الكويت: دخلت الكويت اليوم الثلاثاء في ازمة سياسية جديدة مع تقديم الحكومة استقالتها بعد مواجهة من مجلس الامة (البرلمان)، وذلك على خلفية السماح لرجل دين شيعي ايراني ادين بتهمة سب الصحابة بالدخول الى البلاد ونقلت وكالة الانباء الكويتية الرسمية عن وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد الجابر الصباح قوله ان رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح quot;رفع استقالته واستقالة اخوانه الوزراء الى حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباحquot;.
واضاف الوزير ان الامير quot;اطلع على كتاب الاستقالة وقرر ارجاء (اكرر: ارجاء) النظر في قبولها في الوقت الراهن على ان تستمر الحكومة في اداء اعمالها بما يحقق مصالح الوطن والمواطنينquot;.
وكان اعضاء الحكومة انسحبوا صباح الثلاثاء من مجلس الامة بعيد افتتاح الجلسة احتجاجا على ادراج طلب استجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح على جدول الاعمال.
واثر انسحاب الوزراء من البرلمان حيث يتمتعون بمقاعد بموجب الدستور، عقد مجلس الوزراء اجتماعا طارئا صدر عنه بيانا قاسي اللهجة.
وجاء في البيان الذي نقلته وكالة الانباء الكويتية ان quot;ما شهدته الساحة مؤخرا من مظاهر الفوضى والانحراف في الممارسة البرلمانية بلغت مرحلة مؤسفة من مراحل الاساءة للوضع العام والاضرار بالمصلحة الوطنيةquot;.
واعتبر البيان ان الاستجواب المقدم بحق رئيس الوزراء quot;جسد خروج الممارسة البرلمانية عن الثوابت الدستورية والقانونية والاعراف المستقرةquot;.
واتى طلب الاستجواب على خلفية سماح السلطات بدخول رجل الدين الشيعي الايراني محمد باقر الفالي الى الكويت رغم الحظر القانوني على دخوله وادانته امام محكمة كويتية بتهمة سب الصحابة.
وتقدم النواب وليد الطبطبائي ومحمد هايف وعبد الله البرغش وجميعهم من السلفيين، في 18 تشرين الثاني/نوفمبر بطلب استجواب رئيس الوزراء، وهو ابن اخ امير البلاد.
وحمل النواب رئيس الوزراء حينها مسؤولية السماح بدخول رجل الدين الشيعي الايراني واتهموه بالفشل في تادية واجباته الدستورية وقالوا ان الوقت حان ليصبح رئيس الوزراء قادرا على ادارة الدولة وتحقيق رغبات الشعب.
كما اعتبر النواب حينها ان الفساد واهدار الاموال العامة ازداد في ظل حكومة الشيخ ناصر، وهو عضو بارز في العائلة المالكة.
وبحسب القانون الكويتي، يمكن لامير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح اذا ما قبل الاستقالة، اما ان يشكل حكومة جديدة، او يحل البرلمان ويدعو الى انتخابات برلمانية مبكرة.
الا ان رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي قال للصحافيين اثر لقائه بامير البلاد quot;اؤكد انه لن يتم حل مجلس الامةquot;.
وحل البرلمان مرتين بسبب خلافات بين النواب والحكومة، في ايار/مايو 2006 وفي اذار/مارس 2008، وتمت الدعوة لانتخابات مبكرة في الحالتين.
وكان الشيخ ناصر عين رئيسا للوزراء للمرة الاولى في شباط/فبراير 2006، والف منذ ذلك الوقت اربع حكومات واجرى تعديلين حكوميين رئيسيين نتيجة لخلافات مع اعضاء البرلمان.
وتم استجواب 12 وزيرا على الاقل من حكومات الشيخ ناصر.
وتوقع عدة نواب ان يصدر امير البلاد في وقت لاحق مرسوما بحل مجلس الامة، فيما يتوقع البعض الاخر ان يلجأ الامير الى تعليق الدستور والبرلمان، وبالتالي عدم الدعوة لانتخابات مبكرة.
وتم تعليق الدستور الكويتي الذي كان اول دستور يتم تبنيه في دولة خليجية، في العام 1976 لمدة خمس سنوات وكذلك لمدة ستة اعوام في العام 1986، وهي فترات غابت عنها الحياة البرلمانية.
وفي العام 2006 ادى صراع على السلطة بين اعضاء عائلة الصباح الى تصويت البرلمان المنتخب بازاحة الامير الشيخ سعد عبد الله الصباح لاسباب صحية ما شكل سابقة في تاريخ الكويت.
وتحكم عائلة الصباح البلاد منذ قبام دولة الكويت قبل 250 عاما.
وكان نواب كويتيون القوا مسؤولية الازمات السياسية المتكررة في الكويت على خلافات بين بعض اعضاء الاسرة الحاكمة ما يؤدي الى اعاقة التنمية.
وتعوم الكويت على عشر الاحتياطي النفطي العالمي وهي تنتج يوميا 2,4 مليون برميل من النفط الخام.
كما تملك الكويت موجودات خارجية تقدر بثلاثمئة مليار دولار.
ويبلغ عدد سكان الكويت حوالى 3,35 ملاين نسمة، بينهم حوالى مليون مواطن كويتي.
الخرافي: لا حل لجلسة الأمة
من جانبه اشاد رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي اليوم بحكمة أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وحرصه على الديمقراطية واستقرار الاوضاع في البلاد مؤكدا ان لا حل دستوريا لمجلس الامة او غير دستوري .

وقال الخرافي quot;ادليت في وقت سابق اليوم بان لا اجراء او قرار اتخذ من قبل سموه في شأن مجلس الامة .. لكن الان استطيع ان اؤكد بأنه ولله الحمد ان لا حل دستوريا للمجلس او غير دستوريquot;.
واضاف quot;هذا ان دل على شيء فانما يدل على حكمة سمو الامير حفظه الله ورعاه وحرصه على الديمقراطية واستقرار الاوضاع في البلادquot; .

واعرب رئيس مجلس الامة الخرافي عن الامل في ان quot;يقدر اعضاء المجلس هذه اللفتة الكريمة لسموهquot; داعيا في الوقت ذاته الجميع الى العمل quot;من خلال الحرص كل الحرص على الكويت وامنها واستقرارهاquot;.
وقال ان عدم اتخاذ الامير الشيخ صباح الاحمد اي اجراء بحق مجلس الامة quot;يدل كذلك على حرص سموه الكبير على اتاحة الفرصة للمجلس في ان يعالج مواضيعه من خلال اعضائه الذين اثبتوا في الفترة الماضية حرصهم وتعاونهم وتكاتفهمquot; .
واضاف quot;باسمي واسم زملائي نتقدم لسمو الامير بالشكر الجزيل على هذه الثقة التي نعتز بها ونفخر ونأمل ان نكون عند حسن ظن سموهquot;.

رئيس الوزراء : الامير ابدى تفهمه للاعتبارات التى وردت في خطاب الحكومة
إلى ذاك أوضح رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح بأن أمير الكويت أبدى خلال لقائه معه اليوم تفهمه وتقديره للاعتبارات التى وردت في الخطاب المرفوع للأمير بشأن الممارسات البرلمانية غير السليمة التى تسيء للوضع العام في البلاد وتعيق المسيرة الديمقراطية والتي جاءت منسجمة مع الدعوات المتكررة التي أطلقها الشيخ صباح الأحمد من أجل الحفاظ على المصلحة الوطنية وتغليب لغة الحوار الايجابي وتفعيل التعاون البناء بين السلطتين التشريعية والتنفيذية فيما يتجاوز الثغرات والاختناقات التى تشهدها العلاقة بينهما ويدفع عجلة التنمية والانجاز وتلبية آمال وطموحات المواطنين.

وقد دعا رئيس مجلس الوزراء الجميع الى استيعاب النصائح والتوجيهات السامية للامير والتي تعكس حرصه واهتمامه على بذل كل جهد يسهم في تعزيز امن البلاد واستقرارها وتحقيق تقدمها.