باريس: سيحاول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تشهد شعبيته ادنى مستوى لها منذ توليه الرئاسة قبل عام، في مقابلة تلفزيونية تستمر ساعة ونصف الساعة الخميس تلميع صورته واقناع الفرنسيين بانه الرجل المناسب لاحداث تغيير في البلاد.وبعيدا عن الوضع المريح الذي كان يتمتع به عقب فوزه السهل على منافسته الاشتراكية سيغولين رويال بنسبة 53 بالمئة، يجد الرئيس الفرنسي نفسه في المقابلة التي ستبث مباشرة اعتبارا من الساعة20:15 بالتوقيت المحلي (18:15 ت غ) من اليوم في وضع دفاعي في مواجهة اسئلة خمسة صحافيين للحديث عن حصيلة عام من الحكم.
ويجد ساركوزي نفسه وسط صعوبات عديدة منها اصلاحات موضع انتقاد واقتصاد منتكس وحكومة غير منضبطة وسياسة خارجية يصعب فهمها واسلوب عيش خاص لا يسلم من الانتقاد.وحتى رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون الذي تشهد علاقاته بساركوزي توترا متزايدا، لم يتوان عن التعبير عن عدم ارتياحه حيث اعرب عن الامل في ان توفر له مقابلة مساء الخميس quot;خارطة طريقquot; وان quot;تعيد دفع الاصلاحات التي ينبغي اعمالهاquot;.
غير ان ساركوزي يحتفظ بورقة مهمة اذ لا يزال امامه اربع سنوات لاعادة تصحيح المسار وتنفيذ مشاريعه وهو هامش زمني كاف لمطالبة الفرنسيين بشيء من الصبر ازاء حجم التغييرات الجارية.ويرى محللون ان الدرب يبدو طويلا لاستعادة ثقة الفرنسيين الذين يبدو ان خيبة املهم ضاهت الآمال الواسعة التي كانوا عقدوها على الرجل الذي نجح في اقناعهم بانتخابه من خلال العزف على وتر quot;القطيعةquot;.
وبدت استطلاعات الراي التي نشرت في الذكرى الاولى للدور الاول للانتخابات الرئاسية في 21 نيسان/ابريل، قاسية على ساركوزي اذ اظهرت ان 72% من الفرنسيين غير راضين على عمله و79% اعتبروا ان وضع البلاد لم يتحسن.
وقال ستيفان روزيس من معهد الاستطلاعات quot;سي اس ايquot; ان quot;هناك حالة من نفاذ الصبر والبلد يشهد توترا ويريد الخروج من الوضع الصعبquot;.ووعد ساركوزي بان يكون quot;رئيس القدرة الشرائيةquot; وبمعاجلة اهم القضايا التي تشغل الفرنسيين. لكن 15% فقط من الفرنسيين يرون انه حقق ذلك. وشكل مؤتمر صحافي في بداية كانون الثاني/يناير منعطفا تسارع بعده تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي. فقد احدث حينذاك مفاجأة حين تحدث عن عجزه ازاء quot;الخزائن الفارغةquot; وعجز الميزانية الذي هو موضع متابعة كبيرة من الاتحاد الاوروبي.
كما انه سيكون على ساركوزي بعد الهزيمة القاسية لليمين في الانتخابات البلدية في آذار/مارس، الحد من تصاعد الغضب في معسكره. وقد دعاه حزبه الى quot;دراسة افقquot; عمله بعد عام من ولايته.
في المقابل تتحدث المعارضة الاشتراكية عن quot;سنة ضائعة على فرنساquot;.
اما بشأن حياته الخاصة، فقد بدا ساركوزي اكثر تماسكا بعد زواجه مجددا في بداية شباط/فبراير بعارضة الازياء الايطالية السابقة كارلا بروني وبدأ يحرص على المزيد من التكتم بعد ان تعرض للكثير من النقد بسبب اسلوب عيشه الصاخب.
وينتظر ان تعكس مقابلة الخميس العودة الى اسلوب اقرب الى quot;السمات الرئاسيةquot; في قصر الاليزيه الرئاسي. كما ستتيح له مدة المقابلة استعراض مجمل الملفات الكبرى.وسيوجه الاسئلة الى الرئيس الفرنسي باتريك بوافر دارفور وديفيد بوجاداس ابرز مقدمي اخبار شبكة quot;تي اف 1quot; الخاصة وفرانس 2 العامة اضافة الى ثلاثة صحافيين، بينهم ايف كالفي، معروفين بحدة اسئلتهم.
التعليقات