سراييفو: على الرغم من وصف القادة الصرب تقرير النائب العام لمحكمة لاهاي لجرائم الحرب في يوغسلافيا بأنه ايجابي بالمقارنة مع التقارير السابقة والمتعلقة بمدى تعاون بلغراد مع المحكمة الا ان التقرير لم يأت بالمستوى الذي تطمح اليه صربيا في تخفيف الضغوط الدولية المحيطة بها.

وذكرت رئيسة معهد الدراسات الاستراتيجية في (زغرب) اندريا فيدلمان لمراسل وكالة الانباء الكويتية (كونا) في حديث هاتفي أن التقرير لم يعف صربيا من المسؤولية المباشرة عن عدم وجود راتكو ملاديتش و غوران حاجيتش امام العدالة بسبب عدم قيام صربيا بنشاطات امنية كافية لالقاء القبض على اهم المسؤولين عن جرائم التطهير العرقي في البوسنة والهرسك.

واوضحت فيدلمان ان تقرير لاهاي اعترف باحراز بعض التقدم في مستوى التعاون بين المحكمة وصربيا في اشارة الى تسليم حكومة صربيا الرئيس السابق لصرب البوسنة رادوفان كراجيتش والذي يعد ايضا من اكبر المسؤولين عن جرائم الحرب في البوسنة الا ان ذلك لا يعني نهاية المطاف بالنسبة لصربيا التي تورطت آلتها العسكرية في حصاد ارواح عشرات الآلاف من المدنين في البوسنة والهرسك و كرواتيا.
ولم تستبعد فيدلمان احتمالية تورط بعض المسؤولين الصرب بتقديم الدعم اللوجستي لمجرمي الحرب الموجودين في صربيا الامر الذي قد يجعل القاء القبض على مجرمي الحرب هناك امرا ليس بالسهل تحقيقه ما لم تقوم الحكومة بتطهير اجهزته الامنية من العملاء المتعاونين مع مجرمي الحرب.

واضافت فيدلمان في حديثها ل(كونا) ان حلم صربيا في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي سيبقى حلما فقط اذا ما قامت الحكومة هناك باجراءات اكثر صرامة في معاقبة المتورطين في تزويد مجرمي الحرب بتعليمات مسبقة تساعدهم على التخفي دون تمكن الاجهزة الامنية من الوصول اليهم.

واشارت الى ان تهاون حكومة صربيا مع شبكة الممولين الماليين لراتكو ملاديتش يشكل احد العوامل الرئيسة في اخفاق الحكومة الصربية في القاء القبض على مجرمي الحرب في صربيا خاصة بعد الكشف عن شبكة تهريب مخدرات مولت بعض مجرمي الحرب الذين تم تسليمهم لمحكمة لاهاي في السابق.

واعتبرت فيدلمان ان اصرار بعض دول الاتحاد الاوروبي وبخاصة هولندا وبلجيكا على ضرورة التزام صربيا الكامل و غير المشروط في التعاون مع المحكمة سيبقى اكبر عثرة امام تحقيق احد اهم اهدافها وهو الانضمام للاتحاد الاوروبي.
وارتأت ان quot;مفتاح حل هذه المعضلة التي تقف في طريق صربيا في الانضمام للاتحاد الاوروبي في يد الحكومة الصربية نفسها التي لم تتجرأ بعد على معاقبة بعض المسؤولين والضرب بيد من حديد على شبكات تهريب المخدرات الداعمة لمجرمي الحرب الامر الذي يعطل سير انضمام صربيا للاتحاد الاوروبيquot;.

وشددت فيدلمان على أن تعاون صربيا مع دول الجوار وبخاصة جمهورية كوسوفو في حل المشاكل العالقة بينها وبين تلك الدول ستكون العقبة القادمة في ملف صربيا في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي الا ان الحديث عن هذه العقبة سيأتي لاحقا عندما تتمكن صربيا من اغلاق ملف تعاونها مع محكمة لاهاي لجرائم الحرب الامر الذي يستدعي قطع صربيا مسافات طويلة في طريقها للوصول الى بروكسل