بهية مارديني من دمشق: يسود أقطاب المعارضة السورية المقيمة في الاردن قلق من تحسن العلاقات بين دمشق وعمان لان الاردن لطالما كانت ملاذا امنا لهم طالما لايقومون باية نشاطات من شنها ان تشعل الفتيل بين البلدين. وتعززت هذه المخاوف بعد ابلاغ معارضين سوريين بوجوب مغادرة عمان مؤخرا اضافة الى زيارة رئيس الوزراء الاردني نادر الذهبي الى دمشق والاعلان عن زيارة الرئيس السوري بشار الاسد. وتقلق المعارضة ان تكون ثمنا لصفقة محتملة بين الجانبين بينما اصبح بعض افراد المعارضة السورية اردنيون اكثر من كونهم سوريين ويشعرون بالامتنان والعرفان والانتماء لهذا البلد المجاور الذي استقبلهم خلال فترة عصيبة من حياتهم.

وتحاول نسبة منهم ابعاد هذا الشبح عن حياتهم لانهم يشيرون الى انه مهما وصلت العلاقات بين الطرفين فسيظل كل بلد محتفظ بمساحة لايتجاوزها الاخر وستظل كل من دمشق وعمان ممسكة ببعض الخيوط بين يدي كل منهما دون ان تلقيها في ارض الاخر بسهولة وخاصة في ظل وجود ملفات سياسية واقتصادية عالقة وتباين الاراء حول عدد من الملفات في المنطقة.

وتشهد العلاقات الأردنية ndash; السورية مرحلة جديدة من تحسن العلاقات بعد زيارة العاهل الاردني عبد الله الثاني ومسؤولين اردنيين الى دمشق. ويؤكد وزير الاعلام السوري محسن بلال إن الرئيس السوري سيزور عدد من العواصم العربية بصفة سورية رئيسة للقمة العربية ويشير في هذا الصدد ان quot;الأسد يحاول استكمال برنامجه ولن ينقطع عن الدول العربية...quot;.

واكد الأسد للذهبي على ضرورة العمل على إزالة كافة العقبات التي تعترض التعاون الاقتصادي والتجاري والتنموي بين سورية والأردن وإعطاء زخم أكبر للعلاقات بين رجال الأعمال في البلدين بما يؤسس لعلاقة بعيدة المدى بين الجانبين كما القت سوريا خلال زيارة الذهبي سراح اردنيين كانت قد اعتقلتهم مؤخرا بعد ان بحث ملفهم مع السوريين. وأشار الذهبي إلى أن الملك عبد الله الثاني يتطلع إلى توطيد العلاقات في جميع المجالات ..وقال إن زيارته إلى دمشق برفقة وفد وزاري واقتصادي تأتي لخدمة هذا الهدف.

ونقل الذهبي للاسد رسالة شفوية من الملك عبدالله الثاني مشيراً إلى أنه ستكون هناك زيارة للرئيس الأسد إلى عمان قريباً. ولفت الذهبي إلى أنه بحث مع رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري تعزيز أواصر التبادل التجاري والاقتصادي وجميع الأمور التي لها علاقة بالنشاط الاقتصادي وتسهيل عبور الأشخاص والبضائع بين البلدين مبيناً أن هناك اتفاقيات عديدة وبروتوكولات ومذكرات تفاهم سابقة ستتم اعادة النظر فيها وتفعيل بعضها وتجديد بعضها الآخر.

وأوضح الذهبي أنه تم تشكيل لجان وزارية من كلا البلدين لمتابعة هذه الاتفاقيات مؤكداً متابعته الشخصية مع عطري لتنفيذ الاتفاقيات وتذليل العقبات التي تعترضها. واعتبر رئيس الوزراء الأردني أن ما يحدث الآن في العالم بعد الأزمة المالية العالمية يستوجب التنسيق والتعاون بشكل أكبر والعمل على زيادة التبادل التجاري العربي أكثر من أي وقت مضى.

وكان رئيسا وزراء البلدين وقعا في ختام أعمال الدورة الثانية عشرة للجنة العليا السورية الأردنية المشتركة التي عقدت في عمان في كانون الأول من العام الماضي 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكولاً تتعلق بالتعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والمياه والطاقة والصناعة والثقافة والتربية والعمل. وساهم دخول منطقة التجارة الحرة السورية الأردنية حيز التنفيذ عام 2002 في تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري حيث ارتفع التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 488 مليون دولار عام 2007.