انقرة- اربيل:رحبت حكومة اقليم كردستان العراق مساء اليوم بانسحاب القوات التركية من اراضي اقليم كردستان العراق. وقالت حكومة الاقليم في بيانها quot;نحن نرحب بهذه الخطوة ونامل ان تكون بداية لمرحلة جديدة في المنطقةquot;.
واعتبرت ان لغة الحوار هي السبيل الوحيد لحل المشكلات بالطرق الدبلوماسية والسياسية واعربت عن استعدادها ورغبتها لتوطيد العلاقات على اسس الصداقة ووحسن الجوار مع تركيا.

من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المتمردين الانفصاليين الاكراد الى القاء السلاح، وقال ان الديموقراطية التركية quot;ناضجةquot; بما يكفي لحل النزاع الكردي.
وقال في كلمة وجهها عبر التلفزيون مخاطبا المتمردين الاكراد quot;لا يمكن تحقيق اي شيء عن طريق الرعب. ولا يمكنكم الحصول على شيء بهذه الطريقةquot;. واضاف quot;تخلوا عن هذا الدرب الخاطىء (..) ولا تسببوا المزيد من الالام لامهاتكم وآبائكمquot;.
واكد quot;ان ديموقراطيتنا ناضجة بما يكفي للاخذ في الاعتبار كل الخلافات، ومختلف الافكار السياسية طالما بقيت ضمن القانونquot;. واعتبر اردوغان الجمعة ان على تركيا والعراق ان لا يسمحا للمتمردين الاكراد بquot;تخريبquot; علاقاتهما الثنائية، داعيا بغداد الى التعاون لطرد المتمردين من شمال العراق.
وقال اردوغان quot;يجب الا نسمح بوجود منظمة ارهابية في هذه المنطقة تخرب علاقاتناquot;. وجاءت كلمة اردوغان بعد ساعات من اعلان نهاية الحملة العسكرية التي استمرت اسبوعا ونفذها الجيش التركي في شمال العراق ضد متمردي حزب العمال الكردستاني المتحصن في المنطقة الكردية شمال العراق.
و كان وزير الخارجية العراقية، هوشيار زيباري اكد لشبكة CNN إن الجيش التركي quot;انسحب تماماًquot; من شمال العراق بعد أكثر من أسبوع على بدء عملياته العسكرية في المنطقة، والتي شملت إدخال آلاف الجنود والمركبات الحربية إلى المناطق الكردية لضرب قواعد حزب العمال الكردستاني.
كما لفت إلى دور أميركي حاسم في قرار أنقرة، معتبراً أن واشنطن كانت quot;قلقه ومحرجةquot; من الوضع وأنها خشيت تصعيداً يقود إلى زعزعة استقرار المنطقة ككل.
من جهته، أكد الجيش التركي أنتهاء عملياته في العراق وعودة قواته إلى قواعدها، غير أنه رفض إشارات بغداد إلى ضغط واشنطن، مشدداً على أنه قرار بدء العملية وإنهائها عائد إليه بالكامل وانه غير خاضع لأي ضغط quot;داخلي أو خارجي.quot;
وفي اتصال مع شبكة CNN، أظهر زيباري quot;تفهمهquot; للأسباب التي دعت تركيا للتدخل العسكري في شمال بلاده، مع وجود التهديدات الأمنية. غير أن استطرد بالإشارة إلى أن حكومة بلاده طلبت انسحاب الجيش التركي، وأنها أصرت على ذلك أمام موفد تركي زار بغداد مؤخراً.
وأبدى quot;ترحيبهquot; بوضع حد للعمليات التركية التي كانت أن تتحول إلى مواجهة إقليمية مع تلويح أطراف كردية عراقية بالرد عليها إذا ما اتسع نطاقها، واعتبر أن أنقرة quot;وفت بوعودهاquot; حيال المدى الزمني للعملية.
من جهته، قال الجيش التركي الجمعة إنه quot;حقق أهدافهquot; ضد quot;المتمردين الأكرادquot; في شمال العراق، وأن قواته قد عادت إلى قواعدها اعتباراً من هذا الصباح. وأضاف البيان: quot;حدد الجيش التركي موعد بدء وانتهاء العمليات بشكل ذاتي، وفقاً لدوافع وحاجات عسكرية، ولا يمكن في هذا الإطار تصور وجود أي ضغط داخلي أو خارجي على القوات المسلحة التركية.quot;
وتأتي تصريحات زيباري بعد اجتماع ثلاثي ضم مسؤولين أميركيين وعراقيين وأتراك في بغداد الأربعاء، لمناقشة التوغل العسكري التركي شمالي العراق، كانت أنقرى قد استبقته بالإشارة إلى أن الحملة العسكرية لا إطار زمني لها.
وقد طالب وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الأربعاء حكومة أنقره بحسم العمليات العسكرية القائمة خلال أسبوع أو اثنين على أكثر تقدير. فيما أدانت الحكومة العراقية الثلاثاء التوغل العسكري التركي في المناطق الشمالية من البلاد، وذلك بعد مرور أكثر من خمسة أيام على بدء أول عملية برية مؤكدة منذ الغزو الأمريكي في مارس/آذار عام 2003.