عباس إثر اجتماعه مع مبارك :
ليس أمامنا بديل عن التهدئة مع إسرائيل والمصالحة الفلسطينية

نبيل شرف الدين من القاهرة : عقب مباحثات أجراها في القاهرة اليوم الثلاثاء مع الرئيس المصري حسني مبارك، قال محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية إنها تطرقت إلى مناقشة سبل تحقيق الحوار والتهدئة بين أبناء الشعب الفلسطيني ، موضحًا أن المحادثات تركزت حول ضرورة استمرار الجهود المصري من اجل التهدئة لأنه ليس هناك من بديل لنا عن هذا التوجه .

وفي معرض تعليقه عما يتردد عن اعتزام إسرائيل القيام بعملية عسكرية ضد قطاع غزة وانه قد تم اطلاعه على ذلك، أكد الرئيس الفلسطيني انه لا علم له على الاطلاق عن أمر كهذا، معربًا عن اعتقاده بأن الإسرائيليين اذا أرادوا فعل شيء فلن يبلغوننا به ، ونحن بالطبع لن نقبل بشيء كهذا، بل إننا دعونا وما زلنا نصر على أن الطريق الوحيد للتعامل مع الوضع في غزة هو الحوار ، وهو الامر الذي تقوم به مصر منذ فترة طويلة.

وبشأن جهود المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، وما يتردد من أنباء عن عقد لقاء ثنائي مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، قال محمود عباس إنه ليس هناك لقاءات ثنائية بينه وبين خالد مشعل، موضحًا أن المشكلة ليست مشكلة شخصية أو حتى غير شخصية بينه وبين خالد مشعل.

وحول إمكانية قيامه بزيارة إلى قطاع غزة بوصفه رئيسًا لكل الفلسطينيين لدعم مبادرته للحوار الوطني، قال عباس إن أحدًا لا يستطيع أن يمنعنا من الذهاب إلى غزة، فهي جزء من أرضنا ونحن نصر على أن تكون جزءًا من أرض الدولة الفلسطينية.

حماس والسنغال

ومضى رئيس السلطة الفلسطينية قائلاً quot;إننا طرحنا مبادرة باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، موضحًا أن اللجنة وبكامل أعضائها وفصائلها هي المسؤولة عن أي خطوة من خطوات الحوار تجاه الجميع، وبالتالي فالقضية ليست ثنائية أو شخصيةquot;.

وعما إذا كان قد جرى الاتفاق مع حماس على وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين حركتي فتح وحماس، كمقدمة للدخول في حوار حقيقي استجابة لمبادرته الاخيرة، قال عباس quot;لقد أثير حديث قبل إطلاق هذه المبادرة واثنائها حول وقف الحملات الإعلامية، إن الذي يبادر بالحملات الإعلامية هي حماس، ولذلك قلنا لهم أوقفوا ذلك وستجدون أن ردود الفعل قد تلاشت. وقد أكدنا على ذلك عندما أعلنوا أنهم سيوقفون الحملات الإعلامية، فنحن لا يسرنا مطلقًا أن نستمر في تقاذف السباب بيننا وبين حماسquot; .

وقال أبو مازن quot;لقد طرحنا منذ نحو أسبوع مبادرة للحوار الوطني لقيت قبولاً عامًا كما سمعت، وأرجو أن تكون هذه المبادرة فاتحة خير لإنهاء الفرقة الفلسطينية قريبًاquot;. وحول ما يتردد عن قرب عقد محادثات ثلاثية فلسطينية إسرائيلية أميركية لدفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أشار أبو مازن إلى أن مثل هذه اللقاءات الثلاثية تحدث كثيرًا، وعندما ستأتي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزارايس للمنطقة خلال أيام سيكون هناك عدد من اللقاءات الثلاثية بيننا وبين الأميركيين وبيننا وبين الإسرائيليين، واضاف أنه ليس سر أن الولايات المتحدة ترعى المفاوضات .

وحول سبب اختياره لان تكون السنغال مكانًا للقاء بين ممثلي فتح وحماس، قال الرئيس الفلسطيني quot;إننا لم نختر ذلك ولكن خلال القمة الإسلامية الاخيرة طلب الرئيس السنغالي عبدالله واد بصفته رئيسا للقمة أن يبذل جهدًا... ونحن من جانبنا نرحب بأي جهد عربي أو اسلامي أو دولي في هذا الخصوص، وأوضح أن quot;الرئيس السنغالي بعث بأحد وزرائه إلينا لهذا الغرض وطلب منا ارسال مبعوث.. وقد أرسلنا هذا المبعوث بالفعل ليشرح موقفنا وذلك قبيل وأثناء مبادرة الحوار الوطني وقد أرسل الاخوة في السنغال طلبًا مماثلاً كذلك للاخوة في حماس.. ولكن الوفدين لم يتفاوضا وإنما التقيا وسمعا أفكارًا من الرئيس السنغالي حملها مبعوثنا إلى السنغال حكمت زيدquot; .


هنية يلزم الحذر بشأن مصالحة مع عباس

غزة : هون زعيم حركة حماس في قطاع غزة اسماعيل هنية يوم الاثنين من فرص حدوث مصالحة سريعة مع فصيل فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.وقال هنية الذي أقاله عباس كرئيس لحكومة وحدة قادتها حماس في يونيو حزيران الماضي بعدما تغلبت الحركة الاسلامية على حركة فتح العلمانية في قطاع غزة quot; الطريق ما زالت في بدايتها الاولى وربما تكون طويلة.quot;

ودعا عباس الاسبوع الماضي الى quot;حوار وطني وشاملquot; وهو ما لقي ترحيبا من هنية رغم ان مساعدين لعباس قالوا انه لا تغيير في طلبه بأن تتخلى حماس عن السيطرة على قطاع غزة.وقال هنية في تصريحات للصحفيين أثناء تفقده للجان امتحانات الثانوية العامة في غزة ان اي حوار يجب ان يكون quot;بلا شروط.. بلا غالب ولا مغلوب.quot;واشار هنية الى المقاومة من جانب اسرائيل كعامل قد يؤخر المصالحة.

ويضغط الرئيس الامريكي جورج بوش على عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لابرام اتفاق بشأن قيام دولة فلسطينية هذا العام. لكن اسرائيل تقول إنها قد تراجع علاقاتها مع عباس اذا اصلح علاقاته مع حماس التي ترفض نبذ العنف او الاعتراف بالدولة اليهودية.

ويتزامن تصاعد الجدل بشأن العلاقات بين حماس وحركة فتح مع احياء الفلسطينيين لذكرى استيلاء اسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 1967 ومع الذكرى الاولى للقتال الذي تغلب فيه الاسلاميون على قوات فتح في غزة ليسيطروا على القطاع.

وعرقل الانقسام جهود عباس للتفاوض على قيام دولة فلسطينية في المحادثات التي تدور برعاية امريكية مع اسرائيل رغم ان هذا الانقسام وضع نهاية للعقوبات الغربية على الضفة الغربية التي تديرها حركة فتح بعدما أقال عباس الحكومة التي تقودها حماس.

ويقول مساعدون لعباس إن الرئيس يريد اجراء نقاش بشأن تنفيذ مبادرة دبلوماسية يمنية حديثة دعت الى تخلي حماس عن قطاع غزة وليس اجراء نقاش بشأن تنازلات متبادلة.

ويرى بعض المحللين أن تجديد عباس دعوته للدول العربية للتوسط في انهاء الانقسام بين فتح وحماس جزء من استراتيجية لتعزيز موقفه داخليا في مواجهة انتقاد متزايد بشأن احتمالات التوصل الى اتفاق هذا العام لاقامة دولة فلسطينية.

وقال مسؤول اسرائيلي كبير ان اسرائيل تعتقد ان حديث عباس عن المصالحة يهدف لزيادة الضغط على اسرائيل والولايات المتحدة لتجنب عملية عسكرية اسرائيلية كبيرة في قطاع غزة.