واشنطن: قام محامو 16 جندياً أميركياً من قوات الحرس الوطني في ولاية إنديانا برفع دعوى قضائية بحق شركة KBR للتعهدات، أكبر شركات المقاولات الأميركية العاملة في العراق، بتهمة تعريض الجنود لمادة كيماوية مسببة للسرطان، رغم العلم بمضارها.

وقال المحامون إن الشركة عرّضت المدعين، إلى جانب متعاقدين مدنيين آخرين، لمادة الصوديوم ديكرومات، التي تضم عنصر هيكسافالنت كروميوم الشديد السميّة، خلال تواجدهم في منشأة مياه quot;قرمة عليquot; جنوبي العراق عام 2003، مطالبين بالتالي بتعويض مناسب، دون تحديد قيمته.

وكانت واشنطن قد أوكلت إلى شركة KBR بعد دخول العراق إصلاح وتشغيل منشأة quot;قرمة عليquot; ووضعت الجنود الـ16 بتصرف الشركة لحماية المتعاقدين المدنيين الذين يعملون لديها.

ويقول المدعون إن KBR استخدمت مادة الصوديوم ديكرومات كمضاد للحموضة، وتحتوي المادة على عنصر هيكسافالنت كروميوم الذي كانت مسؤوليته قد ثبتت في تسميم سكان ببلدة هنكلي في ولاية كاليفورنيا، وقد عملت ضده الناشطة البيئية، إيرين بروكوفيتش، التي أصبحت قصتها لاحقاً فيلماً سينمائياً.

ورفضت الناطقة باسم الشركة التعليق على الدعوى بحجة أنها لم تطلع عليها بشكل مناسب بعد، رغم أن المدعين يشددون على أن KBR كانت على دراية بمخاطر المادة قبل أن تستخدمها، ولم تقم بما يكفي لحماية الجنود أو حتى لإعلامهم بوجود خطر محتمل.

وقال مايك دويل، وهو محامي أحد الجنود الذين رفعوا الدعوى: quot;لقد كان مدراء KBR على علم بالمخاطر الكبيرة، لكنهم امتنعوا عن تقديم معلومات حول الأمر طوال أعوام، واليوم يواجه هؤلاء الجنود تحديات صحية مقلقة للغاية، وعليهم التعايش معها طوال حياتهم.

وكانت KBR قد أصدرت بياناً أكدت فيها حرصها على صحة العاملين لديها، مبدية رفضها الإدعاء بأنها quot;عرضت الجنود للخطر أو وضعتهم في ظروف غير آمنة.quot;

وأضافت أنها أطلعت وحدة الهندسة في الجيش الأمريكي بوجود المادة لحظة اكتشافها لها، وأن تحقيقات تلك الوحدة أظهرت أن الجهود التي بذلتها KBR بمواجهة الموقف كانت quot;فعالة.quot;

وتقع منشأة quot;قرمة عليquot; قرب مدينة البصرة جنوبي العراق، وكانت كانت مهمتها المساعدة على استخراج النفط من الآبار عبر ضخ المياه فيها، وتكمن مخاطر استخدام مادة هيكسافالنت كروميوم في تلك المنشأة بأنها كانت في حالتها الخام الصافية، ما يرتب تهديدات مضاعفة.

وتشير التقارير الطبية للمدعين إلى أن بعضهم بدأ بالفعل يعاني من مشاكل في التنفس ومن أورام، إلى جانب مشاكل أخرى، مع الإشارة إلى احتمال أن يكون أحد الجنود قد قضى بالفعل جراء تعرضه للمادة.

وتشير التقديرات إلى أن 275 جندياً أميركياً ترددوا على المنشأة خلال الأشهر التي شهدت استخدام المادة بشك مكثف، وذلك اعتباراً من مايو/أيار 2003 وحتى نهاية ذلك العام.

ويشار أن كيلوغ براون وروتس (Kellog Brown amp; Roots) كانت شركة تابعة لهاليبيرتون حتى عام 2007، وهي تقدم خدمات التموين الدفاعية والدعم اللوجستي بموجب عقود حكومية في العراق.

وترأس نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، في وقت سابق شركة quot;هاليبيرتونquot;، وهي ثاني أكبر الشركات في مجال خدمات خطوط أنابيب النفط والغاز، وقد استحوذت على شريحة واسعة من العقود في العراق.