خلف خلف من رام الله: عبرت مصادر إسرائيلية عن قلقها البالغ نتيجة استئناف الاتصالات بين طهران وموسكو بخصوص صفقة صواريخ حديثة من طراز أس 300. وكشفت تقارير إسرائيلية مساء اليوم الثلاثاء عن زيارة سريعة سيقوم بها رئيس الطاقم الأمني السياسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد إلى روسيا يوم غد الأربعاء، وذلك في محاولة لإحباط الصفقة بذريعة أن وصول صواريخ أس 300 إلى إيران سيخل توازن القوى في منطقة الشرق الأوسط.

ومن المعروف أن هذا النوع من الصواريخ هو الأحدث في العالم، إذ قادر على ضرب الطائرات على بعد 150 كم، وعلى ارتفاع 30 كم، وهو يعتمد على منصات إطلاق متحركة تجهز خلال دقائق قليلة، كما يتمتع هذا الطراز برادار قادر على رصد عشرات الأهداف في آن واحد.

ويرى مراقبون أن هذا النوع من الصواريخ في حال سقط في يد طهران، فيسكون عائقا أمام إسرائيل إذا فكرت في شن عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وكانت روسيا قد أعلنت عقب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، لروسيا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي تركزت في الضغط على روسيا بعدم تزويد إيران بالصواريخ المتطورة المضادة للطائرات، أنها لا تنوي بيع الصواريخ المتطورة في مناطق متوترة.

هذا في وقت تتعرض موسكو أيضا إلى ضغوط أميركية لوقف مساعداتها إلى إيران في المجال النووي، ولكن العلاقات بين موسكو وطهران وثيقة وقديمة، ففي عام 1995 حاولت إيران أن تشتري من روسيا مصنعا لتخصيب اليورانيوم وفي نيسان 1998 أجرت روسيا وإيران مباحثات حول إقامة مفاعل أبحاث نووية يعمل باليورانيوم المخصب بـ 20 في المائة.

وفي أيار/مايو 1998 زار رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية، روسيا من اجل أن يبحث معه سبل التعاون لعقد صفقات شراء أخرى. وعلم أن إيران تبحث عن تكنولوجيات لفرز الغاز وتخصيب اليورانيوم. وادعى موظفون روس أن كل التكنولوجيات خرجت مع الحرص البالغ على تنفيذ تعليمات ميثاق منع ترويج الأسلحة النووية مثلما أعيد صياغتها في إطار التفاهمات بين غور وتشرنوميردين.

ولكن اداموف الوزير الروسي للطاقة النووية زار إيران في تشرين ثاني 1998 وقال بعد عودته إلى موسكو انه صحيح أن المفاعل النووي يستخدم لأهداف مدنية فقط ولكن لا شك أن إيران مزودة بتكنولوجيا نووية إلى درجة القدرة على إنتاج أسلحة نووية.

وفي شباط 2000 صادق مجلس النواب الأميركي على قانون يفرض عقوبات على اطر ساعدت في برامج السلاح الكيماوي البيولوجي والذري لإيران. في حزيران 2000 أعلنت الإدارة الأميركية أن مركز الابحاث النووية في طهران يستورد ترينيوم من روسيا. والترينيوم هو غاز إشعاعي يستخدم أساسا لزيادة القوة المتفجرة للرؤوس النووية.

وقال خبير ذرة أمريكي إن هذا هو سبب القلق ويجب أن نأمل بان تبدي إيران الاستعداد البالغ لإيجاد تفسير لمجال استخدام الغاز. وواصلت طواقم بناء وهندسة روسية العمل في المفاعلات النووية في يوشار. وفي أيار 2000 أعلن مهدي سفاري سفير إيران في موسكو أن 40 في المائة من محطة القوة النووية استكملت وان المحطة بدأت تعمل في سنة 2002. ولكن الأعمال في هذا المفاعل تأخرت قليلا بسبب العقوبات الأميركية. وتاريخ الاستكمال ما زال في إطار التقديرات فقط. وتجمع التقديرات الإسرائيلية على أن المساعدات الروسية والصينية حثت وتيرة التطوير النووي في إيران إلى حد لا بأس به.