الخرطوم: انتقدت بعثة حفظ السلام المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) السودان باستخدام القوة quot;بشكل مفرط وغير متكافيءquot; أثناء غارة على مخيم للنازحين في دارفور أسفرت عن سقوط أكثر من 30 قتيلا. واتهم البيان الخرطوم بخرق اتفاق سلام في دارفور باستخدام الاسلحة النارية في مواجهة نازحين معظمهم مسلحون quot;بالعصي والسكاكين والرماحquot;.

وأغارت شرطة سودانية مسلحة وجنود من الجيش على مخيم كلمة في جنوب دارفور في الساعات الاولى من صباح الاثنين بزعم أنهم يبحثون عن اسلحة ومتمردين وقطاع طرق مشتبه بهم. ونشرت وسائل الاعلام الحكومية السودانية بيانا من لجنة الامن في ولاية جنوب دارفور يقول إن مسلحين من سكان المخيم بدأوا في اطلاق النار وأن الشرطة اضطرت للرد بالمثل. وأصر البيان على أن خمسة فقط من افراد الشرطة وسبعة من سكان المخيم اصيبوا بجروح في الاشتباكات.

لكن قادة للمتمردين في دارفور وسكانا بالمخيم أبلغوا رويترز أن القوات السودانية فتحت النار على الناس في المخيم ثم واصلت حشد قواتها حوله يوم الثلاثاء. ويضم مخيم كلمة نحو 90 ألف شخص فروا من ديارهم بسبب المعارك في دارفور بغرب السودان منذ اندلع تمرد قبل أكثر من خمس سنوات. ويمثل المخيم بؤرة توتر منذ فترة طويلة.

ونفذت السلطات السودانية في السابق عددا من المحاولات لم يكتب لها النجاح لنزع السلاح في المخيم قائلة ان المتمردين واللصوص يستخدمونه كقاعدة. واتهم سكان بالمخيم ومتمردون الحكومة بالسعي لاخلائه لاجبار السكان على العودة الى منازلهم بموجب خطة حكومية لاعادة التوطين.

وقال نور الدين مزني المتحدث باسم يوناميد إن قوات حفظ السلام ساعدت سكان المخيم حتى الان في دفن جثث 31 شخصا توفوا في الغارة واثنين آخرين توفوا في المستشفى في وقت لاحق. وقال بيان يوناميد أنه quot;يدين بشدة الاستخدام المفرط وغير المتكافيء للقوة المميتة بواسطة القوات الامنية للحكومة السودانية ضد المدنيين وهو ما انتهك حقوقهم الانسانية ونتح عنه خسائر بشرية غير مقبولة.quot;

وأضاف البيان أن القوات السودانية زعمت ان مجموعات مسلحة داخل المخيم كانت البادئة الي اطلاق النار واستخدام سكان المخيم quot;كدرع بشريةquot; وسلم بأن السلطات محقة في ان تشعر بالقلق لوجود اسلحة في المخيم. لكن البيان قال ان quot;القوة المميتةquot; التي استخدمت في الاسلحة التي شنت بها الغارة تمثل quot;انتهاكا واضحا لاتفاق سلام دارفورquot; الذي وقع بين الخرطوم واحدى جماعات المتمردين في 2006 .

وقال ضباط ليوناميد في الموقع انهم تلقوا تقارير غير مؤكدة عن مقتل 64 شخصا واصابة 117 في الاشتباكات. وقالت منظمة الاغاثة اطباء بدون حدود انها تمكنت من اجلاء 49 شخصا يعانون جروحا ناتجة عن اعيرة نارية الى المستشفى في بلدة نيالا القريبة. وقال أحمد عبد الشفيع زعيم فصيل من جيش تحرير السودان المتمرد انه ما زال بالمخيم كثير من الخسائر البشرية الاخرى.

وزعم ان قوات الحكومة أغلقت طريق الخروج من المخيم. لكن وكالة الانباء السودانية الرسمية قالت ان الشرطة قوبلت بمقاومة شديدة من نازحين تم تحريضهم وحشدهم من أجل اقامة حواجز والنزول الى الشوارع. وجاءت الغارة وسط تصاعد التوتر في دارفور بعدما طالب رئيس الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية بتوجيه الاتهام الى الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن ابادة جماعية في دارفور.

واتهم متمردو دافور الذين يؤيدون طلب رئيس الادعاء الخرطوم بشن سلسلة هجمات وتفجيرات بالمنطقة في محاولة لتحقيق مكاسب قبل مفاوضات مع الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي بشأن دارفور جبريل باسولي. ويقول خبراء دوليون ان 200 ألف شخص قتلوا وطرد أكثر من 2.5 مليون من منازلهم بسبب القتال في دارفور. وتنفي الخرطوم ذلك وتقول ان عدد القتلى عشرة الاف فقط.