طلال سلامة من روما: يخشى المحللون السياسيون هنا إمكانية عودة ايطاليا الى أجواء العنف السياسي الذي عاشته في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي حيث سجل احتقاناً أيديولوجياً حاداً بين التيارات اليسارية واليمينية المتعصبة. ويبدي المحللون عن رأيهم جراء الأحداث الأخيرة، كما المواجهات التي حصلت في جامعة quot;لا سابينساquot; بروما بين بعض الطلاب اليساريين وآخرين من حركة quot;فورتسا نوفاquot; المتعاطفة مع النازيين.

وتشير النتائج التحليلية لهذه الأحداث الى ولادة إشارات عنف تمهيدية ينبغي على حكومة روما تقويضها مهما كان الثمن. فغياب التيار اليساري الراديكالي عن التمثيل البرلماني في الحكومة الجديدة لا يجب أن يشكل عنصراً جديداً ذو علاقة بموجة القلق والترقب الحكومي حيال ما يحصل اليوم لا سيما في الأوساط الجامعية. ولا يمكننا الربط منطقياً بين أحداث العنف وحركة المد والجزر الكلامية(بين كافة الجهات السياسية) المسجلة في المؤسسات الجامعية وغيرها، بصورة مباشرة. فالكفاح السياسي والمعارك الكلامية والجسدية مع الخصوم لا يرتبط بأي تمثيل برلماني إيطالي للحزب الذي يؤيد أيديولوجيا الكفاح السياسي، ان كانت يسارية أم يمينية أم أي شيء آخر.

علاوة على ذلك، تتحرك حكومة برلسكوني لإجراء سلسلة من اللقاءات مع ممثلي تلك الأحزاب اليسارية التي فقدت تمثيلها البرلماني. بمعنى آخر، تريد حكومة روما التأكد من أن العنف السياسي الذي يهدد باجتياح ايطاليا لا علاقة له بزوال التيار اليساري من الحكم. إذ ان هذا التيار ما يزال يحتفظ بتمثيل سياسي متين في بعض الأقاليم والمدن الكبرى هنا فضلاً عن تواجده الدائم في البرلمان الأوروبي.