واشنطن: طلبت وزارة الخارجية الأميركية من روسيا البيضاء (بيلاروسيا) الخميس، إغلاق سفارتها في واشنطن، وقنصليتها في نيويورك، كما أمرت بإغلاق السفارة الأميركية في مينسك، مما يُعد تصعيداً جديداً للأزمة الدبلوماسية التي تفجرت مؤخراً بين الجانبين. ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤول بالخارجية الأميركية قوله إن واشنطن قررت منح روسيا البيضاء مهلة حتى 16 مايو/ أيار الجاري، لسحب دبلوماسييها الستة العاملين بالسفارة والقنصلية، مشيراً إلى أن السفارة الأميركية في مينسك ستتوقف عن العمل اعتباراً من الجمعة.

تأتي هذه الخطوة بعد قرار السلطات في بيلاروسيا بطرد عشرة دبلوماسيين أميركيين، بعدما رفضت واشنطن الاستجابة لطلب من مينسك، بتخفيض حجم البعثة الأميركية من 17 إلى ستة دبلوماسيين فقط. وسلمت الخارجية البيلاروسية الأربعاء للقائم بالأعمال الأميركي في مينسك، جوناثان مور، قائمة تتضمن أسماء عشرة دبلوماسيين أميركيين، قالت إنهم quot;غير مرغوب فيهمquot;، وطلبت منهم مغادرة البلاد خلال ثلاثة أيام.

وتعليقاً على قرار بيلاروسيا، قال مور في تصريحات للصحفيين الأربعاء: quot;سلمتنا وزارة الخارجية البيلاروسية قائمة بعشرة دبلوماسيين اعتبرتهم أشخاصاً غير مرغوب فيهم، وعليهم مغادرة البلاد خلال 72 ساعة.quot; وشهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا البيضاء بعض التوترات مؤخراً، بسبب الانتقادات التي توجهها واشنطن إلى نظام الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، بشأن quot;قمعquot; الحريات، وquot;انتهاكquot; حقوق الإنسان في بلاده.

ودفعت هذه الاتهامات الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي، إلى فرض عقوبات على بعض الشركات والمؤسسات البيلاروسية، كما فرضت حظراً على سفر بعض المسؤولين البيلاروس، من بينهم الرئيس لوكاشينكو، الذي تم منعه من دخول تلك البلدان، بسبب مزاعم بأنه تلاعب في إعادة انتخابه في عام 2006. وفي مارس/ أذار الماضي، غادرت السفيرة الأميركية، كارين ستيوارت، العاصمة مينسك، رداً على قرار للسلطات البيلاروسية، بسحب سفير روسيا البيضاء من واشنطن.

وتعمل الإدارة الأميركية جاهدة لإطلاق سراح أليكسندر كوزلين، الذي خاض السباق الرئاسي ضد الرئيس أليكسندر لوكاشينكو عام 2006، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة خمسة أعوام لقيادته تظاهرات منددة بنتائج الانتخابات، التي شكك المراقبون الدوليون في نزاهتها. وفرضت واشنطن حظراً على شركة النفط البيلاروسية quot;بيلنيفتكيمquot; في إطار ضغوط لإطلاق سراح كوزلين، بجانب عدد آخر من السجناء السياسيين، وهو ما أدى إلى مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين.

وفيما دأبت الحكومة الأميركية على انتقاد سياسة القبضة الحديدية التي ينتهجها لوكاشينكو، وأبدت دعمها لأحزاب المعارضة، فقد وصفت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، عام 2005 بيلاروسيا بأنها quot;آخر قواعد الاستبدادquot; في أوروبا.