نيويورك: أدانت بريطانيا والولايات المتحدة كلا من روسيا و الصين على نقضهما لقرار مجلس الأمن الخاص بفرض عقوبات على الحكومة الزيمبابوية.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند إن موقف البلدين غير مفهوم خاصة في ضوء تصريحات روسية سابقة تدعم أي إجراءات أكثر صرامة إزاء زيمباوي. وقال مليباند إن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف وعد خلال قمة الثماني الاخيرة بتأييد القرار.
هذا فيما قال زلماي خليلزاد مندوب الولايات المتحدة إن الفيتو الروسي يثير شكوكا حول امكانية الاعتماد على روسيا كشريك.
من جانبهما قالت روسيا و الصين إنهما عارضا القرار بسبب عدم تهديد زيمباوي للاستقرار الدولي.
وقال المندوب الروسي فيتالي تشوركين إن فرض عقوبات على زيمبابوي كان سيجعل الامم المتحدة تتجاوز صلاحياتها.
ودافعت الصين عن موقفها بالقول إن فرض عقوبات جديدة على حكومة زيمبابوي سيكون من شأنه زيادة الوضع تعقيدا.
وقال ليو جيانشاو الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية: quot;إن فرض عقوبات على زيمبابوي في الظروف الراهنة لن يساعد في تشجيع الاطراف المختلفة في ذلك البلد على الانخراط في حوار سياسي مثمر، بل بالعكس، ستزيد العقوبات الوضع في زيمبابوي تعقيدا.quot;
واضاف الناطق الصيني: quot;على المجتمع الدولي ابداء المساعدة البناءة للجهود التي يبذلها الاتحاد الافريقي وحكومة جنوب افريقيا، وتجنب اتخاذ المواقف التي قد تنعكس سلبا على فرص اطلاق الحوار (بين الحكومة الزيمبابوية والمعارضة).quot;
وأعرب سفير زيمباوي لدى الأمم المتحدة عن سعادته لرؤيته ما أسماه فشل quot;مؤامرةquot; الولايات المتحدة و بريطانيا.
ويقول مراسل بي بي سي في مقر الامم المتحدة بنيويورك إن اخفاق مجلس الامن في اصدار القرار يعتبر ضربة قوية للولايات المتحدة وبريطانيا.
وكان من المقرر أن يفرض القرار -في حال تمريره- حظراً على الأسلحة إلى زيمبابوي وقيوداً مالية وأخرى على سفر الرئيس روبرت موجابي وثلاثة عشر مسؤولاً آخرين. كما دعت صيغة القرار إلى تعيين مبعوث خاص إلى زيمبابوي.
وصوتت تسع دول لصالح القرار مقابل خمس معارضة بما فيها روسيا والصين، بينما امتنعت دولة واحدة عن التصويت.
وقال المندوب البريطاني لدى الامم المتحدة جون ساورز عقب التصويت إن الامم المتحدة قد تقاعست عن اداء واجبها.
وقد صوتت جنوب افريقيا، التي تضطلع بمهمة الوساطة بين الحكومة الزيمبابوية والمعارضة، ضد القرار ايضا.
وكانت نتائج الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي اجريت في التاسع والعشرين من مارس/آذار قد اسفرت عن تفوق زعيم المعارضة مورجان تسفانجيراي على الرئيس روبرت موجابي، الا ان نسبة الفوز لم تكن كافية لتفادي جولة ثانية من التصويت.
وتقول المعارضة، الحركة من أجل التغيير الديمقراطي، إن التزوير حرم مرشحها من آلاف الأصوات، وأنه كان يتعين إعلان الفوز الحاسم لتسفانجيراي منذ الدورة الأولى.
وكان مرشح المعارضة مورجان تسفانجراي قد انسحب من السباق بسبب ما قال عنها quot;أعمال العنفquot; التي تُرتكب بحق أنصاره.
وتقول المعارضة إن 113 من أنصارها لقوا حتفهم منذ مارس الماضي بينما فقد 5 آلاف آخرين كما تم تشريد نحو 200 ألف.
روسيا .. الوضع في زيمبابوي لا يتطلب فرض عقوبات ضدها

بينما قالت روسيا الاتحادية ان الوضع في زيمبابوي لا يهدد السلم والاستقرار الاقليمي أو الدولي ولا يتطلب فرض عقوبات ضد هذا البلد الافريقي.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان وزع هنا اليوم أن روسيا صوتت ضد مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن الدولي ايمانا منها بأن الوضع في زيمبابوي لا يشكل خطرا على الأمن الاقليمي أو العالمي.
وأعرب البيان عن القناعة بضرورة ايجاد حلول للمشاكل في زيمبابوي عن طريق الحوار بين السلطات والمعارضة هناك.
وبرر البيان عدم تصويت موسكو لصالح مشروع القرار الأمريكي رغبة منها في الحيلولة دون خلق سابقة خطيرة تسمح لمجلس الأمن الدولي بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة