دمشق: أشادت وسائل الإعلام السورية بنتائج زيارة الرئيس بشار الأسد إلى طهران وشددت على أن العلاقة بين البلدين هي علاقة quot;أكثر من استراتيجيةquot;، وعلى quot;أهمية الخيار السوريquot; في حل مشكلات المنطقة. واتهمت صحيفة (تشرين) شبه الرسمية إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء quot;محاولات التشويشquot; على العلاقات السورية الإيرانية، وقالت إن هذه الدوافع quot;التخريبيةquot; تشكل في الواقع quot;عامل دعم لعلاقات البلدين لتكون أكثر من استراتيجيةquot;، على حد وصفها.

وأضافت الصحيفة quot;إن إسرائيل وبعض الإعلام الغربي لا يكفون عن التشويش على العلاقات السورية الإيرانيةquot;، وقالت إنهم quot;يبثون الأكاذيب ويضعون الألغام ويقولون ما لا يقبله عقلquot;، وشددت على أن العلاقة بين دمشق وطهران هي علاقة quot;استراتيجية وعصية على الأخذ، لأنها تقوم على مصالح متبادلة ومشتركة، وعلى ثوابت وطنية سورية، وعلى قناعة راسخة لدى البلدين بأهمية العمل المشتركquot;. وأكّدت ثبات موقف دمشق ونفت انتمائها إلى الذين quot;يبدّلون ثوابتهم وقناعاتهم وسياساتهم حسب الطلبquot;، فهي quot;لا تساوم ولا تخضع للضغوط، وأن لا أحد في هذه الدنيا يمكنه أن يفرض على سورية ما لا تريدquot;، وفق الصحيفة.

فيما قالت صحيفة (الثورة) الحكومية بقلم رئيس تحريرها أسعد عبود أن quot;الاعتماد على الدور السوري لحل مشكلات المنطقة يقتضي بالضرورة اعتماد الأدوات التي تفضلها سورية، وفي مقدمتها الحوار لحل كل المشكلاتquot;. وقللت من شأن الملف النووي الإيراني وقالت إن إسرائيل والولايات المتحدة هي التي quot;عقّدتquot; هذا الملف، وبدأت تبحث عن حلول له.

ورغم أنها أكّدت ما قاله الرئيس بشار الأسد بأن بلاده ليست وسيطاً بين الغرب وإيران فيما يتعلق بملفها النووي، إلا أنها رأت أن سورية quot;قادرة على المساعدة في إيضاح الرؤية السلمية لإيران المرتبطة ببرنامجها النوويquot;، وطالبت الغرب quot;بتفهمquot; وجهة النظر الإيرانية.

وكانت زيارة الأسد استحوزت على العناوين الرئيسية لجميع الصحف الرسمية السورية، وأبرزت البيان الختامي للزيارة والذي أكّد على أهمية quot;تعزيز وتطوير العلاقات الأخويةquot;، وquot;اتفاق وجهات نظر الجانبينquot;، وشدد على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، ووضع حد لسياسات الاحتلال والاستيطان والعدوان الإسرائيلي، وتحقيق الأمن والاستقرار في العراق، ودعم مسيرة الوفاق الوطني اللبناني، وإيجاد حل سياسي للملف النووي الإيراني من خلال الحوار.

ويشار إلى أن زيارة الأسد هذه إلى إيران أخذت أهمية خاصة بعد التعديل الواضح في سياسة بلاده تجاه الوضع الإقليمي برمّته، سواء موقفها من الأزمة اللبنانية والصراعات بين القوى السياسية هناك، والإعلان عن بدء المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، أم بتأكيد الرئيس الأسد في باريس بأن بلاده ستساهم في حل الخلافات الداخلية الفلسطينية، فضلاً عن تغير الموقف السوري تجاه العراق وإيقاف الحملة الإعلامية السورية ضد السعودية.

ويرى محللون سياسيون داخل المنطقة وخارجها أن سورية على أبواب فك تحالفها مع إيران وأن الحلف بين الطرفين سوف يبدأ بالتداعي قريباً، وتلقائياً لن تبقى العلاقات بين سورية وحزب الله على حالها، وأن دمشق ستغير تحالفاتها مع بعض البلدان العربية وأخيراً مع دول بالمنطقة.

ويرى بعض المراقبين أنه، وفقاً للضجة الضخمة التي أثارتها وسائل الإعلام السورية حول أهمية زيارة الرئيس الأسد لطهران والهالة الكبيرة التي أحاطت بها العلاقة بين البلدين فإن الرسالة السورية وصلت إلى الإيرانيين بأن سورية لن تعمل على تدهور العلاقات، لكنها ستعمل لمصالحها في اتباع سياسة جديدة اكثر اعتدالاً.. وأن دمشق ستبقى صديقة لطهران ولن تقبل أية صفقة على حسابها.