بهية مارديني من دمشق: قال المحامي رجاء الناصر القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض إن هناك إشكالية في المسألة الكردية في سوريا ، واعتبر انها تحتاج الى حل، وقالquot; ان الحل هو بالضرورة حلا وطنيا وديمقراطياquot;، واضافquot; ان عيد النيروز بات جرحا مفتوحا متكررا لا يراد له أن يندمل، لتكون بؤرة جديدة من بؤر التوتر التي يشهدها المجتمع السوريquot; .
وكانت السلطات السورية قد منعت احتفالا للاكراد في عيد النيروز الاخير في محافظة الحسكة الامر الذي ادى الى احتكاك بين المحتفلين الاكراد وعناصر الشرطة ما ادى الى سقوط جرحى وقتلى.
ورأى الناصر في تصريح لـquot;ايلافquot; quot; ان الاشكالية بؤرة توتر تساهم في تخريب وتدمير البنية الوطنية ولا يمكن وضعها في إطار النضال الوطني الديمقراطي الذي يشكل مساحة اندماج وطني على طريق بناء دولة وطنية حديثة، وهي بؤرة لا يجوز الاتكاء عليها على طريق التغيير الديمقراطي، فطرفيها لا ينطلقان من ذلك الخندق ولا يستندان إليه إلا فيما يخدم أهدافها المباشرة.
وفي اشارة الى ماجرى في عيد النيروز الاخير من احداث قالquot; ان أولئك المحتفلين (الاكراد) بهذه المناسبة لا ينكر عليهم احد حقهم بهذا الاحتفال مثلهم في ذلك مثل باقي المواطنين السوريين، ولكن مع تحول هذا الاحتفال الاجتماعي بطبيعته ليكون ساحة لإطلاق شعارات quot;انفصاليةquot; وتحركات سياسية لحرق الدواليب وقطع الطرقات فإن هذا يجعل منه فعلا سياسيا بامتياز يوّلد بالمقابل أفعالا بالاتجاه المعاكس، وقد كان حريا بمنظمي تلك الاحتفالات أن يركزّوا على بعدها الاجتماعي والوطني وعلى كل ما يوحد، وخصوصا في تلك الظروف التي تدفع فيها أطراف خارجية الى إثارة الفتن لتحقيق أهداف وأجندات خارج الإطار الوطنيquot;.
وافاد الناصرquot; ان الهدف الأساس منها هو الضغط من اجل تغيير سياسات النظام ليس في الإطار الوطني الديمقراطي، بل خارجه وتحديدا في السياسات التي ترسم خريطة المنطقة وبالمقابل فإن استخدام العنف، والعنف المفرط لم يكن في أي يوم من الأيام مدخلا لحلّ بؤر التوتر بل يقدم لها وقودا متجددا باستمرار، وخصوصا أن هناك مطالب محقة ومعترف بها لم يجر تحقيقها رغم كل الوعود، إضافة الى أن العنف لم يعد من الممكن أن يشكل أداة ردع في ظل المناخات الدولية والإقليمية الراهنةquot;.
واوضح الناصر quot;انه علينا جميعا أن نعترف أن هناك إشكالية في quot;المسألةquot; الكردية تحتاج الى حلّ، وقال ان الحل هو بالضرورة حلا وطنيا وديمقراطيا، وخصوصا في ظل الخريطة الديمغرافية لسوريةquot; ، واشار الى ان quot;انفصال الكرد عن باقي إخوانهم المواطنين السوريين أمر مستحيل وهو حلم quot;طوباويquot; بعيدا عن مشروعيته أو عدمها، وتحويل سورية الى دولة ثنائية القومية إشكالية أعظم مما هو عليه الحال الراهن، لأنه ضد منطق تكون الدول الحديثة بسبب وجود أغلبية عربية ساحقة وعدم وجود تموضع جغرافي للأقلية المغايرة، ومثل هذه السنّة ستعني تغيير جميع البنى السياسية الدولية حيث لا يوجد دولة صافية التكوين الجنسي أو القوميquot;.
وقال الناصرquot; انه يبقى الحلّ الوطني أي قيام الدولة الوطنية الديمقراطية التي يتمتع جميع أبناءها بحقوق المواطنة المتساوية، دون إلغاء الهوية العامة للدولة التي تطبعها هوية الأغلبية الساحقةquot;، وشدد المعارض السوري ان ذلك هو الحل الوحيد المقبول والممكن على المستوى المحلي السوري، وقال ان أحلام الدولة القومية تبقى حقا لجميع المواطنين يعمل عليه ديمقراطيا من جهة وبتوافقات إقليمية وبطرق سلمية تحمي مصالح الجميع.