نجلاء عبد ربه من غزة: أعلن ما يزيد عن 50 مواطنا مصريا محتجزين في الجانب الفلسطيني من الحدود الفلسطينية- المصرية، بدء إضراب مفتوح عن الطعام عصر أمس، احتجاجا على احتجازهم لليوم الستين على التوالي منذ إعادة إغلاق الحدود الفلسطينية المصرية.
وحذر إبراهيم زعرب الناطق باسم المحتجزين المصرين داخل قطاع غزة من تردي الوضع الصحي والنفسي لدى المحتجزين المصريين داخل القطاع، بعد أن وصل عددهم حوالي 2500 مواطن مصري موزعين على القطاع منهم 50 مواطن انقطعت بهم السبل واتخذوا من نادي خدمات رفح ملجأ لهم، مؤكداً أن 50 مواطن مصري موجودين في نادي خدمات رفح، على الحدود تماماً مع مصر, ترفض السلطات المصرية إعادتهم لمصر أو حتى التفاوض معهم, منهم 20 طفلا وعدد من المسنين والمرضى الذين تردى وضعهم الصحي والنفسي أكثر من ذي قبل quot;.
وأضاف :quot; لقد وضعت امرأة مصرية مولودها وهي تنتظر السماح لها بالعودة لمصر ولدينا عائلات عدة ينتظرون العودة لأولادهم الذين يعانون بسبب غياب أهلهم ومنهم من فصل من المدرسة أو يعتني به الجيران لحين عودة ذويهquot;. وحول موقف السلطات المصرية من هؤلاء المواطنين المصريين العالقين داخل قطاع غزة، أوضح زعرب أنها لم تتفاوض أو تتصل بأي منهم وكلما حاولوا الاعتصام عند معبر رفح طلبت السلطات المصرية من قوات الأمن الفلسطينية ابعاد المتظاهرين عن الحدود واعادتهم quot;لمنع تأزم الوضعquot;، منوهاً إلى أن السلطات المصرية أخذت من العالقين كشف بأسمائهم كحركة تمويه لهم ولم تفعل أي شيء بصدد قضيتهم حتى اللحظة quot;.
وكان مسلحون فلسطينيون أقدموا على تفجير أجزاء كبيرة من الجدار الحدودى الفاصل بين مصر وقطاع غزة في 23 من يناير الماضي، دخل خلالها مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى المدن المصرية القريبة، إضافة لدخول مئات العائلات الفلسطينية التي تسكن مصر لزيارة ذويهم في قطاع غزة. ويعتبر معبر رفح هو المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة للسفر والدخول سواء للحج أو العمرة أو العلاج أو الدراسة أو زيارة الأهل والأقارب خارج فلسطين، في الوقت الذي مارست إسرائيل من خلاله شتى أنواع القسوة والإذلال ضد الفلسطينيين، وتحكمت في دخول وخروج المواطنين من خلاله.
المواطنة المصرية منال أحمد، أم لطفل ( 8 سنوات ) مصاب بالفشل الكلوي، ينتظر علاجه المفترض أن يتلقاه 3 مرات أسبوعيا في مستشفى بالزقازيق، لكن بات من المتعذر عليه ذلك داخل القطاع بعد زيارة 48 ساعة لرؤية الأهل والتي امتدت لتزيد عن 60 يوم.
كذلك هو الحال لناصر على ( 23 عاما ) والد لطفلين افترق عنهما بسبب احتجازه داخل قطاع غزة وتردى وضعه الصحي نظرا لكونه مريض بالسكري مما استدعى نقله للمستشفى في رفح عدة مرات. وكان العشرات من المواطنين المصريين العالقين في قطاع غزة منذ شهرين هددوا بالإضراب المفتوح عن الطعام إذا لم يعودوا إلى ديارهم بأسرع وقت.
وقالوا quot;نؤكد على حقنا الإنساني والمشروع في عبور الحدود والعودة إلي ديارنا في جمهورية مصر العربية، مع العلم عدم وجود إي أقرباء لنا في الأراضي الفلسطينية ونحن منذ فترة طويلة بدون مأوي حيث راجعنا جميع الجهات المختصة ولم نتلق سوى الوعودquot;. وكان الاتحاد الأوروبي قال إنه يدرس مع مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية سبل إعادة فتح معبر رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وتسهيل حركة الفلسطينيين والبضائع. وقال مسؤولون أوروبيون وإسرائيليون إن أحد الخيارات المتاحة سيسمح بمرور السلع والأفراد من المعبر، الذي كان مقصورا على سفر الأفراد فقط.
وتقول إسرائيل إن ذلك الاقتراح سيقلل مسؤولياتها حيال السلع التي تصل إلى أكثر من مليون ونصف مليون شخص يعيشون في القطاع، إلا أن الجانب المصري يرفض تنصل إسرائيل من مسؤولياتها تجاه ذلك الأمر. وقال خافيير سولانا منسق السياسات الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي إن مراقبي الحدود الأوروبيين على استعداد للعودة إلى المعبر الذي غادروه عقب استيلاء حركة حماس على الحكم في قطاع غزة قبل تسعة أشهر. واشترط أن يكون الجانب المصري جزءا من أي اتفاق يشمل المراقبين الأوروبيين.
ويشار إلى أن 108 مريضا فلسطينيا فارقوا الحياة منذ الحصار المشدد الذي فرضته إسرائيل على سكان قطاع غزة، ومنعهم من السفر والعلاج في الخارج نظرا للحصار المشدد المفروض على قطاع غزة منذ تسعة أشهر. ووجه المرضى الفلسطينيون نداء استغاثة للأمتين العربية والإسلامية لفتح معبر رفح وإدخال الغذاء والدواء وإنقاذ الأطفال والمرضى من الجوع والمرض، والسماح للمرضى المهددين بالموت من الدخول إلى مصر والدول العربية الأخرى لتلقي العلاج اللازم.
التعليقات