طلال سلامة من روما: نجد من أبرز المتعاونين في فريق برلسكوني التنفيذي quot;انياتسيو لا روساquot;، وزير الدفاع، وquot;جوليو تريمونتيquot;، وزير الاقتصاد، وquot;روبرتو مارونيquot; وزير الداخلية برغم انتمائه الى حزب رابطة الشمال. ماذا لو أضفنا الى هذه القائمة الاستثنائية quot;فالتر فلترونيquot; زعيم المعارضة لتصبح قائمة طالما أطلق عليها quot;بيار فرديناندو كاسينيquot;، زعيم حزب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين، اسم quot;فلتروسكونيquot;؟

ان انضمام فلتروني الى الحكومة الحالية، فاتحاً هكذا المجال أمام برلسكوني للانقضاض بصورة وحشية انتقامية على ما تبقى من الخلايا اليسارية، الصاحية والنائمة، أمر واقعي مطروح إنما ما زال الجميع يجهل موعد هذا الاتحاد السياسي الذي سيبقي برلسكوني في الحكم لسنوات طويلة. في الحقيقة، لم تكن الثقة بين برلسكوني وquot;أومبرتو بوسيquot;، رئيس حزب رابطة الشمال، متينة بما فيه الكفاية. ولم تخل حكومات برلسكوني السابقة من مبادرات وخطوات غدارة غرزها بوسي في قلب برلسكوني، ضاحكاً.

في الوقت الحاضر، quot;فالتر فلترونيquot; هو البديل السياسي لرابطة الشمال. لا بل قد تكون منافع اتحاد برلسكوني وفلتروني معاً أوسع نطاقاً مقارنة باتحاد برلسكوني مع رابطة الشمال. وليس على برلسكوني إلا ملء الفراغات الوزارية التي تتركها رابطة الشمال بأسماء جديدة تابعة للحزب الديموقراطي اليساري. من جهة اخرى، يوجه برلسكوني ركلة ورائية موجعة لرابطة الشمال وادعاءاتها وأحلامها الفيدرالية. ويستجر برلسكوني الى محور نفوذه تياراً يسارياً معتدلاً يبحث بدوره، بشكل من الأشكال، عن الانفصال عن شتى الاتجاهات السياسية المتشددة اللينينية داخله.

علينا الانتظار ما ستخبأه الأيام لإيطاليا في المرحلة القادمة. مما لا شك فيه أن خطوة اتحاد سياسي بين برلسكوني وفلتروني ما زالت غير منطقية بعد. وربما سيكون نفوذ صبر أحد منهما الصمام الرئيسي لولادة تحالف جديد يقهر كل من بات شوكة مزعجة في حلقي برلسكوني وفلتروني.