محرمون من التنقل والسفر من وإلى الأراضي الفلسطينية بسبب الحصار
الفلسطينيون الحاصلون على بطاقة الهوية : قصص بين الأمل والحسرة
نجلاء عبد ربه من غزة :
لم تصدق السيدة الفلسطينية إبتسام الأمر عندما أخبرها شقيقها محمد أن إسمها ظهر ضمن الـ 10 آلاف إسم الذين وافقت إسرائيل على إعطائهم هويات فلسطينية تمكنهم من السفر خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
غير أن هذه السيدة التي جاءت من ليبيا مع أسرتها منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية وتزوجت أحد أقربائها وأنجبت منه أربعة أطفال، شعرت بعدم جدوى تلك الهوية هذه المرحلة. فهي كما تقول لquot;إيلاف quot; quot; أسكن قطاع غزة المحاصر والمغلق كأنه سجن كبيرquot;. وتتساءل ما فائدة الهوية إن لم أستطع أن أخرج خارج القطاع!!؟.
ورغم أن إبتسام في حاجة لتلك الهوية منذ أعوام، سيما وأنها كانت تقول quot;أحتاج عملية جراحية في الغدة الدرقية أجريا في عمان أو القاهرة، إلا أن أمانيها تبددت مع فرض إسرائيل حصاراً شاملاً على أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة.
وكان رئيس هيئة الارتباط المدني في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ قال، إن إسرائيل وافقت على جزء من قوائم لم الشمل التي قدمتها الهيئة للم شمل العائلات الفلسطينية.
ومنذ قدوم السلطة الوطنية الأرض الفلسطينية بعد إتفاق أوسلو في العام 1994، وصل عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين خرجوا قسراً خارج فلسطين، ولم يشملهم الإحصاء الإسرائيلي بعيد حرب الـ 1967م، ولم يحصلوا على هويات تمكنهم من العودة إلى مدنهم الفلسطينية إلا من خلال تصاريح زيارة تصدرها السلطات الإسرائيلية إليهم في حال قدّم أحد أقربائهم لتلك التصريح.
وماطلت إسرائيل منذ العام 1994 بأحقية إمتلاك هؤلاء الناس في هوية يستطيعون من خلالها أن يجوبوا دولا مختلفة، وأبقت القضية قيد المعالجة، إلى أن دخلت إنتفاضة الأقصى 2000، وتضاءلت تلك الآمال، إلى أن عادت القضية من جديد وإنتعشت مع تعيين حسين الشيخ كرئيس لهيئة الارتباط المدني في السلطة الفلسطينية المختصة في التفاوض مع الجانب الإسرائيلي عن هذا الأمر.
الحاجة أم عبد الرحمن التي غمرتها الفرحة للحظات، حيث شعرت أنها الآن بمقدورها الحج قبل أن يفاجئها الموت، قالت سأذهب غداً إلى مكاتب الحج والعمرة لأسجل إسمي للعام القادم بإذن الله.
وقالت تلك المسنة التي تتجاوز العقد الستين من عمرها quot;عندما كنت في الغربة أديت مناسك الحج كوني كنت أعيش مع زوجي وأولادي في الإمارات العربية المتحدة، لكنني أتوق للذهاب لمكة مرة ثانيةquot;.
وتضيف أم عبد الرحمن قبل أربعة أعوام quot;تزوجت إبنتي وفاء في القاهرة، ورغم أن معبر رفح الحدودي مع مصر كان مفتوحاً، إلا أنني لم أكن أستطع الذهاب للقاهرة، فإسرائيل كانت تشترط خروج أي مواطن من الأراضي الفلسطينية من غير حاملي الهويات، بعدم العودة مرة ثانية لتلك الأراضي، وهذا أمر في غاية الخطورة، وهو ما منعني من السفر لحضور زفاف إبنتي وفاءquot;.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس منح مكرمة رئاسية لجميع من شملتهم القائمة تقضي بإعفائهم من رسوم المعاملات اللازمة للم الشمل والتي تبلغ 250 شيكل (70 دولار)، وذلك لسوء الوضع الإقتصادي الذي تعاني منه الأسر الفلسطينية بشكل عام منذ العام 2000م.
وشكل قرار منح المكرمة الرئاسية فرحة لدى الـ 10 آلاف إسم في قائمة لم الشمل، والتي ظهرت على وجوه العشرات من هؤلاء، لسوء وضعهم المادي. فإسرائيل منعت مئات الآلاف من الفلسطينيين في العمل داخل مدنها لدواعي تقول أنها أمنية، فضلا عن فرض حصار على غزة وطوقاً بين الفينة والأخرى على الضفة الغربية.
ويأمل الفلسطينيون أن تعود الأمور لما كانت عليه قبل العام 2000، مع إنتفاضة الأقصى، ليستطيعوا الخروج والدخول من وإلى الأراضي الفلسطينية، فتحكم إسرائيل في المعابر الحدودية للأراضي الفلسطينية أوقف نشاط وعمل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وبات الإقتصاد الفلسطيني شبه مشلول في الضفة الغربية المحتلة، ومات بالطبع في غزة.