واشنطن، نيويورك، وكالات: قالت صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس ان الولايات المتحدة صعدت هجماتها الجوية على مقاتلي تنظيم القاعدة الذين ينشطون في المناطق القبلية لباكستان خشية ان يتقلص التأييد الذي تلقاه من اسلام أباد.

وقال المسؤولون الأميركيون الذين لم تتحدد هويتهم ان واشنطن تريد ان تلحق بشبكة القاعدة الآن ما في وسعها من الأذى لان الرئيس الباكستاني برويز مشرف قد لا يكون بمقدوره تقديم كثير من العون في الأشهر القادمة.

وقد شهد مشرف -وهو حليف رئيسي للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب كان يساند بوجه عام مثل هذه الهجمات- تقلص سلطته بشدة خلال الاثنى عشر شهرا الماضية.

وقالت واشنطن بوست انه خلال العشرة الأشهر الماضية هاجمت طائرات تسيطر عليها الولايات المتحدة من طراز بريديتور على الاقل ثلاثة مواقع يستخدمها نشطاء القاعدة.

ونقلت عن مسؤولين أميركيين وباكستانيين قولهم ان نحو 45 مقاتلا من العرب والأفغان والأجانب الآخرين قتلوا في الهجمات التي وقعت كلها بالقرب من الحدود الأفغانية.

ولم تؤكد السلطات الأميركية أو الباكستانية رسميا وقوع الهجمات الصاروخية الأميركية على أراض باكستانية وهي ما يعتبر انتهاكا للسيادة الباكستانية.

وكان كثير من مقاتلي القاعدة ومنهم اوزبك وعرب وطالبان لجأوا الى شمال وزيرستان وجنوبها وكذلك مناطق أخرى على الجانب الباكستاني من الحدود بعد ان أطاحت قوات تدعمها الولايات المتحدة بنظام حكم طالبان في افغانستان عام 2001 .

وقالت واشنطن بوست ان هدف الهجمات الجوية الاميركية في جانب منه هو الحصول على معلومات عن كبار قادة القاعدة ومنهم اسامة بن لادن باجبارهم على التحرك بطريقة يمكن لمحللي الاستخبارات الاميركية رصدها.

ونسبت واشنطن بوست الى مسؤول في الحكومة لاميركية قوله ان الحملة لا تستهدف على وجه الخصوص اعتقال اسامة بن لادن قبل ان يترك الرئيس الاميركي جورج بوش منصبه في يناير كانون الثاني.

اسلام اباد تثير مجددا فكرة اجراء تحقيق دولي في اغتيال بنازير بوتو

إلى ذلك أعلنت متحدثة باسم الامم المتحدة ان الحكومة الباكستانية الجديدة طرحت من جديد فكرة اجراء تحقيق دولي في اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو ويمكن ان تقدم طلبا رسميا في هذا الشأن الى المنظمة الدولية قريبا.

وقالت ميشال مونتاس الناطقة باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الذي تولى مهامه مؤخرا، بحث في هذه المسألة الاربعاء في اتصال هاتفي مع الامين العام للمنظمة الدولية.واضافت انهما quot;تحدثا عن تحقيق ورئيس الوزراء طرح المسألةquot;، موضحة ان جيلاني quot;عبر عن املهquot; في اجراء تحقيق دولي في هذه القضية.ولا تستطيع الامم المتحدة اتخاذ اي مبادرة في هذا الشأن بدون طلب خطي من الحكومة الباكستاني.

وقال مونتاس ان الامم المتحدة لم تتسلم اي طلب رسمي خطي الاربعاء في نيويورك.وفي حال قدم طلب من هذا النوع، يعود قرار السماح باجراء تحقيق دولي الى مجلس الامن الدولي وليس الى بان كي مون.وكانت بنازير بوتو رئيسة الوزراء السابقة واهم شخصيات المعارضة اغتيلت في 27 كانون الاول/ديسمبر في هجوم انتحاري خلال تجمع انتخابي في روالبندي ضاحية اسلام اباد.

وطلبت عدة شخصيات باكستانية بينهم زوجها آصف علي زرداري تحقيقا للامم المتحدة مثل التحقيق الذي يجري حاليا في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في بيروت في 2005 .لكن حكومة الرئيس برويز مشرف الجهة الوحيدة المخولة تقديم طلب في هذا الشأن الى الامم المتحدة، لم تدعم هذه الفكرة حينذاك.لكن مشرف طلب مساعدة الشرطة البريطانية (سكتلنديارد)، لذلك رأت الولايات المتحدة ان تحقيقا للامم المتحدة ليس ضروريا.