نيويورك: قال الرئيس الاميركي جورج بوش يوم الجمعة ان السبب الرئيسي لتباطوء الاقتصاد الاميركي هو تدهور سوق الاسكان مضيفا أنه رفض بقوة بعض المقترحات للتعامل مع الازمة. وأضاف أن اقتراحا بأن تشتري الدولة والحكومات المحلية المنازل المهجورة والمنزوعة ملكيتها من شأنه فقط أن يساعد المقرضين بدلا من مساعدة الاميركيين على الاحتفاظ بمنازلهم.وقال ان السماح لمحاكم الافلاس بتغيير شروط الرهن العقاري سيبعث الاشارة الخطأ الى أسواق المال.

بوش يقر بعدم كفاءة سياسات الطاقة الأميركية ويتوقع مرحلة انتقالية
الى ذلك اقر الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم بأن سياسات الطاقة المتبعة في الولايات المتحدة ساهمت في زيادة اسعار النفط والوقود الى مستويات غير مسبوقة. وقال بوش في كلمة له امام النادي الاقتصادي في نيويورك ان عدم القدرة على بناء مصافي تكرير جديدة في ضوء القواعد والقوانين المعمول بها على نحو زاد من الاعتماد الأميركي على دول اخرى فضلا عن نقص العرض وتزايد الطلب العالمي عززا أيضا من أسعار النفط العالمية.
وأشار الى ان quot;الولايات المتحدة تعمل على تنويع مصادر الطاقة الا ان ذلك لن يحدث بين عشية وضحاهاquot; معتبرا ان هناك مرحلة انتقالية الى حين تطوير التكنولوجيات الكفيلة بتحقيق هذا التنوع.
واضاف انه ناقش خلال جولته الأخيرة في الشرق الاوسط قضية اسعار النفط مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز غير انه اكد في الوقت ذاته ان زيادة استهلاك الصين والهند من النفط وعدم قدرة بعض الدول الاخرى على بناء مخزوناتها تسبب في زيادة الطلب على نحو ساهم في ارتفاع الاسعار.
وأكد بوش حرص ادارته على تبني سياسات تحافظ على قوة الدولار في مواجهة العملات الاخرى مشددا في الوقت ذاته على ان تحقيق ذلك يتطلب استمرار فتح الاسواق الأميركية امام الاستثمارات الخارجية وعدم وضع قيود على رؤوس الاموال والبعد عن الاجراءات الحمائية.
وقال ان quot;الانسحاب من التجارة العالمية وغلق الاسواق والعزلة سيؤثر سلبا على مصالح اميركاquot; معتبرا ان الفقر كان سببا في دفع 19 شخصا لمهاجمة الولايات المتحدة في سبتمبر من عام 2001 .
ودعا بوش الكونغرس الى عدم عرقلة مساعي الادارة لتوقيع المزيد من اتفاقات التجارة الحرة مع دول عدة مشددا على ان quot;فتح المزيد من الاسواق حوال العالم يصب في مصلحة الاقتصاد الأميركي فيما يضر الانعزال بالمصالح الأميركية والامن الوطني ويحد من تنافسية الاقتصاد الأميركيquot;.
واقر الرئيس الأميركي باستمرار المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة غير انه تعهد باستمرار جهود الادارة والكونغرس ومجلس الاحتياط الفدرالي لاتخاذ المزيد من الاجراءات بهدف انعاش الاسواق. وقال ان quot;الاقتصاد الحر يمر عادة بأوقات جيدة واخرى سيئة لأن ذلك من الامور الطبيعية في اقتصاد السوقquot; مشيرا الى ان ادارته تمكنت من تحقيق 52 شهرا متتاليا من نمو الوظائف قبل ان تتعرض البلاد والاسواق المالية quot;لأوقات سيئةquot;.
واضاف ان هذه quot;ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها الاقتصاد لمثل هذه الظروف فقد شهد من قبل ازمات عقب هجمات سبتمبر وبسبب فضائح في الشركات والحرب في افغانستان والكوارث الطبيعية الا انه عاد دائما اقوى مما كانquot;.وأوضح ان ادارته تعمل مع الكونغرس لتنفيذ اجراءات لتنشيط الاسواق بلغت قيمتها 150 مليار دولار فضلا عن قيام مجلس الاحتياط الفيدرالي بالعمل باستقلالية لزيادة السيولة في الاسواق ومساعدة المؤسسات المالية على اتاحة المزيد من القروض وتحقيق الاستقرار في الاسواق التي ستعمل على تصحيح نفسها مع الوقت.
وطالب بوش الكونغرس بتمرير الموازنة العسكرية لضمان تمويل القوات الأميركية في العراق وافغانستان وامدادها باحتياجاتها والسعي الى تجديد العمل بالتخفيضات الضريبية المعمول بها حاليا لافتا الى ان ادارته وضعت خطة للقضاء على عجز الموازنة بحلول عام 2012 دون زيادة مستويات الضرائب. يذكر ان المخاوف الاقتصادية تحولت الى الهاجس الاول لدى الأميركيين على نحو يهدد فرص مرشح الحزب الجمهوري السيناتور جون ماكين المعروف بتأييده لسياسات الرئيس بوش الذي ينتمي الى الحزب ذاته.