اثر اتهامات نائب عراقي للسعودية بدعم الارهاب في بلاده
المالكي تنصل منها والدليمي وصفها بالمخربة للعلاقات مع العرب
أسامة مهدي من لندن :
تنصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من تصريحات اتهم فيها نائب عراقي المملكة العربية السعودية بدعم الارهاب في العراق وقال انها لا تعبر عن وجهة النظر الرسمية للحكومة العراقية .. بينما اكد رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي انها تخرب العلاقات مع العرب وقال ان المؤشرات تدلل على ضلوع دولة اخرى بذلك في اشارة الى ايران على مايبدو .. وحيث اكد المتحدث الرسمي باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا اليوم اعتقال مجموعة من الاشخاص المتورطين بتنفيذ عمليات مسلحة مدعومة من ايران والعثور على عبوات ايرانية الصنع .
وقال مكتب المالكي اثر صدور التصريحات التي ادلى بها النائب عن الائتلاف الشيعي الموحد سامي العسكري quot;نجدد التأكيد ان التصريحات التي تصدر عن الناطق الرسمي بأسم الحكومة العراقية أو ما يصدر عن مكتب دولة رئيس الوزراء وحدها التي تعبر عن وجهة النظر الرسمية للحكومة العراقيةquot; . واضاف في بيان تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه quot;أن ما صدر مؤخرا من تصريحات عن مسؤولين في الدولة او اعضاء في مجلس النواب لا يعبر بأي حال عن رأي دولة رئيس الوزراء او الحكومةquot; . وعلى الرغم من عدم اشارة مكتب المالكي الى العسكري تحديدا الان مصدرا عراقيا ابلغ quot;ايلافquot; اليوم ان المقصود منها هو العسكري حيث صدر التوضيح بعد يوم من اطلاقه لتصريحاته قائلا quot; ان السعودية هي من ترعى الارهاب والجماعات الخارجة عن القانون في العراقquot; .
ومن جهته وصف عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق السنية رئيس مؤتمر اهل العراق احد مكونات الجبهة الثلاثة اضافة الى الحزب الاسلامي ومجلس الحوار تصريحات العسكري بأنها quot;تخريب لعلاقات العراق مع العربquot; . وقال ان هذه التصريحات quot;عارية عن الصحة تماماquot; . وأستشهد الدليمي في بيان اليوم بكلام المختصين بالملف الأمني من الجانبين الأميريكي والعراقي وخاصة مستشار الامن الوطني العراقي موفق الربيعي الذي وصف العلاقة مع المملكة العربية السعودية بأنها نموذجية. وقال quot;أما التصريحات الأميركية فقد جاءت واضحة في تحديد من يقف وراء هذه الاحداث الاخيرة في الجنوب ومن هو الممول الرئيس لهاquot;. واضاف quot;أننا ندعو الى الكف عن مثل هذه التصريحات المغرضة والتي تهدف الى تخريب العلاقات مع أخواننا العرب ومحاولة عزل العراق عن محيطه العربي والإقليميquot; . واشار الى ان المملكة العربية السعودية تعاني من الارهاب كما يعاني العراق.
واوضح الدليمي قائلا quot; ان بعض الساسة العراقيين يتهمون السعودية بانها تمول الارهاب داخل العراق وانها تقف وراء الكثير من الاحداث التي وقعت في البصرة وغيرها من محافظات العراق في حين تشير كل التقارير العراقية والاميركية وتحدد بان هناك دولة اخرى هي من ترعى الارهاب داخل العراق ولم تشر الى السعوديةquot; في اشارة الى ايران على مايبدو . وطالب الساسة العراقيين quot;بالكف عن مثل هذه التصريحات التي تهدف الى تخريب العلاقات مع اخواننا العرب وخاصة المملكة العربية السعودية التي تعاني من الارهاب قبل ان يعاني منه العراقquot; .
وكان سامي العسكري النائب عن الائتلاف الشعي العراقي اكبر الكتل البرلمانية مع 85 نائبا من مجموع 275 هم اعضاء مجلس النواب العراقي قد اتهم المملكة العربية السعودية بتمويل الجماعات المسلحة الشيعية والسنية على حد سواء بغض النظر عن انتمائها لتخريب الوضع السياسي في العراق حسب قوله. وأضاف بأن كثيرا من أحداث البصرة والجنوب ممولة من قبل السعودية .
ورفض العسكري التصريحات الرسمية السعودية التي ربطت عدم فتح سفارتها في العراق بتدهور الأوضاع الأمنية، مؤكداً وجود أسباب سياسية وراء قرار الرياض. وأضاف في حديث مع quot;راديو سواquot; امس الاول أن الحكومة السعودية رفضت جميع المقترحات التي حملها وفد رسمي عراقي إلى الرياض قبل شهر حيث إقترح عليهم فتح السفارة داخل المنطقة الخضراء أو أن تقوم الحكومة العراقية بتوفير الحماية لطاقم السفارة ومبناها أو أن تستعين الحكومة السعودية بخدمات إحدى شركات الأمن الأجنبية . وقال quot;أن الوفد العراقي طرح على هامش مؤتمر الكويت موضوع تدخل بعض دول الجوار في الشأن العراقي الداخلي مثل السماح بتدفق المسلحين منها أو عبرها إلى العراق وتمويل الجماعات المسلحة كما أن وسائلها الإعلامية تتخذ مواقف غير ودية من العراقquot; . وانتقد العسكري التمثيل العربي في العراق الذي وصفه بأنه الغائب الوحيد ورفض التذرع بالوضع الأمني من أجل عدم فتح السفارات بدعوى أن هناك دولا تملك سفارات لها في بغداد منذ سنوات ومنها ايران التي يجري الحديث عنها وعن تدخلاتها كما أن لتركيا سفارة ودول أخرى عدة .
.. السعودية تنفي
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قد اوضح أن عدم إرسال سفير سعودي إلى بغداد يعود لأسباب أمنية بحتة وليس لها علاقة بالسياسة مؤكداً أنه في حال عودة الأوضاع الأمنية إلى طبيعتها فان السفارة السعودية ستعيد فتح أبوابها.

وأضاف الفيصل في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء الماضي في الرياض أنه يأمل في أن تتمكن الحكومة العراقية من ضمان الأمن للبعثات الدبلوماسية في بغداد، لأن ما يهم العرب هو الإسهام في إيجاد الحلول وتأمين المصالحة الوطنية. وكانت الحكومة السعودية قد أشارت السنة الماضية إلى نيتها في إعادة فتح سفارتها في بغداد لكنها لم تبعث بسفيرها إلى هناك حتى الآن.
واليوم الاحد قال نائب وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبد العزيز أن هناك مبالغة في الحديث أعداد السعوديين المشاركين في القتال بالعراق نافيا أن يكون أحد منهم خرج من المملكة للعراق بشكل مباشر.
وقال الأمير احمد بن عبد العزيز في تصريح له تعقيبا على ما يتردد عن أعداد السعوديين المشاركين في القتال بالعراق إن quot;هناك مبالغة من ناحية العدد ونتحدى إذا تم إثبات خروج سعوديين من حدود المملكة إلى العراق مباشرة ولكن الواقع أن هناك عدداً من السعوديين يذهبون إلى دول مجاورة ويتم التغرير بهم فيأخذهم الحماس للقتال في العراقquot;.
.. واتهامات لايران بدعم مسلحين وتزويدهم بصواريخ
واكد المتحدث الرسمي باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا القبض على مجموعة من الاشخاص قال إنهم تورطوا بتنفيذ عمليات مسلحة مدعومة من ايران والعثور على عبوات ايرانية الصنع واوراق تثبت تورط كثير من الاشخاص بالعمل المسلح مع ايران ضد قوات الامن العراقية.
واضاف عطا خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم أن قوات الامن العراقية تمكنت من القاء القبض على اشخاص تورطوا بتنفيذ عمليات مسلحة مدعومة من ايران .. كما عثرت على كميات من العبوات الناسفة الذكية اللاصقة وهي ايرانية الصنع واوراق تثبت تورط الكثير من الاشخاص بالعمل المسلح مع ايرانquot; . وقال إن معظم الهاونات وقاذفات الكاتيوشا وصواريخ نوع كراد التي اطلقت خلال الشهر الماضي على مناطق مختلفة من بغداد هي ذات منشأ وصناعة ايرانية دخلت العراق بطرق مختلفة . وأشار الى ان قيادة فرض القانون تقوم برفع تقاريرها الى القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي لاطلاعه على عدم التزام دول الجوار بالاتفاقيات الامنية التي عقدتها الدول مع العراق من خلال حفظ الامن ومنع تسلل المسلحين عبر الحدود مع العراق.
ومن جانبه قال الأدميرال مايكل مولن قائد هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي إن العمليات العسكرية الأخيرة في البصرة أظهرت تورط قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في دعم المسلحين. واشار مولن خلال مؤتمر صحافي في واشنطن الجمعة الى انه قد إطلع على معلومات إستخبارية بخصوص الأسلحة القادمة من إيران فيما لم يطلع على التفاصيل الكاملة.
وأكد أن القوات الأميركية ستواصل مراقبة النشاط الإيراني داخل العراق عن كثب لمعرفة مدى النفوذ الإيراني في العراق معرباً عن اعتقاده بأن الجنرال ديفيد بتريوس سيقدم خلال الأسبوعين القادمين أدلة حول هذا الأمر. وأضاف أن تصريحات القادة الإيرانيين حول دعم الحكومة العراقية والمساعدة في بسط الأمن لا تطابق ما يحصل على أرض الواقع وقال إن الوقائع على الأرض تقوده إلى عدم تصديق ما يقولونه. واشار بهذا الصدد الى أن هناك أدلة متزايدة على أن القادة الإيرانيين يسيرون في الإتجاه الآخر وأن عليهم أن يجعلوا من أفعالهم صدى لتصريحاتهم فكلمات قادتهم في وادٍ وأفعالهم في وادٍ آخر .
ويوم الجمعة الماضي اكدت القوات الاميركية اكتشاف 12 قاذفة صواريخ ايرانية الصنع جنوب بغداد . واشارت في بيان الى quot;ايلافquot; الى انها اكتشفت قاذفات صواريخ عيار 107 ملم قرب مكان إنطلاق صورايخ تم التبليغ عنه فتبين بعد ذلك أن الصواريخ كانت ستستهدف قاعدة عمليات قريبة. واوضحت ان فتيل تشغيل القاذفات يؤكد أنها إيرانية الصنع وهي من نفس نوعية الفتيل الذي تم إكتشافه سابقا في مواقع إطلاق صواريخ أخرى.