رام الله: نددت منظمات حقوقية فلسطينية بقرار السلطات القضائية الإسرائيلية الذي برّأ طاقم دبابة من تهمة قتل مجموعة من المدنيين الفلسطينيين، بينهم مصور لوكالة رويترز، يدعى فضل شناعة، واعتبرته quot;محاولة لإعفاءquot; الجنود ومنع تعرضهم للمسؤولية الجنائية، وداعية إلى إجراء تحقيق دولي مستقل.

وقالت منظمة quot;الضميرquot; لحقوق الإنسان إن التحقيقات الخاصة التي أجرتها تؤكد أن شناعة كان يضع الشارة المميزة له باعتباره صحفيا، وكانت الشارة تظهر بوضوح، كما كان يقف، وبرفقته مساعده، إلى جانب سيارة، كتب عليها quot;صحافةquot; بشكل واضح جداً. وذكرت المنظمة أن الصحفيين الفلسطينيين والعرب وحتى الأجانب quot;كانوا ومازالوا، هدفاً لرصاص وقذائف وإجراءاتquot; الجيش الإسرائيلي، الذي اتهمته بخرق قواعد برتوكول عام 1977، الذي منح للصحفيين العاملين في الأقاليم المحتلة حماية خاصة.

واعتبرت quot;الضمير،quot; القرار بأنه quot;محاولة من طرف سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإعفاء طاقم الدبابة من المسؤولية الجنائية، وبالتالي إعفاء دولة الاحتلال من مسؤوليتها تجاه هذه الجريمة.quot; ونوهت المنظمة إلى أن هذا القرار غير شرعي أو قانوني، داعيةً المجتمع الدولي لتشكيل لجنة تحقيق محايدة، للتحقيق في حادث مقتل الصحفي شناعة، وطالبت الأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة بملاحقة مرتكبي هذه الجريمة أو من أمروا بارتكابها وتقديمهم للعدالة الدولية.

وكان المحامي العام للجيش الإسرائيلي، العميد أفيهاي ميندلبليت، قد أعلن الأربعاء تبرئة ساحة طاقم الدبابة الإسرائيلي من مسؤولية قتل شناعة، وذلك تحت ذريعة أن قرار إطلاق النار تجاه الصحفي شناعة والآخرين quot;كان معقولاً.quot;

وزعم التقرير الإسرائيلي حول الحادث، أن طاقم الدبابة quot;لم يتمكنquot; من رؤية ما إذا كان فضل شناعة، يحرك كاميرا أم سلاحاً، ولم يتمكن من تحديد طبيعة الجسم الموضوع على كتف الصحفي والتأكد بشكل إيجابي ما إذا كان صاروخاً مضاداً للدبابات، أم قذيفة هاون أو كاميرا من كاميرات التلفزيون.

كما أن طاقم الدبابة لاحظ أشخاصاً وصفهم بأنهم quot;مشبوهين،quot; وأنه اعتقد خطأ أن الكاميرا التي يستخدمها الصحفي شناعة كانت سلاحا. وكان شناعة قد قتل في السادس عشر من نيسان/ أبريل الماضي، إلى جانب ثمانية من المارة تراوحت أعمارهم بين 12 و20 عاماً، بعد إصابتهم بسهام معدنية تطايرت من قذيفة دبابة إسرائيلية في الهواء، حيث كان شناعة يصور على بعد 750 متراً من دبابتين إسرائيليتين متوغلتين في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة.