فالح الحمراني من موسكو : رصد تقرير بالروسية اجراء القيادة الإيرانية في الفترة الأخيرة تغيرات على سياستها تجاهجيرانها دول مجلس التعاون الخليجي. وقال التقرير إن مؤشرات تلك التغيرات واضحة جدًا، وتجلت بالدرجة الأولى في موقف ايران من الخلاف القديم بينها وبين الإمارات العربية حول عائدية جزر طنب الكبرى والصغرى وابو موسى.

واشار التقرير الذي أعدته باحثة معهد الاستشراق الروسي التابع لأكاديمية العلوم الروسية والمختصة بشؤون دول مجلس التعاون الخليجي يلينا ميلكوميان الى رفض ايران كافة الخيارات التي تطرحها ابوظبي لتسوية الخلافات بطرق سلمية بما في ذلك عبر المحكمة الدولية في لاهاي. مشيرة الى دعم دول مجلس التعاون الخليجي لمبادرات الامارات لحل القضية. وأضافت quot;أن ايران وعلى مدى طويل رفضت كافة المقترحات للتسوية الدبلوماسية، معتبرة ان هذه القضية غير قابلة للنقاش وان الجزر جزء لا يتجزأ من اراضيها، واعتبارأي دعوة إلى الوساطة بأنها تدخّل بشأن أيران.

وعود قيد التنفيذ

واعادت الاذهان الى ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد كان قدطرح خلال حضوره قمة مجلس التعاون بالدوحة عام 2007 عدة مقترحات ترمي الى تطوير العلاقات بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي، بينما اعلن وزير الخارجية الايرانية ان طهران مستعدة لإجراء مباحثات مع الامارات العربية بشأن عائدية تلك الجزر. وأضافت: quot;بيد انه لم تتخذ اي خطوات عملية، بعد ذلكquot;. وعلى عكس ذلك، فإن ايران باشرت ببناء منشآت جديدة في جزيرة ابو موسى التي نصت اتفاقية سابقة على تقسيمها بين ايران والشارجة. والحكومة الايرانية تعمل منذ عام 1992 على فرض قوانينها على الجزيرة بمجملها. بل وثمة معطيات عن نشر ايران قواتها المسلحة هناك، انطلاقًا من اهمية موقعها الاستراتيجي. ولاحظت ان كافة المعطيات تشير الى ان النسق الاعلى للسلطة الايرانية يشدد من موقفه تجاه الدول العربية المجاورة وانتقالها من سياسة مد الاتصالات معها الى طرح المطالب بضرورة اخذ المصالح الايرانية في الاعتبار.

مؤشرات

واعتبرت الباحثة ان احد مؤشرات التغيرات في العلاقات يين ايران ودول مجلس التعاون عدم دعوة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي في مسقط في 27 من ديسمبر الحالي ، وما دار حولها من سجال بين مختلف الاطراف بما في ذلك طهران. وأضافت: quot;إذا كان الرئيس الايراني في العام الماضي قد بادر بنفسه وطلب من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ان يوجه له دعوة إلى المشاركة في القمة الخليجية التي عقدت بالدوحة، فمن الواضح ان موقفه في الوقت الحالي قد تغيرquot;.

وخلصت بالقول ان التصريحات التي اطلقها المسؤولون الايرانيون بصدد مشاركة او عدم مشاركة الرئيس نجاد بالقمة تنم عن ان القيادة الايرانية تسعى الى ترك انطباع حول حاجة دول الخليج العربية إلى جارتها القوية. واضافت: ان كل الدلائل تشير الى تغير ايران خطابها تجاه جيرانها العرب. منوهة بأنه اذا كانت ايران بذلت في فترة قريبة سايقة الجهود لتحسين العلاقات معها وطرحت مشاريع لتطوير التعاون في مختلف المجالات، فإن طهران تلمح لجيرانها بأنها قوة كبرى. وعلى رأيها فإن تأكيد كبار المسؤولين بإيران على قدرات بلادهم العسكرية رسالة موجهة لدول الخليج بأن ايران تتفوق على قدرات جيرانها في اعضاء مجلس التعاون الخليجي.