واشنطن: جدد الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم دعوته الى روسيا لاحترام اتفاقية وقف اطلاق النار مع جورجيا وضمان سلامة اراضيها.
وقال بوش في تصريحات للصحافيين عقب اجتماعه الى مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية (سي اى ايه) بمقرها في لانغلي بفيرجينيا انه استمع الى موجز من مسؤولي الوكالة حول quot;الحرب على الارهاب وتحليل للوضع في جورجيا وشرح الاحتمالات المختلفة لتطور هذا الوضع في المنطقةquot;.

واضاف انه سيستمع الى شرح مماثل من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بعد غد بمزرعته في تكساس عقب عودتها من رحلتها الى فرنسا وجورجيا التي تستهدف مواصلة الجهود الدبلوماسية لتحقيق وقف اطلاق النار.
وابدى بوش تطلعه للاستماع الى رأي رايس واستخلاصاتها في هذا الشأن مؤكدا ان ادارته ستواصل العمل على حل المسألة الجورجية في الاسابيع المقبلة.
وتشير التقديرات الاميركية الى تحرك قوات روسية قوامها خمسة آلاف جندي الى داخل جورجيا في وقت سابق من هذا الاسبوع بعد انفلات الاوضاع في اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي الذي يتمتع بحكم ذاتي ضمن جورجيا والذي يعود اكثر من 90 في المائة من سكانه الى اصول روسية.

ولقي اكثر من الفي مدني مصرعهم كما دمرت مدينة (تسيخنفالي) الاوسيتية الجنوبية بكاملها وسحقت عشرات القرى الاوسيتية نتيجة الهجوم الذي شنه الجيش الجورجي ضد الاقليم الانفصالي في الثامن من الشهر الجاري والذي ردت عليه روسيا بشدة وارغمت القوات الجورجية على الانسحاب وتوغلت بقواتها داخل الاراضي الجورحية
غيتس يهدد روسيا.. ويستبعد تدخل أميركا عسكرياً بالأزمة
بينما استبعد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، تدخل الولايات المتحدة عسكرياً في الأزمة بين روسيا وجورجيا، إلا أنه هدد روسيا بأن تلك الأزمة قد تؤثر على مستقبل العلاقات بين موسكو وواشنطن لعدة سنوات.
وقال غيتس، في تصريحات للصحفيين بمقر وزارة الدفاع quot;البنتاغونquot; الخميس، إنه لا يرى quot;أية مبررات لاستخدام الولايات المتحدة قواتها العسكرية في الأزمة الجورجيةquot;، داعياً روسيا إلى إنهاء كافة quot;أعمالها العدوانيةquot; في جورجيا.
وأشار وزير الدفاع الأميركي إلى قيام بلاده بما وصفه quot;مهمة إنسانية كبرىquot; لمساعدة جورجيا على التعافي من أثار الحرب القصيرة التي شنتها القوات الروسية عليها، موضحاً أن المساعدات الإنسانية الأميركية بدأت منذ ساعات تتدفق إلى تبليسي.
وأكد غيتس أن quot;الأولوية القصوى بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية في الوقت الراهن، تتمثل في منع سقوط مزيد من القتلى، وتقديم كل المساعدات الممكنة للتخفيف عن لضحايا.quot;
وتابع بقوله: quot;إننا نتوقع أن تقوم روسيا بضمان جميع خطوط الاتصالات ونقل المساعدات، سواء عبر الموانئ البحرية، أو المطارات، أو الطرق البرية، أو القواعد الجوية، أن تبقى مفتوحة.quot;
واستطرد قائلاً: quot;كما أوضح الرئيس (الأميركي جورج بوش)، فإننا أيضاً نتوقع من روسيا أن تلتزم بتعهداتها بوقف كافة أشكال العمليات العسكرية في جورجيا، كما نتوقع أن كل القوات الروسية التي دخلت إلى جورجيا خلال الأيام الأخيرة، الانسحاب من هذه الدولة.quot;
وأشار وزير الدفاع الأميركي إلى أنه كان قد بدأ مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، حواراً مع الجانب الروسي في الخريف الماضي، بشأن تحديد مناطق المصالح المشتركة بين كلا الدولتين.
ولكن غيتس قال إن quot;سلوك روسيا خلال الأسبوع الماضي يثير التساؤلات حول إمكانية الاستمرار في هذا الحوار، كما سيلقي بظلال من الشك حول إمكانية قيام تعاون أمني مستقبلاً بين الجانبين.quot;
تأتي تصريحات وزير الدفاع الأميركي فيما توجهت وزيرة الخارجية إلى العاصمة الفرنسية باريس، للقاء المسؤولين في الدولة التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، قبل أن تتوجه إلى العاصمة الجورجية تبليسي، في مهمة كلفها بها الرئيس بوش، بهدف تسوية الصراع بين جورجيا وروسيا.
كما تأتي تلك التصريحات فيما لم يتم الإعلان من جانب موسكو عن موعد لسحب القوات الروسية من إقليم quot;أوسيتيا الجنوبيةquot;، الذي يسعى للانفصل عن جورجيا، في الوقت الذي قال فيه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، إن قوات quot;حفظ السلامquot; الروسية يجب أن تكون في quot;حالة تأهب دائمquot;، لردع القوات الجورجية عن مهاجمة الإقليم مجدداً.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد دعا في وقت سابق الأربعاء، الولايات المتحدة إلى الاختيار بين quot;الشراكة الفعلية مع روسياquot; وquot;مشروع جورجيا التخيليquot;، وقال لافروف: quot;نحن ندرك - والجميع يكتب عن ذلك - أن جورجيا الحالية وليدة لمشروع الولايات المتحدة الخاص، كما ندرك أن الولايات المتحدة قلقة على مصير هذا المشروع.quot;
وسارعت واشنطن إلى الرد على لافروف، على لسان نظيرته الأميركية، كوندوليزا رايس، التي قالت: quot;بالنسبة للخيارات، فقد أوضحت أميركا تماماً أنها تقف إلى جانب الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في جورجياquot;، وقللت رايس من خطورة تصريحات لافروف، بالإشارة إلى أن روسيا هي المستفيدة من التعاون مع واشنطن، خاصة في ملفات إيران وكوريا الشمالية.