باريس: سعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بزواجه من كارلا بروني في حفل عائلي حميم، الى تصحيح وضع كان يشوش على صورته امام الفرنسيين ويغذي الانتقادات حول استعراض حياته الخاصة بشكل علني. وتزوج نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه quot;واقتصر الحضور على المقربين جداquot; من العروسين، بحسب ما افاد بيان مقتضب صادر عن الرئاسة، بما يتناقض تماما مع التغطية الاعلامية التي لقيتها زيارة ساركوزي وبروني الى يورو ديزني قرب باريس في كانون الاول/ديسمبر وعطلتهما في مصر والاردن.
واستقطب الحدث العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام في فرنسا وعدد من دول اوروبا، انما من دون صور ولا افلام. وتم التحضير له في سرية تامة.وكان ساركوزي اكد في مؤتمر صحافي في الثامن من كانون الثاني/يناير نيته الزواج بعارضة الازياء السابقة عبر اعلانه ان علاقته بها quot;جديةquot;. وردا على سؤال حول موعد الزواج، قال quot;هناك احتمال كبير بان تعلموا بذلك حين يكون الامر قد تمquot;. وهو بالتحديد ما حصل السبت. وكان استعراض حياة الرئيس الخاصة عبر وسائل الاعلام بدأ يثير الاستياء في صفوف الراي العام، لا سيما في الشريحة المحافظة من ناخبيه.
وقالت صحيفة quot;لو جورنال دو ديمانشquot; الاحد ان quot;التوجيهات كانت واضحة: لا صور ولا بوح بالخبر الى احدquot;، مشيرة الى ان quot;استطلاعات الرأي نجحت في اقناع الرئيس بوقف هذا الاستعراض المتمادي لحياته الخاصةquot;. وكتبت الصحيفة quot;عاد كل شيء الى نصابه قبل خمسة اسابيع من الانتخابات البلدية التي يتخوف اليمين من ان يحصل فيها تصويت عقابي من الناخبين المنزعجين من الضجة المحيطة بصورة رئيس الدولةquot;. وافاد استطلاع للرأي نشر اخيرا ان 41% فقط من الفرنسيين يثقون بساركوزي، وهي نسبة تراجعت كثيرا خلال الاسابيع الاخيرة.
ويرى المحللون ان عاملا آخر، بالاضافة الى العرض العلني لحياته الخاصة، تسبب بهذا التراجع، وهو الانطباع بان الرئيس لا يفي بوعوده في ما يتعلق بالقدرة الشرائية. وقالت صحيفة quot;لو باريزيانquot; ان quot;فريق ساركوزي يتوقع ان يعود بطله الى العمل بطاقة كاملة وان يثبت ذلكquot;. ورأت ان الاشهر الثمانية الاولى من عهد ساركوزي الذي كان طلق زوجته الثانية سيسيليا في تشرين الاول/اكتوبر بعد احدى عشرة سنة من زواج عاصف، شغلت quot;اكثر من اللازم صفحات اخبار المشاهيرquot;.
كما سيساهم هذا الزواج في حل مشاكل بروتوكولية حساسة حالت دون تمكن كارلا بروني من مرافقة ساركوزي خلال زيارته الرسمية الاخيرة الى الهند. وذكرت صحيفة quot;صاندي تايمزquot; البريطانية ان اضفاء الطابع الرسمي على العلاقة quot;سيوفر احراجاquot; على ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية التي ستستقبل الرئيس الفرنسي في قصرها في ويندسور في نهاية آذار/مارس، وكان عليها ان quot;تقرر ما اذا كان يجب ان تقدم غرفتين منفصلتين الى ساركو وصديقتهquot;.
ورأت صحيفة quot;فيلت ام سونتاغquot; الالمانية من جهتها ان quot;العلاقات العاطفية والحب لطالما شكلت جزءا من العائلات الفرنسية الحاكمة، الا ان عنوانها الاساسي كان التكتم، وهي كلمة غريبة عن نيكولا ساركوزيquot;. يبقى ان شخصية كارلا بروني القوية، وملاحقة وسائل الاعلام لها، ومهنتها الحالية كمغنية، وحتى تصريحاتها السابقة حول حياتها العاطفية، تطرح سؤالا حول الموقع الذي ستشغله في قصر الاليزيه.
وغالبا ما خلعت وسائل الاعلام الفرنسية خلال الاسابيع الاخيرة اوصافا لا مجاملة فيها على صديقة الرئيس، متوقفة عند علاقاتها السابقة، مقدمة اياها على انها quot;صائدة رجالquot;. ووصفت صحيفة quot;لا ريبوبليكاquot; (يسار) الايطالية كارلا بروني بانها quot;لغم عائمquot;. وقال المحلل السياسي فيليب برو quot;ان نيكولا ساركوزي يخوض مجازفة بالنظر الى شخصية كارلا بروني المتقلبة جداquot;.
لكنه اضاف انه في حال تمكنت العارضة الايطالية السابقة من ايجاد مكانها في الاليزيه، فان quot;اناقتها وثقافتها وشعبيتها كفنانة وعلاقاتها العامة يمكن ان تلعب دورا حيويا في تكوين صورة لرئيس عصريquot;.
التعليقات