واشنطن،انقرة : رأى محللون ان قرار ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش المشاركة في المحادثات النووية التي تجري بين الدول الكبرى وايران تشبه الخطوات التي اتخذتها بشان كوريا الشمالية وتظهر تحولا عن سياسة تصنيف ايران ضمن quot;محور الشرquot;.

ومن المقرر ان يلتقي وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الاميركية، والدبلوماسي الثالث في الخارجية الاميركية، مع كبير المفاوضين في الملف النووي الايراني سعيد جليلي في جنيف السبت في مهمة تهدف الى تاكيد المطالب الدولية بوقف ايران عمليات تخصيب اليورانيوم، حسب مسؤولين اميركيين.

ورغم ان الولايات المتحدة اكدت مرارا في السابق على ضرورة ان توقف ايران عمليات تخصيب اليورانيوم قبل ان تجري اي لقاء مع مسؤوليها في الملف النووي، الا ان محللين يقولون ان مسؤولين في ادارة جورج بوش تخلوا عمليا عن شروطهم المسبقة.

وذكر الخبير جوزف سيرينكيون لوكالة فرانس برس quot;هذا تحول دراماتيكي من قبل ادارة بوش. وهو يشبه تحولها تجاه كوريا الشمالية في عام 2006quot;.

وفي تشرين الاول/اكتوبر 2006 اعلنت الولايات المتحدة عن العودة الى المحادثات السداسية بشان الملف النووي لكوريا الشمالية بعد ان كانت تتبنى نهجا متشددا فشل في منع الدولة الشيوعية من اجراء اول تجربة نووية لها.

ويؤكد سيرينكيون رئيس صندوق quot;بلوشيرزquot; الذي يدعو الى نشر السلام، انه في كلتا الحالتين quot;فقد رفضت الادارة الاميركية في السابق اجراء محادثات مباشرة مع خصومهاquot;.

واضاف quot;ولكن وفور ان اجروا محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية، قاد ذلك الى انفراج ربما احدث تغيرا دائما في برنامج كوريا الشمالية النوويquot;.

وفي اعقاب الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل اليه العام الماضي في المحادثات السداسية، اتخذت كوريا الشمالية الشهر الماضي خطوات لتفكيك برنامجها لانتاج البلوتونيوم الذي يستخدم في صنع الاسلحة النووية حيث قدمت كشفا جزئيا عن برامجها النووية ووعدت بانهاء عملية تفكيك المفاعل.

ورغم ان الادارة الاميركية تقر بان كوريا الشمالية لا تزال بعيدة عن التفكيك الكامل لبرنامجها النووي، الا انها لم تعد تذعن للمحافظين الاميركيين الذي يطالبون بعزل بيونغ يانغ.

وقال سيرينكيون quot;من بداية تولي الادارة الاميركية الحالية السلطة، كان هناك صراع بين البراغماتيين المستعدين للتفاوض مع كوريا الشمالية وايران، والمتشددين الذي يحاولون الاطاحة بالنظامينquot;.

واضاف quot;وفي النهاية انتصر البراغماتيون فيما يخص كوريا الشمالية في العامين الماضيين، والان يبدو ان موقفهم هو المهيمن بالنسبة لايرانquot;.

وذكر مسؤولون اميركيون ان وزيرة الخارجية الاميركية استشارت الرئيس الاميركي قبل ان تقرر ارسال بيرنز الى جنيف.

وفي كانون الثاني/يناير 2002 وصف بوش ايران والعراق وكوريا الشمالية بانها دول quot;محور الشرquot;.

وصرحت سوزان مالوني خبيرة السياسة السابقة للشؤون الايرانية في الخارجية الاميركية لفرانس برس ان الخطوة الدبلوماسية الاميركية الجديدة مهمة الا انها تاتي في اطار سلسلة من الخطوات المتعثرة لادخال ايران في مفاوضات بشان برنامجها النووي.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن على وشك ان تطبق على طهران نفس النهج الذي استخدمته مع بيونغ يونغ، قالت مالوني الخبيرة في معهد بروكنغز quot;لا ادري ان كنا قد وصلنا الى تغيير حاسم في هذه المرحلةquot;.

وقالت ان قرار واشنطن ارسال بيرنز الى جنيف ولكن منعه من التفاوض مع ايران quot;يبدو لي عائقا سخيفا تضعه الادارةquot; يمكن ان يحول دون التوصل الى نتائج.

واضافت quot;ولكن مع ذلك فان الجلوس بشكل مباشر مع دبلوماسي ايراني يعد تحسنا هائلاquot;.

اما المحللة تريتا باريسي من واشنطن فقالت ان الادارة الاميركية ادركت ان استراتيجيتها quot;في الاصرار على وضع شروط مسبقة تاتي بنتائج عكسية وادت الى تدهور وضع كان سيئا في الاساسquot;.

واضافت انه في الوقت ذاته فان المتشددين السياسيين quot;يغادرون الادارة الاميركية واحدا تلو الاخر، مما يتيح الفرصة للدبلوماسيين بالبدء في اخذ زمام الامورquot;.

وقالت بارسي رئيسة المجلس الايراني الاميركي الوطني ان quot;هذا من بين الاسباب التي جعلتنا نرى تغييرا في السياسة الاميركية تجاه كوريا الشمالية، وبدأنا نرى تغيرا في الموقف تجاه ايران كذلكquot;.

ورغم اشادتها بالخطوة الاميركية، الا ان بارسي اعربت عن شكها في احتمال ان توافق ايران على التفاوض على الوقف التام لعمليات تخصيب اليورانيوم اذا واصلت الولايات المتحدة اصراراها على انهاء برامج التخصيب بدلا من الحد منه.

وصرح شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الاميركية للصحافيين ان المقارنة بين ايران وكوريا الشمالية ليست دقيقة.

واضاف quot;اذا كنت تحاول معالجة قضية صعبة، فانه من الضروري التاكيد على مختلف التاثيرات الايجابية والسلبية لبعض القرارات التي يتخذها الطرف المعني - كوريا الشمالية في حالة وايران في حالة اخرىquot;.

تركيا تسعى لحل الازمة النووية الايرانية

الى ذلك اكد وزير خارجية تركيا علي باباجان الخميس ان تركيا تبذل جهودا quot;مكثفةquot; للمساعدة على حل الازمة الدولية بشان برنامج ايران النووي.وقال ان انقرة تجري اتصالات وثيقة مع جارتها الشرقية ايران والدول الست العظمى التي عرضت على طهران مجموعة حوافز مقابل وقف عملياتها لتخصيب اليورانيوم، التي يخشى الغرب ان تؤدي الى امتلاك الجمهورية الاسلامية اسلحة نووية.

وصرح باباجان في مؤتمر صحافي مع جين بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الزائر ان quot;اقامة علاقات جيدة مع كافة الاطراف يلقي على عاتق تركيا واجب المساعدة على الحوارquot;.

واضاف quot;نجري محادثات مع الجانبين حول كافة جوانب مجموعة الحوافز (..) واجرينا اتصالات مكثفة طوال الشهر الماضيquot;.

وفي وقت سابق الخميس، التقى باباجان مستشار الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي قبل زيارة وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى انقرة الجمعة.

وفي تغيير كبير، قررت واشنطن ارسال وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الاميركية الى جنيف للمشاركة في اجتماع يعقده السبت مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين في الملف النووي الايراني سعيد جليلي.

وقدمت الدول العظمى الى ايران الشهر الماضي عرضا يتضمن اجراء مفاوضات شاملة حول مجموعة حوافز تكنولوجية في حال علقت ايران عملياتها لتخصيب اليورانيوم.