صنعاء: تقوم جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية، وهي منظمة غير حكومية محلية،بتقديم المساعدة للأطفال المصابين بسوء التغذية في محافظة صعدة في شمال اليمن وأمهاتهم اللواتي نزحن بسبب القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الشيعة. إطلاق قذائف على فيلات يسكنها أميركيون في صنعاء
وقد أطلقت هذه المنظمة مشروعاً يستمر لعام واحد ويهدف إلى تحديد الأطفال المصابين بسوء التغذية ممن هم دون الخامسة ومعالجتهم وفي الوقت نفسه تثقيف الأمهات حول أهمية الرضاعة الطبيعية والتغذية. ويستهدف هذا المشروع الذي تموله منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) 1,500 طفل وأمهاتهم في ثلاثة مخيمات في مدينة صعدة وفي التجمعات السكنية في الظاهر وسحار والصفراء.
وقال محمد سالم مدير الجمعية أن معظم الأسر النازحة مصابة بسوء التغذية وحذر من أن مؤشرات سوء التغذية كالهزال وفقدان الوزن ستزداد إن لم يحصل هؤلاء على ما يكفيهم من مساعدات غذائية.
وقال سالم: quot;تخيل أن تلك الأسر النازحة جاءت من منازلها ومزارعها للاستقرار في خيام. لا يمكن أن تكون الخيمة كالمنزلquot;، مؤكداً أن المساعدات الغذائية التي تحصل عليها هذه الأسر غير كافية.
وأضاف أن سوء التغذية قد أصاب الأطفال بعد تعرضهم للنزوح. فقبل ذلك، كانت الأسر التي تملك ما يكفيها من طعام تقدمه لغيرها من الأسر المحتاجة في صعدة. ولكن معظم الأسر أخذت تبيع ممتلكاتها لشراء الطعام عندما كانت الحاجة تستدعي ذلك.
وقال السكان المحليون أن جميع الأسواق في صعدة، بما فيها الأسواق الكبيرة، شهدت نقصاً حاداً في الأغذية بعد انتهاء القتال بين القوات الحكومية والمتمردين. كما تعرض العديد من المزارع للتدمير خلال القتال، مما أثر بشكل كبير على دخل العديد من الأسر.
وتُعرف محافظة صعدة بزراعة الفواكه كالرمان والعنب والتفاح والبرتقال. كما أن زراعة القات منتشرة في المحافظة التي لا تزرع الحبوب إلا ما ندر. وتحصل المحافظة على احتياجاتها من القمح والسكر من مناطق أخرى في البلاد.
ووفقاً لجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية، تحصل الأسر النازحة على مساعدات غذائية تتضمن القمح والأرز والسكر وزيت الطبخ من المنظمات الدولية كبرنامج الأغذية العالمي ومن المنظمات غير الحكومية المحلية كذلك.
مسح حول سوء التغذية
وقال عصام الدين عوض، المسؤول عن المشروع ان الجمعية قامت بمسح بداية العام الحالي استهدف 1,029 طفلاً ممن هم دون سن الخامسة. quot;وقد توصل المسح إلى أن نسبة الإصابة بسوء التغذية الحاد وصلت إلى 3.8 بالمائة، بينما وصلت نسبة الإصابة بسوء التغذية المتوسط إلى 11.8 بالمائةquot;.
وأضاف أن المشروع يقوم بمسوحات شهرية لأن عدد الأسر النازحة في تغيُّر مستمر وأن تسعة عاملين صحيين و57 متطوعاً تلقوا تدريبات خاصة للتعرف على كيفية جمع البيانات وإجراء المسوحات. وعلى الرغم من عدم وجود رقم محدد لعدد الأسر النازحة، إلا أن سالم قال أنه يوجد حوالي 1,500 أسرة في المناطق المستهدفة.
كما قال عوض أنه يتم إرسال الأطفال المصابين بسوء التغذية للحصول على التغذية المناسبة في ست مراكز أقيمت داخل مرافق صحية.
وأضاف قائلاً: quot;يتم هناك قياس أوزانهم وأطوالهم وإعطاؤهم الغذاء المناسب. كما أنهم يحصلون على مغذيات دقيقة مثل فيتامين (أ) و (د) واليود التي توفرها اليونيسفquot;.
وينفذ هذا المشروع بالتنسيق مع مكتب الصحة بصعدة وجمعية الهلال الأحمر اليمني واللجنة الدولية للصليب الأحمر. ورفض المسؤولون في مكتب الصحة بصعدة التعليق على الموضوع رغم الإتصال بهم.
وكان اتفاق السلام الذي أبرم في فبراير/شباط بوساطة قطرية قد أنهى النزاع المسلح الذي اندلع بين القوات الحكومية والمتمردين الشيعة في محافظة صعدة منذ عام 2004. وقد أدى هذا النزاع إلى نزوح العديد من الأسر بعد أن دُمرت منازلها، ولم تقم الحكومة حتى الآن بإعادة بناء ما دُمر في المناطق المتضررة. كما تقوم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حالياً بتامين 400 وحدة سكنية لـ 400 أسرة (حوالي 2,800 شخص).
المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)
التعليقات