القدس : يستعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي ينفي ارتكاب اي مخالفات في تحقيق تتصاعد وتيرته لزيارة الولايات المتحدة لمناقشة قضايا تأتي في قلب العلاقات الاميركية الاسرائيلية والصراع في الشرق الاوسط.

وكان الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون زار اسرائيل في يونيو حزيران 1974 في اوج فضيحة ووترجيت ليجد استقبالا رسميا على انغام الموسيقى في صورة تعارضت بشكل كبير مع السخط السياسي الذي خلفه في بلاده. واستقال نيكسون بعد ذلك بشهرين.

وفي ظل ضغوط للاستقالة بسبب تحقيق في اتهامات بالفساد يبدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي يوم الاثنين ما وصفه احد الكتاب الاسرائيليين quot;بجولة الوداعquot; وهي زيارة لواشنطن تستمر ثلاثة ايام يجتمع خلالها مع الرئيس الاميركي جورج بوش.

وبالنسبة للزعيم الاسرائيلي فان الزيارة توفر له فرصة قصيرة لتحويل الانتباه عن اولمرت المشتبه به الى اولمرت رجل الدولة.

ويقول اولمرت (62 عاما) إنه لم يرتكب اي مخالفات لكنه تعهد بالاستقاله من منصبه اذا وجهت اليه اتهامات رسمية.

ويقول ان لديه اشياء مهمة سيناقشها في واشنطن.

وقال اولمرت يوم الاحد quot;اعتقد ان زملائي الوزراء الذين يعملون معي في القضايا الاكثر استراتيجية وحسما بالنسبة لاسرائيل يتفقون على ان هذه الزيارة مهمة للغاية لا سيما فيما يتعلق بمسائل تعد الاساس في وجود اسرائيل.quot;

وكانت اخر مرة اجتمع فيها اولمرت مع بوش قبل اسبوعين وذلك خلال زيارة الرئيس الاميركي الى اسرائيل للمشاركة في احتفالاتها بمرور 60 عاما على قيامها.

وفتحت دعوة تلقاها اولمرت لالقاء كلمة امام المؤتمر السياسي السنوي للجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية وهي جماعة موالية لاسرائيل في واشنطن الطريق امام زيارته للولايات المتحدة.

وقد تمثل الزيارة ايضا فرصة اخيرة لاولمرت وبوش للاجتماع وجها لوجه ومحاولة تسوية بعض المسائل المعلقة.

ومن بين القضايا المؤكد ان تكون على جدول الاعمال برنامج ايران النووي والمحادثات المتعلقة بالدولة الفلسطينية التي يأمل بوش ان تتوصل الى اتفاق قبل ان يغادر منصبه ولكن قد تعوقها الاضطرابات السياسية في اسرائيل والعنف بين اسرائيل وغزة.

وينوي اولمرت ايضا الاجتماع مع جون مكين مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية وكذلك المتنافسين الديمقراطيين باراك اوباما وهيلاري كلينتون. ومن المقرر ان يتحدث الثلاثاء امام المؤتمر.

واعترفت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض يوم الخميس بان التحقيق ضد اولمرت يسحب بعض الاهتمام من هدف بوش المتمثل في التوسط من اجل السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال الاشهر السبعة القادمة.

وفي تصريحات للصحفيين اشارت على ما يبدو الى ان بوش سيتجنب التعليق على التحقيق الاسرائيلي قائلة quot;يعتقد الرئيس ان السياسة الاسرائيلية مسألة سيتعين على الاسرائيليين التعامل معها.quot;

وعشية زيارته للقدس الشهر الماضي وصف بوش عن قصد اولمرت بانه quot; رجل شريفquot; في اول اشارة له الى الفضيحة الاسرائيلية.

ومنذ تلك الرحلة استمعت محكمة في القدس الى شهادة من رجل اعمال أميركي قال انه اعطى اولمرت 150 الف دولار في مظاريف تحتوي على النقود وقروضا قبل ان يتولى السياسي الاسرائيلي المخضرم منصب رئيس الوزراء في عام 2006.

ووصف اولمرت الاموال التي تلقاها من رجل الاعمال موريس تالانسكي المقيم في نيويورك بانها مساهمات مشروعة لحملاته الانتخابية. ولم يستجوب محاموه تالانسكي (75 عاما) حتى الان.

وبعد الادلاء بشهادته دعا حزب العمل بزعامة وزير الدفاع ايهود باراك الشريك الرئيسي لاولمرت في الائتلاف رئيس الوزراء الى التنحي عن منصبه وهدد بفرض انتخابات عامة مبكرة دون ان يحدد موعدا نهائيا.

ومن الامور التي تزعج اولمرت بشكل مباشر تلك الجهود التي يبذلها منافسوه بزعامة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في حزب كديما الذي يتزعمه لاقناع القيادة الداخلية باختيار خليفة له.

وقالت مصادر في حزب كديما ان اولمرت يريد ان يرجيء الحزب اي تصويت من هذا النوع لعدة اشهر على امل ان يجتاز بسلام التحقيق الذي تجريه معه الشرطة.