محاولاً إنعاش الردع الإسرائيلي
باراك: سوريا وحزب الله....لا تجربونا

خلف خلف من رام الله : ارتبط اسم ايهود باراك وزير الأمن الإسرائيلي الحالي في ذاكرة الفلسطينيين واللبنانيين بالكثير من الأحداث الدموية وعمليات الاغتيال المنظم . وهذا الجنرال الذي ظهرت ميوله العسكرية باكراً، فتطوع في كتيبة جوالة الشبيبة العسكرية في السادسة عشرة من عمره ، وشارك في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، ما يكاد اسمه يخبو عن الساحة السياسية والعسكرية حتى يعود مدججًا بخطط وأفكار جديدة . وبحكم منصبه الحالي يبدو أن مهمة إنعاش الردع الإسرائيلي تسيطر على أجندته ، فقد سجلت على لسانه في الأيام الأخيرة ، العديد من التصريحات التحذيرية والتوعدية حيال سوريا وحزب الله وإيران ، وتسابقت الصحف العبرية بدورها على تلقفها ، ونشرها على صدر صفحاتها .quot; اقترح على سوريا وحزب الله ألا يجربونا. فإسرائيل لا تزال هي الدولة الأقوى في نصف قطر 1.500كم من القدس quot; . هذا ما قاله باراك خلال اجتماعه المقتضب مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس الاثنين .

كما نصح باراك اليوم الثلاثاء خلال جولة نفذها على الحدود الشمالية حزب الله وسوريا، بعدم استفزاز إسرائيل كونها الدولة الأقوى في المنطقة، على حد تعبيره، قائلا: quot;إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة، ولا ينصح أحداً في الجانب الآخر من الحدود باستفزازهاquot;.

وبحسبه فإن حزب الله يواصل عملية بناء القوة والتعاظم، وأكد باراك أن إسرائيل تتابع نشاطاته عن كثب، معرباً عن تقويمه بأن حزب الله لا يتجرأ على الاعتداء على إسرائيل بسبب الضربات التي تعرّض لها إبان حرب لبنان الثانية. من جهة أخرى، قال باراك: quot;يجب ألا يضللنا الهدوء الذي نشهده على امتداد الحدود الشمالية بل يجب أن نكون واعين بأن هناك تطورات أخرى تجري في الخفاءquot;.

ويعرف باراك الذي ولد عام 1942 بأنه من الأشخاص الذين يؤمنون بأن التسوية يجب أن تكون من منطلق القوة، وقناعته هذه اتضحت من خلال تصريحاته العديدة على مدار السنوات الماضية، ففي تاريخ 2/7/2007، قال: quot;إن التسويات السياسية في الشرق الأوسط يمكن التوصل إليها فقط من موقع قوةquot;.

وكان الجنرال باراك الذي انتخب في حزيران/يونيو2007 لزعامة حزب العمل، صرح في مايو/1996، خلال زيارة قام بها للولايات المتحدة الأميركية بأن إسرائيل تعيش وسط غابة، ومحيط لا يحترم الضعيف. ورغم مواقف باراك المعلنة، إلا أن شخصيته بقي الغموض يحيطها طول مسيرته العسكرية والسياسية، وهذه الأيام يدور الحديث عن احتمالية انسحابه من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، وهي معلومات يرفض باراك تأكيدها أو نفيها.

ونقلت صحيفة هآرتس الصادرة اليوم عن مسؤولين كبار في حزب العمل الذي يتزعمه باراك إيضاحهم بأن المعطيات والتحركات الحالية تشير إلى أن باراك يعد الأرضية للانسحاب من الحكومة، ولكن لا يدور الحديث عن انسحاب في المدى الفوري، ولكن يوجد في هذا تغيير للاتجاه، وإشارة بموجبها العمل لن يبقى في حكومة اولمرت بكل ثمن.

كما أشار مسؤولون في حزب العمل إلى أن باراك يعتقد أنه كلما مرت الأيام، يتعزز اولمرت وحزبه كاديما على حساب quot;العملquot;. ونقلت صحيفة معاريف الصادرة اليوم عن مصدر درج باراك على التشاور معه نصيحته للأخير بأنه من الأفضل له أن ينسحب من الحكومة في اقرب وقت ممكن. وقال هذا المصدر لباراك: quot;كل يوم يمر يبعدك عن رئاسة الوزراء وتتقلص الفجوة بينك وبين اولمرتquot;.

كما ويدعي مسؤولون آخرون بان باراك معني بضعضعة الاستقرار الائتلافي، وبالتالي فتح الطريق للتوحيد مع عناصر من كديما مثل تسيبي لفني وآفي ديختر. كما نقل عن مسؤول في حزب العمل قوله إن quot;باراك معني بحل العمل. وهو يائس من الاستطلاعات ومن الوضع المالي السيئ للحزب. ومن أجل الخروج من ذلك فانه يرغب في إقامة حزب مركز جديدquot;.

ويذكر أنه عام 1999 أصدر الكاتبان الإسرائيليان بن كسبيت، و ايلان كفير كتاباً يتناول حياة باراك السياسية والعسكرية، ويشير المؤلفان إلى أن براك يعتبر عسكريا من الصف الأول، ويرصد الكتاب بعضا من إنجازاته والعمليات التي قادها أو خطط لها، ويتناول حياته بمراحلها المختلفة والمراكز التي تبوأها من خلال سجل عسكري حافل.