القدس: كشف مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات المتعلقة بالإفراج عن الجنديين الإسرائيليين اللذين يحتجزهما حزب الله منذ عام 2006، أن إسرائيل ترفض أن تشمل صفقة تبادل الأسرى معتقلين فلسطينيين وأنها قد تنسحب من المفاوضات في حال واصل حزب الله إصراره على إدراجهم في الصفقة.
ونقلت صحيفة هآرتس عن المسؤول قوله إن إسرائيل ستجري تقييما استخباراتيا لمعرفة فيما إذا كان بإمكانها إعلان وفاة الجنديين. وكان حزب الله قد اختطف الجنديين أودي غولدويسر وايلداد ريغيف من داخل الحدود الإسرائيلية في 12 يوليو/ تموز عام 2006 مما أدى إلى اندلاع حرب بين الجانبين استمرت 34 يوما. ومنذ انتهاء الحرب، بدأت إسرائيل وحزب الله مفاوضات غير مباشرة بوساطة ألمانية للتوصل إلى صفقة مبادلة الأسرى بينهما.
quot;عرض نهائيquot;
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل قدمت عبر الوسيط الألماني غيرهارد كونارد مؤخرا ما أسمتها بـquot;العرض النهائيquot; والذي يتضمن إطلاق سراح الجنديين أو تسليم جثتيهما في حال وفاتهما مقابل الإفراج عن أسرى لبنانيين وتسليم رفات عناصر من حزب الله مدفونين في إسرائيل، دون الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
ويطالب حزب الله بالإفراج عن أربعة من عناصره أسرتهم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة بالإضافة إلى استلام رفات 10 آخرين من عناصر الحزب فضلا عن إطلاق سراح اللبناني سمير القنطار الذي كان ينتمي إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واعتقلته إسرائيل عام 1976 بتهمة قتل ثلاثة إسرائيليين في مدينة نهاريا.
quot;الكرة في ملعب حزب اللهquot;
ونقلت هآرتس عن المسؤول الإسرائيلي رفيع المستوى قوله إن إسرائيل وصلت إلى أقصى الحدود في المفاوضات وأن الكرة الآن أصبحت في ملعب حزب الله وعلى الحزب أن يقرر موقفه. وكان حزب الله قد أصر طيلة المفاوضات على قضية الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين بالإضافة إلى الأسرى اللبنانيين مقابل الإفراج عن الجنديين.
غير أن المسؤول الإسرائيلي أوضح أن إسرائيل رفضت مطالب حزب الله باعتبار أن تلك الخطوة ستؤدي إلى تقوية موقف الحزب الشيعي بين الفلسطينيين والعالم العربي برمته. وأضاف أن إصرار حزب الله على شمول الأسرى الفلسطينيين في الصفقة سيوصل المفاوضات إلى نهايتها ويجبر إسرائيل على اعتبار أن الجنديين سقطا في أرض المعركة ودفنا في مكان مجهول.
وكانت إسرائيل قد ألمحت خلال الأشهر الماضية أنها قد تضم أسرى فلسطينيين إلى صفقة مبادلة الأسرى مع حزب الله في حال بعث حزب الله بإشارة تدل أنهما لا يزالان على قيد الحياة، وهو أمر يرفضه حزب الله منذ بداية المفاوضات. وفي هذا السياق، قال المسؤول الإسرائيلي إن خبرة إسرائيل من خلال المفاوضات والصفقات الماضية تشير إلى أن حزب الله لن يعطي أي معلومات حول مصير الجنديين إلى أن يتم إبرام الصفقة.
قضية نيسيم ناصر
من جهة أخرى، كشفت صحيفة هآرتس أن إسرائيل تخطط للإفراج عن المواطن الإسرائيلي نيسيم ناصر وترحيله إلى لبنان دون إدراجه في صفقة مبادلة الأسرى مع حزب الله. وكانت إسرائيل قد حكمت على ناصر الذي تحول من الديانة اليهودية إلى الإسلام، بالسجن ست سنوات بتهمة التجسس لحساب حزب الله.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الإسرائيلي قوله إن الحكومة قررت التخلي عن إدراج ناصر في الصفقة بعد قرار وزارة العدل الإسرائيلي عدم وجود مسوغ قانوني لاحتجازه خاصة بعد أن أمضى مدة محكوميته، بالإضافة إلى أنه ليس له قيمة حقيقية في المفاوضات مع حزب الله.
التعليقات