لندن: تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم موضوع نظرة الغرب إلى إسرائيل واستمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية وفتح تحقيق مستقل في موت أحد العراقيين في البصرة عندما كان معتقلا لدى القوات البريطانية وتطورات الأزمة اللبنانية.
صحيفة الإندبندنت تنشر تعليقا للكاتب أدريان هاملتون في ركن الرأي تحت عنوان: quot;هل يتعين علينا النظر إلى إسرائيل على أنها دولة تربطنا بها quot;صداقة خاصةquot;؟quot;
يقول الكاتب بينما تحتفل إسرائيل بالذكرى الستين لإنشائها بموجب قرار صادر عن الأمم المتحدة، ينظر الفلسطينون إلى الحدث على أنه نكبة حلت بهم.
ويتابع المعلق أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش الذي حل بإسرائيل لمشاركتها احتفالاتها بذكرى قيامها، ربما لن يحضر أي فعاليات ينظمها الفلسطينيون لإحياء الذكرى الستين للنكبة.
ورغم أن كل مواطني إسرائيل تقريبا يقولون إنهم يرغبون في السلام، فإن لا أحد منهم يعتقد أن السلام سيعم المنطقة.
أما الفلسطينيون فإنهم يحلمون بإقامة دولتهم والحصول على المساعدات الاقتصادية رغم إدراكهم أن الغرب سينحاز دائما إلى إسرائيل في حال نشوب أي نزاع بين العرب والإسرائيليين.
وينقل الكاتب عن نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني، قوله بمناسبة الذكرى الستين لقيام إسرائيلquot; إن إسرائيل لم تحظ بصديق في البيت الأبيض أفضل من الرئيس الثالث والأربعين للولايات المتحدةquot; وذلك في إشارة إلى جورج بوش.
ويرى الكاتب أن كلام تشيني لم يجانب الحقيقة إذ أن بوش وتشيني سلما تماما، خلال الخمس سنوات الماضية وتحديدا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، بوجهات نظر إسرائيل المتصلة بحاجاتها الأمنية، وإصرارها على توسيع حدودها ورفضها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم وبلداتهم.
ويمضي الكاتب قائلا إن الإسرائيليين وصفوا توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق بعد تنحيه، بأنه أفضل صديق لهم أنجبته بريطانيا.
ويرى المعلق أن هذا الوصف صحيح بالنظر إلى تأييد بلير لغزو إسرائيل للبنان، مضيفا أن بلير، بالإضافة إلى رغبته في الاصطفاف إلى جانب الموقف الأمريكي، كان يؤمن بحق إسرائيل في غزو لبنان.
ويتابع هاملتون قائلا إن السؤال الذي لا أحد يرغب في طرحه هو هل التزام (الغرب) بالدفاع عن مصالح إسرائيل بشكل كامل لا يزال أمرا مبررا.
ويمضي الكاتب قائلا إن العالم الخارجي يحتاج، بعد ثلاثة أجيال، إلى طرح السؤال التالي على نفسه: هل ينبغي النظر إلى إسرائيل على أنها quot;صديق خاصquot; كما يصفها الرئيس بوش أو ينبغي التعامل معها كحليف مثلما هو الشأن بالنسبة إلى أي حليف آخر في المنطقة مثل مصر والسعودية والأردن.
ويقول الكاتب إن إسرائيل يتعين التعامل معها على أنها دولة شرق أوسطية لها مصالحها الخاصة ومستواها الخاص بها من الفساد وانقساماتها الداخلية وأجندتها الخاصة بها ودورها في تهديد الاستقرار الإقليمي.
ويرى هاملتون أن ضمان أمن إسرايل لا ينبغي أن يكون مبررا للنظر إليها على أنها صديق خاص ومتفرد وquot;ديمقراطيةquot; استثنائية تتماهى مع المصالح الغربية.
في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني، نقرأ في صحيفة الدايلي تلغراف تقريرا لمراسلها في تل أبيب، جوشوا ميتنيك، بعنوان quot; إسرائيل مستعدة لتحدي الولايات المتحدة بشأن بناء مستوطنات في الضفة الغربيةquot;.
يقول المراسل إن إسرائيل تحدت الضغوط الأمريكية وقررت بناء مئات المساكن داخل مستوطنة في الضفة الغربية.
ويتابع أن إيلي ييشي، وهو عضو في مجلس الوزراء الإسرائيلي قال إن الموافقة ستُعطى قريبا لتشييد مئات المساكن الجديدة في مستوطنة quot;بيتار إليتquot; التي تعتبر ثالث أكبر مستوطنة في الضفة، ويسكنها نحو 33 ألف إسرائيلي.
وجاءت هذه التصريحات بعد مضي ساعات على وصول الرئيس بوش إلى إسرائيل لمشاركتها احتفالاتها بالذكرى الستين لقيامها.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن على إسرائيل أن تساعد على إنجاح مباحثات السلام مع الفلسطينيين بإيقاف بناء مساكن جديدة في مستوطنات الضفة الغربية.
وكانت اللجنة الرباعية التي تتألف من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قد حثت إسرائيل على quot;تجميد كل أنشطة الاستيطانquot; التي تقوم بها.