واشنطن: قالت صحيفة لوس أنجليس تايمز في عددها الصادر السبت إن صورة حزب الله اللبناني تراجعت في العالم العربي بعد أن سيطر لفترة وجيزة على بيروت الغربية وخاض اشتباكات مع مليشيات سنية، غير أنه ما زال يتمتع بشعبية في الشارع العربي بسبب مقاومته لإسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن محللين وإعلاميين عرب قولهم إن حزب الله حقق تنازلات من جانب الحكومة اللبنانية بعد الأحداث الأخيرة في لبنان واستطاع أن يحافظ على شعبية كبيرة على الرغم من توجيه سلاحه إلى أبناء بلده. وقد استولى مقاتلو حزب الله هذا الشهر بشكل مؤقت على منطقة بيروت الغربية ذات الغالبية السنية، فيما وصفوه بأنه حماية مشروعة لقوتهم العسكرية من الحكومة اللبنانية التي استهدفت شبكة اتصالات حزب الله الهاتفية وقررت تنحية قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير باعتباره مقربا من حزب الله.

وقد اعتبرت القنوات التلفزيونية المؤيدة للغرب أن quot;احتلالquot; حزب الله لشوارع بيروت هو بمثابة انقلاب عسكري تم بالتعاون مع إيران. وكان حزب الله قد خالف وعداً قطعه في السابق بأنه لن يستخدم قوته العسكرية ضد منافسيه داخل لبنان.

غير أن الصحيفة نقلت عن محللين قولهم إن السرعة التي نفذ بها حزب الله العملية والتسوية السياسية التي تلت ذلك، والتي أعطت الحركة حق استخدام الفيتو ضد قرارات الحكومة في الوقت ذاته الذي عززت فرص منافسيه الانتخابية، أدت إلى حفاظ حزب الله على معظم شعبيته وتهدئة التوترات الطائفية في لبنان.

وقالت الصحيفة إن ما يفيد صورة حزب الله هو العداء العميق في الشارع العربي للولايات المتحدة وحلفائها، والذي كثيراً ما يمتد إلى الحكومة اللبنانية. ونقلت الصحيفة عن محمد المصري، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية في عمان قوله: quot;صحيح أن حزب الله يـُنظر إليه على أنه حام للمصالح الإيرانية، غير أن الحكومة اللبنانية من جهة أخرى فشلت في استقطاب العطف لموقفها بسبب وضع نفسها إلى جانب مشاريع الولايات المتحدة ورؤيتها في المنطقةquot;.

ونقلت الصحيفة عن أمل سعد غريب، وهي كاتبة وباحثة لبنانية مستقلة قولها: quot;لو استمرت الاشتباكات أسبوعا أو أكثر، لتسببت في إشعال الحمية الطائفية، غير أن المنعطف إذا ما نتج عنه تسوية نهائية فإن معظم الناس سيقولون: على الأقل أن هذا الصراع انتهىquot;.