الأميركيون أجبروا حبوش على كتابة خطاب مزور
لماذا أخفى البيت الأبيض تقرير المخابرات البريطانية حول أسلحة العراق؟
محمد حامد ndash; إيلاف :
جاء في كتاب ظهر حديثا أن المخابرات البريطانية أخبرت رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قبل غزو العراق بأن مصدرًاعراقيًا رفيع المستوى أخبرهم بأن صدام حسين لا يمتلك أي أسلحة دمار شامل. وقد تم توصيل ذلك إلى الولايات المتحدة الأميركية ولكنها تجاهلت تلك المعلومات الاستخباراتية ومضت في تنفيذ مخططاتها، حيث ذكر الكتاب الذي سلطت صحيفة quot;التايمزquot; الأضواء على محتواه أن رئيس الوزراء البريطاني السابق قد أرسل جاسوسًا بريطانيًا رفيع المستوى إلى منطقة الشرق الأوسط في عام 2003 ndash; قبل غزو العراق بثلاث شهور ndash; من أجل الحصول على معلومات وافية لتجنب الحرب، ولكن الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني، رفضا أية ادعاءات أو أي دليل محتمل من الممكن أن يوقف عملهم العسكري.
مؤلف الكتاب quot;رون ساسكندquot; أكد أن البيت الأبيض طلب من المخابرات الأميركية أن تقوم بإعداد تقرير مزور يعود إلى تاريخ قديم على انه رسالة من رئيس المخابرات العراقية إلى الرئيس صدام. وإن هذا الخطاب، الذي ظهر بعد الغزو بتسعة أشهر، كان يهدف إلى التلميح بوجود علاقة بين حزب البعث الحاكم في العراق وتنظيم القاعدة.
و هذا الخطاب المزور، والذي أنكره بشدة البيت الأبيض، تم تمريره إلى صحفي بريطاني في بغداد والذي كتب عنه وكأنه وجد شيئا مثيرا في جريدة التلغراف في يوم 14 ديسمبر 2003. وقد لاقت مقالته الكثير من الاهتمام في الولايات المتحدة وزودت البيت الأبيض بمبرر جديد للغزو. وقال البيت الأبيض بأن المفاوضات تعد عملا لا طائل منه بناء على هذه المعطيات الكاذبة التي تدعم وجهة نظرها في غزو العراق .
وأضاف ساسكيند بأنه في بداية عام 2003، أرسلت المخابرات البريطانية أحد عملائها وهو ميشيل شيبستر إلى منطقة الشرق الأوسط. حيث عقد مقابلات سرية في الأردن مع طاهر جليل حبوش، رئيس المخابرات العراقية. الذي أكد بأنه لا توجد بالعراق أية أسلحة محظورة.
كما أن ريتشارد ديرلوف، الرئيس السابق للمخابرات البريطانية، تقابل أيضا مع ساسكيند. وقال مؤلف الكتاب بأن ريتشارد قد أكد المقابلات التي تمت مع شيبستر وأكد التقرير الذي قدمه حبوش أيضا. كما أضاف أنه سأل لماذا لم يتصرف مستر بلير بناءا على ما جاءته به المخابرات البريطانية. كما أكد ريتشارد بأن المهمة التي قام بها كانت سريعة لمدة أحد عشر ساعة فقط. وإن المشكلة كانت تكمن في أن ديك تشيني كان متعجلا ويحشد نفسه للغزو، وأن الرئيس بوش لم يواجهه بقوة كافية هو وأتباعه.
كما كتب ساسكيند بأن ريتشارد طار إلى واشنطن في فبراير 2003 كي يقدم تقرير حبوش إلى جورج تينيت الذي كان رئيس المخابرات الأميركية حينئذ. وقد ذكر التقرير أن صدام قد أوقف برنامجه النووي عام 1991 ndash; وهو نفس العام الذي دمر فيه برنامج الأسلحة الكيماوية ndash; كما أنه أوقف برنامج الأسلحة البيولوجية في عام 1996. وقد اتضح أن كل ما جاء في التقرير كان صحيحا.
ولكن تينت رغم ذلك شجع الرئيس بوش على غزو العراق هو ومستشارته للأمن القومي وقتذاك ، كوندوليزا رايس. كما كتب ساسكيند بأن البيت الأبيض أخفى تقرير حبوش. كما أخبر البريطانيين بأنه لم يعد هناك ضرورة لهذه الاتصالات مع مدير المخابرات العراقية.
أما روب ريشر، الضابط السابق في المخابرات الأميركية فقد أكد لـ ساسكيند بأن البريطانيين كانوا يريدون تجنب الحرب. ولكن بوش أراد أن يدخل الحرب في العراق من أول يوم دخل فيه البيت الأبيض. وقد وضع البيت الأبيض طاهر حبوش على قائمة الأشخاص العراقيين المطلوبين، ووفق ما ذكره ساسكيند فقد أجبرته المخابرات الأميركية على أن يكتب خطابا مزيفا في شهر أكتوبر 2003 موجها إلى الرئيس صدام ومؤرخا بتاريخ الأول من يوليو عام 2001، يذكر فيه أن زعيم هجمات الحادي عشر من سبتمبر، محمد عطا، قد تم تدريبه لأداء تلك المهمة في العراق. وقد كان هذا هو الخطاب الذي نشر في صحيفة التلغراف.
وبخصوص ادعاء التزييف هذا قال تينيت: لم يكن هناك أية أوامر من البيت الأبيض إلي ولا إلى أي عضو من المخابرات المركزية، ولم يشارك أحد من المخابرات في هذا. أما عن السيد حبوش فقد قال تينيت بأن ما جاء في الكتاب يعد تلفيقا كاملا، مؤكدًا أن حبوش قد فشل في إقناع البريطانيين حيث قال بأنه ليس عنده من جديد يمكن أن يقدمه لهم.