لندن: هيمنت على الصحف البريطانية الأحد قضية اندلاع لهيب الحرب ـ التي كانت باردة ـ بين روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي وجورجيا ابنة الاتحاد قبل انهياره ولجوئها إلى معسكر الغرب. الأبزورفر تنشر على صفحتها الأولى نبأ توسيع روسيا لهجومها ضد القوات الجورجية بضربات ضد مدن وقواعد في أرجاء البلاد مما يشكل تصعيدا خطيرا للحرب التي مر عليها يومان.
وتقول الصحيفة إن موسكو تبدو مصممة على تفكيك قدرات جورجيا العسكرية عقابا لها على محاولتها quot;الشرسةquot; لاستعادة السيطرة على إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وتروي الصحيفة أن العديد من أفراد الجالية الجورجية الكبيرة في جمهورية إيرلندة أعربوا عن استعدادهم للعودة إلى أوطانهم والانضمام إلى القتال.
وفي افتتاحية نشرتها نفس الصحيفة تحت عنوان quot;على روسيا أن تثبت نضوجها الدبلوماسيquot; تعرض الأوبزرفر روايتي الجارتين المتحاربتين حول أسباب اندلاع الحرب بينهما: قول جورجيا بأنها تحركت quot;لاستعادة الإقليم بعد استفزازات عديدة يغذيها الكرملينquot;، ورواية روسيا بأنها تحركت quot;ضمن المهام المناطة بها من قبل مجلس الأمن الدولي لحفظ السلام في الإقليم خاصة مع مقتل عدد من جنودها إثر الهجوم الجورجيquot;. وترى الصحيفة جانبا من الصدق في كل من الروايتين، لكنها ترى جانبا أكبر بكثير من سوء التقدير الاستراتيجي في مواقف الدولتين وخاصة في موقف جورجيا.
تقول الصحيفة إن مايكل ساكاشفيلي الرئيس الجورجي (الذي وعد بإعادة الإقليميين الانفصاليين أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا إلى البلاد بانتهاء مدة ولايته) قد فسر على ما يبدو إعلان الأمين العام لحلف الناتو في مؤتمر بوخارست قبل أشهر عن ثقته بأن جورجيا وأوكرانيا ستنضمان في النهاية إلى الحلف بأنه تضامن شديد معه وإيذان بإجبار الانفصاليين على الخنوع، وإن ساكاشفيلي قدر بأن أحدا لا يجرؤ على غزو دولة ستكون عضوا في حلف الناتو في المستقبل، ورئيس جورجيا كان مخطئا في تقديره.
أما روسيا فترى الصحيفة أنها في ردها حاولت استخدام غلطة جورجيا ذريعة لإذلالها وردعها عن تحدي سلطة روسيا ثانية، مستلهمة درس استقلال كوسوفو وكأنها تقول quot;إذا كان حلف الناتو قد سهل استقلال كوسوفو عن صربيا حليفة روسيا، فبإمكان الأخيرة انتزاع أوسيتا الجنوبية من جورجيا حليفة الناتوquot;.
وسوء التقدير هنا في رأي الصحيفة أنه كان باستطاعة روسيا استغلال الموقف بصورة أفضل بأن تدع جورجيا تدمر فرص انضمامها للناتو بنفسها، خاصة وأنها تدرك أن الناتو لن يذهب إلى الحرب من أجل أوسيتيا الجنوبية، أي كان بإمكان روسيا استخدام هذا النزاع لدحض فكرة أنها لا تزال تحن للدول التي كانت تابعة لها وتتحين الفرص لضمها ثانية إليها ولو بالقوة.
الغرب وتحدي quot;روسيا الصبيانيةquot;
أما صحيفة الصنداي تلجراف فرأت أن سعي روسيا لحماية حقوق الأقلية الروسية في أوسيتيا الجنوبية ليس الهدف الرئيسي لتحرك موسكو، وإنما هو محاولتها تعزيز مكانتها في العالم، وبالتالي فإن المشكلة مع جورجيا هي أن الأخيرة تسيطر على أنابيب النفط والغاز من أذربيجان حتى تركيا والتي تمنح أوروبا قدرا من الاستقلال والحماية من الابتزاز الروسي.
وتقول الصحيفة إن روسيا ليست قوة صناعية كبرى كالصين، وإن نهضتها الحالية ترتكز على الموارد الطبيعية وإلى قوة عسكرية يمكن أن تحيل مدن جورجيا إلى ركام لكنها تتقزم بالمقارنة بإمكانيات الناتو.
وتصف الصحيفة للناتو لائحة بأساليب الرد على موسكو أولها دعوة واضحة وموحدة إلى وقف إطلاق نار فوري، وثانيا التعبير بشدة عن دعمها للدول الأخرى التي تجاور روسيا والتي لا بد تشعر بالقلق الشديد، كذلك إظهار الاستعداد لتهديد مكانة روسيا الدبلوماسية باتخاذ إجراءات تهدد مكانة موسكو كإعادة النظر في عضويتها في الدول الصناعية الثمانية، إضافة إلى البحث ثانية في ضم جورجيا وأوكرانيا إلى الحلف.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الموقف في أوسيتيا الجنوبية معقد، لكن الدرس الذي يجب استخلاصه منه سهل: إذا أرادت روسيا الصبيانية العودة إلى دبلوماسية الحرب الباردة حسنا: الغرب قبل التحدي.
quot;أهم من أي شخص آخرquot;
صحيفة الصنداي تايمز في تغطيتها لاغتيال العميد محمد سليمان المستشار الأمني للرئيس السوري بشار الأسد تنقل عن quot;مصادر في الشرق الأوسطquot; أنه كان يزود حزب الله اللبناني من سوريا بصواريخ متحركة مضادة للطائرات من طراز سام 8، والتي يمكن باستخدامها إنهاء هيمنة القوات الإسرائيلية الجوية على المجال الجوي اللبناني.
ويقتبس أوزي محنائيمي مراسل الصحيفة في تل أبيب عن صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن قولها إن العميد مصطفى كان quot;أهم من أي شخص آخرquot;، وإنه كان أهم حتى من وزير الدفاع، وكان يعرف كل شيئquot;.
وحول تحسب إسرائيل من امتلاك حزب الله لمثل هذه الأسلحة المتقدمة يقول مجنائيمي إن إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي قد طلب من الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي إبلاغ الرئيس السوري بأنه quot;يتجاوز الخط الأحمر بتزويد الأسلحة لحزب الله في لبنانquot;. وكان ذلك كما تقول الصحيفة أثناء زيارة أولمرت والأسد لفرنسا. وحضر الأسد وأولمرت في باريس القمة المخصصة لإعلان انطلاق الاتحاد المتوسطي في منتصف الشهر الماضي.
التعليقات