نيودلهي : تجتمع الحكومة الهندية وحلفاؤها الشيوعيون يوم الأربعاء بشأن اتفاق نووي مدني مع الولايات المتحدة في محادثات ربما تقرر ما اذا كان اتفاق الطاقة المثير للجدل ام الائتلاف الحاكم هو الذي سيبقى.

ويقول الشيوعيون الذين يؤيدون الائتلاف الحاكم في البرلمان انهم سيسقطون الحكومة اذا مضت قدما في الاتفاق وهو تهديد دفع في العام الماضي ائتلاف رئيس الوزراء مانموهان سينغ الى تأجيل مواجهة بشأن الاتفاق.

ويوجد اعضاء في الحكومة الائتلافية من غير الشيوعيين يشعرون بالقلق من ان ارتفاع معدل التضخم الى أعلى مستوى في 13 عاما ربما يدمر فرص اعادة انتخابهم في أي انتخابات مبكرة ويمارسون ضغوطا على سينغ لتجنب مواجهة سياسية وتأجيل الاتفاق.

لكن سينغ متردد في التخلي علانية عن اتفاق استثمر فيه الكثير من سمعته الشخصية مما اثار تكهنات في وسائل الاعلام الى انه مستعد الان للتضحية بحكومة يسيطر عليها حزب المؤتمر قبل اقل من عام من موعد الانتخابات.

وقال الزعيم الشيوعي نيلوتبال باسو quot;ليس هناك شك في ان الاجتماع بالغ الاهمية ونتوقع من حزب المؤتمر ان يعلن رسميا قراره.quot;

وقال سينغ ان الاتفاق اساسي لانهاء عزلة الهند الطويلة عن التجارة النووية المدنية العالمية ووصف وزيرالخارجية براناب مخيرجي الاتفاق بأنه quot;أكثر الوسائل امكانيةquot; لتحقيق امن الطاقة لثالث أكبر اقتصاد في اسيا.

ويزعم الشيوعيون ان الاتفاق الذي قد يعطي للهند امكانية الحصول على وقود نووي وتكنولوجيا نووية من الولايات المتحدة سيضر باستقلال السياسة الخارجية وامن الهند.

وقلل حزب المؤتمر من الاهمية السياسية للاتفاق قائلا انه قضية واحدة ضمن العديد من القضايا.

وقال فيرابا مويلي وهو من كبار زعماء حزب المؤتمر quot;رئيس الوزراء قال بصفة قاطعة ان الاتفاق النووي برنامج مهم لكن مستقبل الحكومة لا يعتمد على الاتفاق النووي وحده.quot;

وبينما ينفد الوقت فان الاتفاق يحتاج الى موافقات من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة الموردين النوويين المؤلفة من 45 عضوا.

وبعد ذلك يتعين احالة الاتفاق الى الكونجرس الامريكي لاعطاء موافقته النهائية عليه. لكن ربما يصبح الوقت متأخرا جدا مع استعداد الولايات المتحدة لانتخابات الرئاسة.

وقال توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية quot;الحقيقة بالطبع هي ان كل يوم يمر يعني انقضاء يوم من عمل الكونجرس لاتخاذ قرار.quot;

وقال quot;وبالتالي تزداد الامور صعوبة كل يوم يتأخر فيه هذا الاتفاق.quot; ويقول بعض المحللين ان الشيوعيين قد يسمحوا للحكومة بالتفاوض على اتفاقية امان خاصة بالهند مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعدم السماح بانتقال الاتفاي الى أي مستوى اخر.

وسيوفر هذا الاجراء بعض الوقت للحكومة ويتجنب اجراء انتخابات مبكرة.

ويقول محللون ان اجراء انتخابات مبكرة مسألة محتملة اذا استقال سينغ لكن حزبه قد يجد ايضا رئيس وزراء مؤقتا اذا اراد الاستمرار في السلطة حتي نهاية ولايته.