دمشق: أفادت الأنباء الواردة من سوريا باستمرار اشتباكات بدأت الأحد، في منطقة الزبداني، بين سكّان وقوات الأمن احتجاجا على قرار حكومي بإقامة وحدة تنقية مياه. وقال سكّان في المنطقة إنّهم يقضون يومهم الثاني مطوّقين بالكامل، بعد أن أغلقت قوات حفظ النظام quot;جميع الطرق المؤدية إلى مضايا والزبداني، ومنعت دخول المواطنين وخروجهم، بعد أن وضعت حواجز ودوريات أمنية عند جسر بيروت، ودورية عند مفرق مضايا. quot;

ومن جهته، أفاد موقع quot;سوريا للأنباءquot; شبه الحكومي، بأنّ مزارعين في منطقة الزبداني، مصايف مضايا وبقين، اشتبكوا مع قوى حفظ النظام الأحد quot;بعد إقدام المزارعين على حرق الإطارات، وإقامة السواتر الترابية، والتعرض للسيارات العابرة، احتجاجا على قرار الحكومة إقامة الوحدة.quot;

وأضاف الموقع أنّ قوى الأمن وحفظ النظام أغلقت جميع المعابر المؤدية إلى بلدة التكية، التي شهدت أعمال شغب منذ الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الأحد.

ونقل عن أحد كبار ضباط الشرطة المتواجدين في موقع الاشتباكات، قوله: إن quot;سبب اندلاع الاشتباكات هو قرار الحكومة إقامة محطة لتنقية المياه في المنطقة، ما أثار حفيظة أهالي ومزارعي المنطقة، قبل أن يقوموا بإغلاق الطرقات وإقامة السواتر الترابية وإحراق إطارات السيارات.quot;

وتابع ضابط الشرطة الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن quot;قوات حفظ النظام والشرطة سيطرت على الموقف، والاشتباكات قاب قوسين أو أدنى من نهايتهاquot;، نافيا وقوع أية إصابات من الجانبين.

ونقل موقع quot;سوريا للأنباءquot; عن التاجر هزاع عبد العزيز، قوله إن quot; الأحداث انطلقت منذ صباح اليوم (الأحد) بسبب عزم الحكومة إقامة محطة تنقية مياه، مشيرا إلى أن quot;الضرر سيكون كبيرا على المزارعين في حال إقامة المحطة التي ستلقي مخلفاتها في أراضيهم، مما سيقضي على الأرض والشجر مع مرور الأيام.quot;

وأضاف أنّ quot;انبعاث الروائح الكريهة المتأتية من عمل مصفاة تنقية مياه الريّ المعالجة سيؤدي حتما إلى عزوف السياح عن زيارة المنطقة، مما سيقطع مصدر رزق أهالي المنطقة ومزارعيها.quot;

وقال أحد سكان المنطقة في رسالة إلكترونية بعث بها إلى CNN بالعربية إنّ مكان المعمل هو سهل الزبداني، وبالتحديد عند نبع بردى، مما سيؤدي إلى ضرر أولئك الذين يعيشون على السياحة، مضيفا أنّ الاحتجاج بدأ عندما quot;قام شبان غاضبون بإطلاق أعيرتهم من أسلحة رشاشة على مقر فرع للمخابرات.quot;

وأضاف أنّ وزارة الداخلية دفعت أول الأمر بنحو ألف عنصر أمن، قبل أن تعزّزهم بـ200 آخرين بدؤوا، بمجرد وصولهم، في تمشيط المنطقة، وتنفيذ عمليات دهم للمنازل.

كما نقل موقع quot;سوريا للأنباءquot; عن أحد الأهالي الذين اشتركوا في الاشتباكات قوله إن quot;قيام عمال البلدية بتحويل مياه النبع العالية إلى دمشق زاد الطين بلة، quot;ولن نستكين حتى تجاب مطالبنا في إغلاق محطة التنقية وإعادة تحويل المياه إلى المنطقة.quot;

وبدوره، أكّد ساكن آخر في المنطقة في اتصال مع CNN بالعربية أنّ لجنة من وزارتي الري والإدارة المحلية والبيئة حفرت في المنطقة منذ مدة واقترحت إنشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي في موقع سياحي مهم قرب مفرق نبع بردى.quot;

وأضاف أنّ ذلك quot;سيتسبب بكارثة بيئية ستقضي على السياحة في المنطقة، وستدمر كروم مضايا الشهيرة، خصوصاً وأن الحكومة على معرفة بالآثار التي خلفتها محطة عدرا على المنطقة المحيطة بها.quot;

وقال إنّ ما زاد من الأزمة هو قرار quot;سحب مياه آبار المنطقة الصالحة للشرب من أجل تغذية فيلات الصبورة ويعفور.quot;

وأضاف أنّ السلطات المحلية quot;اجتمعت مع ممثلين للسكّان، الذين فوجئوا إثر ذلك، بعد نهاية الاجتماع من دون اتفاق، ببدء العمل في محطة المعالجة بإنشاء قواعد اسمنتية، فعمد الأهالي إلى كسر تلك القواعد، وخرج معظمهم وأغلقوا جميع الطرقات المؤدية إلى الزبداني ومضايا.quot;

وتعدّ مثل هذه الأحداث نادرة الحدوث في سوريا بسبب quot;القبضة الحديديةquot; التي تحكم بها وزارة الداخلية على سير الحياة هناك، وفق مراقبين.

كما تتزامن هذه الأحداث، مع تقارير أفاد بها شهود عيان في اتصال مع CNNبالعربية، تفيد باندلاع مظاهرات في بعض كليات جامعة دمشق، احتجاجا على رفع الرسوم الجامعية.

وكانت الحكومة السورية قد قررت قبل أسبوع زيادة جديدة في الأجور quot;تقضي بإضافة 25 بالمائة إلى الأجور الشهرية المقطوعة للعاملين في المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والجمعيات الحرفية والسكنية والاستهلاكية وجهات القطاع التعاوني الأخرى، وكذلك مبلغ 1300 ليرة سورية زائد 5 بالمائة للعاملين في جميع جهات القطاع الخاص.quot;