النجف,بغداد : قال مسؤول في التيار الصدري السبت ان ميليشيا جيش المهدي ترفض تسليم اسلحتها كما يطلب رئيس الوزراء نوري المالكي.وقال حيدر الجابري من الهيئة السياسية في التيار الصدري ان quot;مقتدى الصدر ابلغنا وجوب عدم تسليم اسلحتنا الا لدولة قادرة على رمي الاحتلال خارجاquot;.ويتهم التيار الصدري حكومة المالكي بالتعاون مع الاميركيين ويطالب باستقالتها.

وتدور مواجهات مسلحة اوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى بين القوات العراقية والميليشيا الشيعية منذ خمسة ايام في البصرة لكنها سرعان ما امتدت لتشمل مناطق اخرى في جنوب العراق.وكان المالكي اعطى الاربعاء الماضي المقاتلين مهلة ثلاثة ايام لالقاء السلاح، كما امهل سكان البصرة حتى الثامن من نيسان/ابريل المقبل لتسليم الاسلحة المتوسطة والثقيلة في مقابل مبالغ مالية.

المالكي: جيش المهدي الذي يقاتل الحكومة اسوأ من القاعدة


الى ذلك وصف نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية يوم السبت الجماعات المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية في البصرة بانها quot;اسوأquot; من تنظيم القاعدة متهما هذه الجماعات بانها تعمل وفقا لاولويات سياسية خارجية تحاول افشال التجربة السياسية في العراق.وقال المالكي في حديث اثناء استقبال وجهاء وشيوخ عشائر في مدينة البصرة يوم السبت quot;مع الاسف الشديد كنا نتحدث عن القاعدة ولكن كان فينا من هم اسوأ من القاعدة بل هم صنو القاعدةquot; في اشارة الى الجماعات المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية في محافظة البصرة الجنوبية.

وتهاجم القوات الحكومية منذ فجر الثلاثاء اماكن تجمعات ميليشيا جيش المهدي الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والتي رفض افرادها قرارا من المالكي قبل ثلاثة ايام بالقاء السلاح وتسليم انفسهم مقابل عدم محاسبتهم قانونيا.وكان المالكي الموجود في مدينة البصرة منذ ثلاثة ايام يتحدث وبجانبه وزراء الدفاع والداخلية والامن الوطني.

ووصل المالكي الى البصرة يوم الاربعاء للاشراف بنفسه على سير العمليات المسلحة التي تشهدها المدينة والتي اسفرت حتى الان عن مقتل واصابة المئات من المسلحين وقوات الامن العراقية.وقال المالكي في اللقاء انه يتحمل المسؤولية لانه ابدى تساهلا لفترة من الوقت امام تنامي وجود الميليشيات المسلحة في العراق وقال quot;لقد صبرنا كثيرا وتحملنا كثيرا واعتقد اننا نتحمل المسؤولية... كان من المفروض بنا منذ البداية ان نقول كلمة لا ونقف عندها بقوة.quot;واضاف quot;وبعد ان يئسنا ... جئنا من اجل مواجهة العصابات الخارجة عن القانونquot; وهو وصف اعتاد فيه المالكي وعدد من السياسيين العراقيين على استعماله مؤخرا في وصفهم لمليشيا جيش المهدي وهي اتهامات يرفضها بشدة قادة وكبار مسؤولي جيش المهدي والتيار الصدري.

وقال المالكي في محاولة التفريق بين ميليشيا جيش المهدي والتيار الصدري الذي له تمثيل برلماني quot;لم نات (الى البصرة) لمواجهة حزب او تيار سياسي لاننا لا نريد ان ندخل العملية السياسية في مواجهات سياسية.. كان تصميمنا على مواجهة هذه العصابات لتخليص البصرة منها.quot;واضاف ان ماحدث quot;أعطانا درسا جديدا ورؤية جديدة.. بانه لا يمكن ان يبقى مستقبل نبنيه بهذ الجد والاجتهاد مادام هؤلاء يتصدون للدولة ويفكرون بهذه العقلية ويتحركون بهذه الفردية.quot;

ومضى يقول quot;كنا نحاول ونتابع ان نجد حلولا لهذه المشكلة التي نستطيع ان نقول عنها ان ليست مشكلة البصرة فقط وانما اصبحت مشكلة العراق ووجود هذه المليشيات ووجود هذه العصابات لم تبق لنا مبررا ومسوغا ان نبقى ساكتين ونحن نتلقى التخريب.quot;واتهم المالكي هذه الجماعات المسلحة التي تقاتل في البصرة بانها تعمل وفقا لاولويات سياسية خارجية وقال quot;الذي يقف خلف التخريب الذي نشهده يوميا هي في الحقيقية ارادات سياسية بعضها محلي حتى تفشل التجربة السياسية في العراق.quot;وكرر المالكي اصراره على quot;مواجهة هذه العصابة في كل شبر من ارض العراقquot;.واضاف quot;اذا ما اصروا على الرفض فسوف نصر على الاستمرار في هذه المواجهة.. عزمنا اكيد اننا لن نغادر البصرة حتى تثبيت الامن فيها ومعاقبة اولئك الذين رفعوا السلاح بوجه الدولة.quot;

وكان المالكي قد عرض يوم الاربعاء على المسلحين في البصرة ان يسلموا انفسهم وسلاحهم خلال ثلاثة ايام مقابل عدم الملاحقة قضائيا وعاد مرة اخرى يوم الجمعة ليعلن عن مكافآت مالية لكل من يسلم اسلحة quot;ثقيلة ومتوسطةquot; حتى يوم الثامن من الشهر المقبل.وادت المعارك التي تشهدها البصرة الى وقوع ردود فعل غاضبة ومسلحة لافراد ميليشيا جيش المهدي في العديد من المحافظات العراقية وهو ما أدى الى وقوع اشتباكات مسلحة بين هذه الجماعات والقوات الحكومية اسفرت عن مقتل واصابة المئات.واعلنت السلطات العراقية حظر للتجوال في بغداد وعدد كبير من هذه المحافظات.