بروكسل : أعلن رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي عن موافقتهم على مبدأ قيام اتحاد من أجل المتوسط يضم كافة الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي، وباقي الدول المتوسطية غير الأعضاء في المنظومة الأوروبية .

وجاء في البيان الصادر عن الزعماء في نهاية أعمال قمتهم التي دامت يومين (13 و14 الشهر الجاري) في بروكسل، أن هذا الإتحاد سيعطي بعداً جديداً لعملية برشلونة، كما تم تكليف المفوضية بإعداد مقترحات محددة حول الآليات اللازمة لإقامة هذا الإتحاد، لتقديمها إلى الزعماء خلال القمة التي ستعقد في باريس في 13 تموز/يوليو، والتي ستضم كل الدول المعنية بهذا quot;الإتحاد من أجل المتوسطquot;.

ويأتي صدور هذا البيان عن القمة، وإن كان مقتضباً، ليعبر عن مساحة النقاش التي احتلها العرض الفرنسي الألماني حول الإتحاد من أجل المتوسط، في اجتماعات القمة بعد أن كان مقرراً عرضه بشكل عابر، إذ أجمع كل من رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، ورئيس وزراء سلوفينيا يانيش يانسا، عن ترحيبهما بهذه الفكرة، التي تعد إعادة إطلاق للحوار بين أوروبا والضفة الجنوبية للمتوسط.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرجلان اليوم في ختام أعمال القمة الأوروبية حيث أكدا على ضرورة دعوة كافة الدول الأعضاء في المنظومة الموحدة، ودول جنوب المتوسط ودول الأدرياتيكي للمشاركة في قمة باريس quot;حتى يتمكن هذا الإتحاد من أن يرى النورquot; .

ورداً على سؤال حول موقع تركيا في هذا الإتحاد، على خلفية رفض الرئيس الفرنسي المستمر قبولها عضوا في الإتحاد الأوروبي، أكد رئيس وزراء سلوفينيا بأنها لم تذكر خلال كل المداولات التي دارت حول الإتحاد من أجل المتوسط، quot;طبعاً نحن نريد أن تكون تركياً عضواً في الإتحاد من أجل المتوسطquot;، مشيراً إلى عدم وجود علاقة بين هذا الأمر وعضويتها، الممكنة والمستقبلية، في المنظومة الأوروبية الموحدة، quot;إن تركيا لا تثير أية مشكلة في هذا الإطارquot;.

وحول الاقتراحات التي تنوي المفوضية تقديمها لإقامة quot;الإتحاد من أجل المتوسطquot;، أكد رئيس المفوضية الأوروبية أنها ستكون مستوحاة من الوثيقة الفرنسية الألمانية، ومن الأفكار التي وعدت بعض الدول بتقديمها، كما ستعتمد على أسس عملية برشلونة.كما تحدث المسؤولان الأوروبيان عن باقي المواضيع التي ناقشتها القمة، فأعربا عن تصميم الإتحاد الاستمرار في العمل لتأمين مزيد من النجاح لاستراتيجية لشبونة، quot;التي شهدت تقدماً ملحوظاً في الأعوام الثلاثة الأخيرةquot; .

وأكدا على ضرورة استمرار العمل في أروقة الإتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق مشترك كمساهمة أوروبية في الاتفاق العالمي، المأمول أن يغطي مرحلة ما بعد 2012 لمواجهة آثار التغير المناخي، quot;فيما لو فشلت المفاوضات الدولية بشأن الاتفاق المذكور، فإننا سنقوم بعد ذلك بدراسة ما يمكن عملهquot;، على حد تعبير رئيس الوزراء السلوفيني، الذي ركز على أن الإتحاد الأوروبي سيبقى القدوة الدولية في مجال تخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ومواجهة آثار التغير المناخي.كما أعرب يانسا عن quot;رضاهquot; عن تبني الزعماء الأوروبيين لمسألة ربط مفهوم أمن احتياطيات الطاقة بالتغير المناخي.