خلف خلف من رام الله: لم تكن إسرائيل تنتظر من الرئيس الأميركي جورج بوش دعمًا ومناصرة أكثر من الذي نالته في زيارته التي حققت نجاحًا باهرًا، وكانت مؤثرة للغاية، على حد تعبير الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، الذي أشار في حديث للصحافيين بعد ظهر اليوم أن أهم رسالة نقلها بوش في زيارته هي إطلاقه لإسرائيل العنان في التصدي للإرهاب، وخاصةً مقولته إن جميع سكان الولايات المتحدة الثلاثمئة مليون يقفون جبهة واحدة مع سكان إسرائيل تصدياً للإرهاب.
وأكد بيرس للصحافيين الذين احتشدوا في مطار بن غوريون لنقل مراسم الوداع لبوش أن quot;أهمية خطاب الرئيس بوش أمام الكنيست تتجلى عندما نصغي إليه من منظور عربي خاصةً وأنه جاء قبيل زيارة بوش للعربية السعوديةquot;.
وأضاف: quot;أن زيارة بوش والاحتفالات التي واكبتها أحيت مشاعر البهجة والنشوة بوجود دولة إسرائيل والإنجازات الخارقة التي حققتها طيلة ستة عقودquot;. كما لفت بيرس إلى أن المؤتمر الذي نُظم برعايته في القدس كان فريداً من نوعه خاصة بالنظر إلى الشخصيات الأجنبية المرموقة التي حضرته ليس من الزعماء والمسؤولين الرسميين فحسب، بل من العلماء والأدباء والفلاسفة الفطاحل.
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن آخر لقاء عقده بوش قبل ظهر اليوم في القدس مع مجموعة من أبناء الشبيبة الإسرائيليين حيث أكد لهم أنه يفكر كثيراً بالسلام، ويأمل في أن يحين يوم يستطيع فيه جميع الأطراف من التعايش والاحترام الديني المتبادل والعمل بانسجام.
هذا فيما تحدثت مصادر سياسية إسرائيلية عن إمكانية تحرك الولايات المتحدة الأميركية ضد إيران قبل نهاية ولاية الرئيس بوش. ونقلت صحيفة هآرتس الصادرة اليوم عن مصدر سياسي إسرائيلي كبير ايضاحه أن بوش أوضح خلال المحادثات التي عقدها مع المسؤولين الإسرائيليين بأنه توجد تغطية لتصريحاته في موضوع النووي الإيراني، وكان بوش قال في خطابه أمام الكنيست: quot;إذا سمحنا لهذه الدولة، داعمة الإرهاب، بامتلاك سلاح فتاك للغاية في العالم ستكون هذه خيانة للأجيال القادمةquot;.
ونقلت مصادر سياسية إسرائيلية عن بوش تأكيده لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بأن هناك تفكير بالتحرك ضد إيران في حال لم تنصاع للإرادة الدولية. وبحسب هآرتس فقد عرض اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك على بوش معلومات أخرى حول النووي الإيراني، بهدف الإظهار بأنه يوجد مكان لإعادة التقدير الاستخباري الأميركي حول النووي الإيراني. وقال مصدر سياسي آخر انه في أعقاب الزيارة، فان الولايات المتحدة تنظر بعين الإيجاب لطلب إسرائيل رفع مستوى العلاقات الإستراتيجية ndash; الأمنية بين الدولتين.
وأيضا كتبت الصحيفة في افتتاحيتها، تشير إلى أنه إذا ما انتخب اوباما، وليس المرشح الجمهوري جون ماكين، الذي تشبه مواقفه مواقف بوش فان الرئيس المنصرف كفيل بان يتخذ وسائل عسكرية حتى في الشهرين والنصف اللذين بين الانتخابات وبين أداء الرئيس الجديد اليمين القانونية.
أما المحلل السياسي عمير ربابورت أعتبر في مقال له في صحيفة معاريف الصادرة اليوم أن العملية العسكرية ضد غزة اقتربت، مشيرًا إلى أن الشتاء مضى والأعياد اليهودية انتهت وبوش سافر والجيش الإسرائيلي جاهزٌ لعملية غزة وكذلك حماس ولم يتبقى أي شيء سوى القرار فهل سيصدر؟
ويقول ربابورت: quot;على أية حال العملية البرية في غزة لا ترمي كما يفترض إلى إعادة احتلال القطاع لمدة طويلة. إسرائيل لا تريد التورط في تحمل عبء الاحتياجات السكانية الفلسطينية هناك وفي المقابل التورط في حرب عصابات في أزقة مخيمات اللاجئين المكتظة، في هذه المرحلة يتحدثون في الجيش عن ممارسة ضغط متزايد على حماس بهدف إجبارها على وقف إطلاق النار المطول تحت الشروط التي تطرحها إسرائيلquot;.
ولكن على رغم أن الجيش الإسرائيلي يقال بأنه تدرب على عملية عسكرية ضد قطاع غزة، فأن القرار النهائي يبقى في يد المجلس الوزاري المصغر، الذي يضطلع في اتخاذ مثل هذه القرارات، وما زال مترددًا حيال هذه القضية الحساسة، حيث يوجد خلافات حادة بين الوزراء في المجلس حول الهدف من العملية ومدتها، والخسائر التي قد تلحق في إسرائيل، سواء في أرواح الجنود، أو تدهور صورتها أمام الرأي العام العالمي.
التعليقات