بعد تقارير مقلقة حول ثلاث جبهات
مع اقتراب ذكرى مغنية الأربعين..إسرائيل تتأهب
خلف خلف من رام الله:
ترتفع درجة التأهب في إسرائيل مع اقتراب ذكرى الأربعين يوما على اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية. وبحسب صحيفة معاريف الصادرة اليوم الخميس فإن تقارير مقلقة تصل إلى جهاز الأمن الإسرائيلي حول ثلاث جبهات: الشمالية المتعلقة بحزب الله، والجنوبية التي تتعرض لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، والتهديد الأكبر أو الاستراتيجي على تل أبيب المتمثل في إيران.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية: quot;الاخطارات الأكثر اشتعالا هي لعملية ثأر كبيرة تخطط لها منظمة حزب الله بمناسبة ذكرى الأربعين على تصفية عماد مغنية، ولكن في إيران أيضا تطرأ في هذه الأيام تطورات مقلقةquot;.
ولا يستبعد جهاز الأمن الإسرائيلي إمكانية أن تكون العملية الأخيرة في القدس المحتلة، وعمليات أخرى قد تصدر من الضفة ترتبط بـ quot;خلايا غافيةquot; أقامتها في المناطق وحدة 1800 التابعة لمنظمة لحزب الله ndash; والتي تعتبرها إسرائيل المسؤولة عن تفعيل العمليات الفلسطينية.
وقد أعلنت منظمة أحرار الجليل، وحدة عماد مغنية، مسؤوليتها عن العملية لغاية اللحظة، فيما لم تتبناها أي حركة أو منظمة فلسطينية أخرى، وبحسب بيانات لمنظمة أحرار الجليل، فإن الإعداد للعملية استغرق نحو 10 أيام فقط، وتعتبر عملية متواضعة مقابل العملية الكبرى التي يجري الإعداد لها.
ويقدرون في إسرائيل، بأنه قد تكون صدرت تعليمات بإيقاظ الخلايا النائمة لحزب الله في المناطق الفلسطينية على سبيل الثأر لتصفية عماد مغنية. وتقول معاريف: quot;وسواء نعم أم لا، فان صورة الوضع الأمني تبين أن الساحة حيال حزب الله هي الأكثر اشتعالا هذه الأيام، ولا سيما بسبب حقيقة أنه بعد ثمانية أيام ستحل ذكرى الأربعين لوفاة مغنية.
وفي جهاز الأمن الإسرائيلي مؤمنون كذلك بأن حزب الله، بمساعدة إيران، يبذل جهودا عليا لتنفيذ عمليات quot;نوعيةquot; ضد أهداف في داخل إسرائيل أو خارجها. وتشير بعض التوقعات إلى أن عملية كبيرة، من شأنها أن تجر رد فعل عنيفا من جانب إسرائيل سرعان ما تتدهور الى حرب أخرى مع حزب الله.
أما في ما يتعلق بالجبهة الإيرانية، فترى إسرائيل أن المشروع النووي الإيراني يزداد خطورة، في ظل جهود تبذلها إيران لتطوير رؤوس متفجرة غير تقليدية يمكن تركيبها على صاروخ جوال يمكن أن يهاجم كل نقطة في إسرائيل.
والخوف في إسرائيل من هذا التهديد كبير على نحو خاص لان وسائل الدفاع التي طورت في إسرائيل حتى الآن ضد صواريخ أرض ndash; أرض من نوع شهاب ndash; صواريخ حيتس التي تسقط كل صاروخ معادٍ على ارتفاع عشرات الكيلو مترات ndash; ليست ناجعة ضد صاروخ يتجول نحو إسرائيل على ارتفاع منخفض.
وكذلك التخوف بحسب معاريف هو أن يكون الإيرانيون يشددون جهودهم لتطوير قدرة هجومية على إسرائيل بواسطة صاروخ يقوم على أساس التكنولوجيا القائمة في الصواريخ الجوالة التي اشتروها قبل بضع سنوات من أوكرانيا.
ويدور الحديث عن صواريخ quot;أي اس 15quot; القادرة على الوصول حتى مدى نحو 3 آلاف كيلو متر (أكثر من ضعف المسافة بين إسرائيل وإيران) بل وحمل رأس متفجر نووي. وقد بلغ الأوكرانيون قبل بضع سنوات بأنهم باعوا إيران 12 صاروخا كهذا، وفي جهاز الأمن الإسرائيلي يتعاظم التقدير بان الإيرانيين لا يعتزمون استخدام الصواريخ بأنفسهم بل بتطوير صيغة حديثة من الصواريخ الجوالة من إنتاجهم على أساس تلك التكنولوجيا، مع قنابل نووية حين يصلوا بالفعل الى مثل هذه القدرة.
أما الجبهة الثالثة التي تعتقد إسرائيل بأنها ما تهدأ حتى تشتعل مجدداً، ورغم أنه جرى منذ أسبوع الحديث عن وقف إطلاق النار، فإن التوتر عاد بعد إقدام إسرائيل على اغتيال أربعة نشطاء فلسطينيين في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وهو ما استدعى حركة الجهاد الإسلامي وبعض الفصائل الأخرى لإطلاق العديد من الصواريخ صوب البلدات الإسرائيلية في الجنوب، فردت إسرائيل بحملات جوية ضد غزة.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية طرح أمس مطالب حركته (حماس) من أجل تثبت تهدئة، ومن ضمنها، أن توقف إسرائيل نشاطاتها ضد المطلوبين في الضفة الغربية أيضا. وسرعان ما تلقى الجواب: حين أقدمت إسرائيل على اغتيال نشطاء في بيت لحم، وقبلها في طولكرم.