خبراء: الهجوم العسكري يعرض القاهرة لعدم الاستقرار الداخلي
مصر تخشى تداعيات إسلامية محتملة إذا ضربت إسرائيل غزة

محمد حميدة من القاهرة: تبذل مصر قصارى جهدها لتجنب حدوث اي عملية عسكرية إسرائيلية شاملة ضد حركة حماس , حرصا من جانبها على الوضع الإنساني للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة . وارجع خبراء ذلك الى سببين : الأول ينبع من رغبة مصرية قوية في أن يسود الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط , بينما يأتي السبب الثاني لتجنب ضغوط محتملة من قبل الرأي العام داخل وخارج مصر إذا حدثت تلك الضربة. وقال quot;جمال عبد الجوادquot; رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية quot; لا يوجد تعاطف في مصر مع حماس لكن فى الوقت نفسه هناك تعاطف كبير مع المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس والذي بات معرضا لهجوم عسكري اسرائيلي .

واضاف عبد الجواد ان الشعب المصري لا يمكن ان يتسامح مع اي عمليات عسكرية تشنها إسرائيل على قطاع غزة , يتضرر منها الفلسطينيين ولا سيما المدنيين , واي تصاعد للعنف هناك quot;سيجعل الظروف المعيشية أكثر سوءا. وسيعود بكلفة سياسية على مصر ويجب على الحكومة المصرية أن تفعل شيئا حيال ذلك ,موضحا ان الاحتجاجات العامة الواسعة ضد إسرائيل دعما للفلسطينيين ليست شائعة في القاهرة لكن عندما يتصاعد التوتر أو العنف فمن المؤكد ان الرأي العام الداخلي لن يسكت , واذا تعرضت الحكومة المصرية لأي ضغط او انتقاد من الممكن ان يكون ذلك مزعزعا للاستقرارquot;.

وقال عبد الجواد ان هناك مخاوف من ان يؤدي الهجوم الإسرائيلي في قطاع غزة بالإخوان المسلمين في مصر وغيرها من القوى المتشددة الى استخدامه لتعبئة العامة وتعزيز وضعهم في البلاد. مشيرا الى ان فلسطين وسيلة سهلة ورخيصة لتحريك الرأي العام العربي في أي بلد , وهذا شيء يجب ان يدركه الناس في إسرائيل quot;.

وكانت مصر قد تعرضت مؤخرا لضغوط وانتقادات متزايدة من دول مثل سوريا وإيران ، واتهامات بمساعدة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني من خلال عدم فتح معبر رفح الحدودي للسماح للمساعدات الإنسانية دخول القطاع .

ويشار أن المعابر بين مصر و غزة محكومة باتفاق دولي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي وليس حماس ، والتي تحرص مصر على عدم الاعتراف بها بسبب استيلائها غير المشروع على القطاع في عام 2007 . علاوة ان الاتفاق الذي ترى مصر أهمية احترامه يعين فتح معبر رفح للأفراد وليس للبضائع.

ويرى الدكتور عبد المنعم سعيد مدير مركز الأهرام أن حماس quot;ناجحة جداquot; في القضية حتى الان , وإظهار الوضع المتدهور في قطاع غزة ، ولها تأثير على الرأي العام. مشيرا إلى أن quot;حماس يمكن ان تحل المشكلة بإعطاء نقاط العبور إلى السلطة الفلسطينية طبقا للاتفاق الدولى . ومن ثم اذا وجدت السلطة الفلسطينية هناك , سيوجد وفقا لذلك الاتحاد الأوروبي .. والجهات الفاعلة في المكانquot;. وحينها إذا رفض الإسرائيليون دخول المساعدات , يستحقوا اللوم . وإذا سمحت إسرائيل بمزيد من المساعدات من مصر الى غزة ، من شأن ذلك أن يساعد مصر على الصعيد المحلي من خلال إظهارها على الأقل تبذل قصارى جهدها للتقليل من الضرر من منظور إنسانيquot;.

وأضاف الدكتور عبد المنعم أن مصر تتعامل ايضا مع الأزمة الاقتصادية العالمية وليست بحاجة الى أزمة أخرى على حدودها مماثلة لحرب لبنان الثانية بين إسرائيل مع حزب الله . قائلا quot;لا نود ان يكون هناك شيئا اخر لدينا في الوقت الحالي ..اننا قلقون جدا على الوضع الاقتصادي العالمي . لأنه يؤثر على مصر من زوايا مختلفة quot;.

وحول اذا كانت سياسة مصر مع الحل العسكري ضد حماس قال عبد الجواد إنه لا يعتقد أن السياسة المصرية مع إنهاء نظام حماس باستخدام القوة العسكرية , موضحا quot;ان الموقف المصري يعمل وفق: quot;لا يوجد حل عسكري للوضع في غزة ، لأنها في الأساس مشكلة سياسية ويجب أن تعالج من خلال الوسائل السياسيةquot;.