مسؤول لبناني يتوقع تبادل وشيك للاسرى مع حزب الله
إسرائيل تدعو مجدداً الى مفاوضات مباشرة مع لبنان

القدس-بيروت: دعت اسرائيل مجددا الاربعاء الى مفاوضات مباشرة مع لبنان موضحة انها مستعدة لبحث مجمل نقاط الخلاف وذلك بعد اسبوع على رفض بيروت اقتراحا اول قدمته الدولة العبرية. وقال مارك ريغيف الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود quot; نحن نؤيد مفاوضات مباشرة وثنائية يمكن خلالها التطرق الى كل نقاط الخلاف quot;. والاربعاء الماضي، رفض رئيس الحكومة اللبنانية المكلف فؤاد السنيورة دعوة نظيره الاسرائيلي الى مفاوضات quot; ثنائية quot; مؤكدا ان المواضيع العالقة، ومن ابرزها قضية مزارع شبعا، خاضعة لقرارات دولية.

ويأتي هذا الاقتراح الاسرائيلي الجديد في اوج فترة من الحركة الدبلوماسية الكثيفة حيث توصلت اسرائيل وحماس الثلاثاء الى تهدئة لاعمال العنف في قطاع غزة فيما استأنفت اسرائيل وسوريا منذ اسابيع مفاوضات سلام غير مباشرة بوساطة تركية.

واسرائيل ولبنان في حالة حرب رسميا منذ العام 1948 رغم اتفاق هدنة وقع العام 1949. وتقع مزارع شبعا عند تقاطع الحدود بين اسرائيل وسوريا ولبنان وكانت الدولة العبرية احتلتها لدى احتلالها هضبة الجولان السورية عام 1967.

ولم تنسحب اسرائيل من هذه المزارع عندما انسحبت من جنوب لبنان في ايار/مايو 2000. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اكدت الاثنين من بيروت ان بلادها تعتبر ان الوقت حان لتسوية قضية مزارع شبعا المتنازع عليها. وقالت رايس اثر اجتماعها برئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة خلال زيارة مفاجئة قامت بها الاثنين للعاصمة اللبنانية استغرقت خمس ساعات quot;تعتبر الولايات المتحدة ان الوقت حان لتسوية قضية مزارع شبعا (...) في شكل مطابق للقرار 1701quot; الصادر العام 2006 والذي توقفت بموجبه الاعمال العسكرية بين اسرائيل وحزب الله.

واضافت رايس quot;ننوي ان نطلب من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان يولي هذه المسألة دعمه وجهوده، وعلى ما اظن فانه سيكثف جهوده في هذا الخصوص من اجل احترام القرار 1701quot;. وكان السنيورة اكد ان الخطوة الاولى لحل هذه القضية هي quot;اعتماد الحل المنصوص عنه في النقاط السبع والداعي الى انسحاب اسرائيل من هذه الارض ووضعها تحت السلطة الموقتة للامم المتحدة في انتظار ترسيم الحدود النهائي بين سوريا ولبنانquot;.

والنقاط السبع هي تلك التي وضعها السنيورة كقاعدة للحل قبل صدور القرار 1701. وكان السنيورة رفض دعوة نظيره الاسرائيلي ايهود اولمرت الى مفاوضات quot;ثنائيةquot; مؤكدا ان المواضيع العالقة، وابرزها قضية مزارع شبعا، خاضعة لقرارات دولية. وقال السنيورة في بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء quot;المواضيع الثنائية العالقة بين لبنان واسرائيل محكومة بقرارت دولية ملزمة لاسرائيل، لا سيما القرارين 425 و1701، وهي غير خاضعة للتفاوض السياسيquot;.

واكد ان quot;انسحاب اسرائيل من الاراضي التي ما زالت تحتلها في لبنان هو لزام عليها، فضلا عن احترام سيادة لبنان على ارضه ومياهه واستعادة اسراه وتسلم كامل خرائط الالغام والقنابل العنقودية، وفقا للقرارات الدولية المشار اليها آنفاquot;. الى ذلك توقع مسؤول لبناني الاربعاء تبادلا وشيكا للاسرى بين اسرائيل وحزب الله، موضحا ان الحزب سيفرج عن جنديين اسرائيليين كان اسرهما العام 2006 مقابل العديد من ناشطيه. وقال هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته quot;اذا لم تطرأ عوائق في اللحظة الاخيرة، نتوقع ان تفرج اسرائيل قريبا عما بين سبعة وعشرة اسرى اضافة الى تسليم رفات عشرة مقاتلين اخرين من حزب اللهquot;.

واضاف ان اثنين من المفرج عنهم قد لا يكونان من ناشطي حزب الله ويمكن ان تتم عملية التبادل في المانيا. واسر حزب الله الجنديين الداد ريغيف وايهود غولدفاسر عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية في تموز/يوليو 2006. وادى اسرهما الى اندلاع نزاع عسكري واسع بين الجانبين استمر 33 يوما.

ومذاك، تخوض الدولة العبرية وحزب الله مفاوضات عبر وسيط الماني لتبادل الاسرى. ويرفض حزب الله تحديد ما اذا كان الجنديان قضيا او لا يزالان على قيد الحياة. والتقى عوفر ديكيل موفد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في المفاوضات حول الجنديين الاربعاء، عائلات الجنديين quot;لابلاغهم التطورات الاخيرة المتصلة بالمفاوضاتquot;، وفق ما اكد مسؤول اسرائيلي كبير.

وقال مسؤول اخر يشارك في المفاوضات ان عملية التبادل quot;لن تتم خلال الايام المقبلةquot;. وفي اول حزيران/يونيو، سلم حزب الله رفات جنود اسرائيليين قضوا في نزاع 2006 مقابل الافراج عن الاسير اللبناني نسيم نسر. وحصلت عملية التبادل الاكبر بين الجانبين في كانون الثاني/يناير 2004 مع الافراج عن 400 اسير لبناني وعربي مقابل تسليم رفات ثلاثة جنود اسرائيليين واسرائيلي رابع وصف بانه quot;جاسوسquot; لحساب حزب الله.

وفي تشرين الاول/اكتوبر 2007، سلمت اسرائيل اسيرا ورفات ناشطين اثنين في التنظيم الشيعي مقابل رفات اسرائيلي ومعلومات عن الطيار الاسرائيلي المفقود رون اراد. ولا تزال اسرائيل تطالب بمعرفة مصير اراد الذي اسقطت طائرته فوق جنوب لبنان العام 1986. وقد اسره ناشطون لبنانيون ينتمون الى حركة امل الشيعية قرب مدينة صيدا قبل ان يفقد اثره.