسلمين وضع بالغ الخصوصية في مصر، فعلى الرغم من اعتبارها محظورة رسميًا، وتوجيه اتهامات للكثيرين بالانضمام لعضويتها ومحاولة إحياء أنشطتها، غير أن للجماعة عدة مقرات علنية، ويقدم قادتها أنفسهم إلى وسائل الإعلام (غير الحكومية) بصفاتهم التنظيمية داخل الجماعة، فضلاً عن أن هناك أعضاء بارزين من الجماعة يشغلون أكثر من 20% من مقاعد مجلس الشعب (البرلمان) المصري، حيث يجري انتخابهم عادة بصفتهم quot;مستقلينquot;، بينما يفوز الحزب الوطني (الحاكم) تقليديًا بمثل هذه الانتخابات والتي يتوقع المراقبون أن تشهد هذه المرة معركة شرسة، وخاصة بعد تبني التعديلات الدستورية التي جرى إقرارها في العام 2005 .
ويقول خبراء في الشأن المصري ومحللون سياسيون إن أي محاولات للتضييق من الحكومة على الإخوان مجرد إدارة سياسية من قبل الحزب الحاكم للعلاقة مع الجماعة، لافتين إلى أن العلاقة بين الدولة والإخوان تراوحت دائمًا بين الانفراج والتضييق، وفي هذا السياق ترى رئيسة تحرير مجلة الديمقراطية د. هالة مصطفى أن الإخوان quot;لا يشكلون تهديدًا للنظام بل انه يستفيد من وجودهم ليظهر امام الغرب وكأنه الجدار الواقي في مواجهة البديل الاسلاميquot;، حسب قولها.
ويؤكد مرشد الجماعة مهدي عاكف أنها quot;ترفض توريث الحكمquot; لجمال مبارك نجل الرئيس المصري وانها ستعمل مع كافة القوى المعارضة الاخرى للتصدي لهذا السيناريو، إلا أن الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشوبكي يعتقد ان الإخوان المسلمين quot;سيعبؤون ضد التوريث ولكنهم لن يتمادوا في ذلك إذا كانوا سيدفعون ثمنًا كبيرًا لهذا الموقفquot; يؤدي الى كسر تنظيمهمquot;، على حد تعبيره .
ويعتقد الشوبكي المتخصص في شؤون الحركات الاسلامية ان quot;السلطة لا تريد القضاء على الإخوان فلديها مصلحة استراتيجية في الحفاظ على تنظيم متماسك ذلك ان السيناريو الاسوأ بالنسبة إليها هو انقسام الاسلامييين الى خلايا صغيرة لا يمكن السيطرة عليهاquot; .
التعليقات