القوات العربية.. عصى أم جزرة
حيرة فلسطينية بشأن نشر قوات عربية في غزة لإنهاء الإنقسام
نجلاء عبد ربه من غزة: ما بين معارض بشدة ومؤيد وممتنع، وقف الشارع الغزي في حيرة من أمره، بشأن فكرة نشر قوات العربية في قطاع غزة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، ويعتبر جزء من الشارع أن تلك القوات لن تكون بالتأكيد على غرار القوات الإسرائيلية التي رحلت عن قطاع غزة قبل ثلاثة سنوات، لكنها أيضاً ستكون الجزرة لجزء من الفلسطينيين وعصى لجزء آخر.
وتزداد التصريحات المختلفة لفكرة إستقدام قوات عربية لإنهاء الحالة الموجودة في قطاع غزة، بعد سيطرة حركة حماس على زمام الأمور فيها يوم 14/6 من العام الماضي، وإستخدمتها إسرائيل حجة لإغلاق المعابر التجارية التي تسيطر عليها لدخول البضائع إلى قطاع غزة، فيما إلتزمت مصر بإتفاق دولي يُمنع فتح معبر رفح الحدودي، المعبر الوحيد المطل على بوابة العالم الخارجي، وأصبحت تفتحه بين الفينة والأخرى لحالات إنسانية ومرضية.
وكان وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط قد وصف في مقابلة صحافية السبت الماضي الاقتراح بإرسال قوات عربية إلى غزة بـ quot;فكرة جذابة تستحق أن تؤخذ بالجدية الواجبةquot;. الأمر الذي حذا بحركة حماس لسرعة الرد الفوري ورفض تلك الفكرة، من خلال الناطق الإعلامي بإسمها فوزي برهوم.
وأكد أبو الغيط أن وجود قوات عربية على الأرض يمكن أن يساعد على منع الاقتتال ووقف الصدام الإسرائيلي الفلسطيني ويمكن أن يتيح للفلسطينيين إعادة بناء إمكانياتهم داخل القطاع وبشكل يحقق الوئام. وأضاف quot;الأمر لم يطرح للدراسة بعد ولكنها فكرة جذابة تستحق أن تؤخذ بالجدية الواجبة، عندما نتصور أن مصر والجامعة العربية يمكن أن تقوما بدور في هذا الشأنquot;.

إلا أن الناطق الإعلامي لحركة حماس قال quot;نرفض استقدام أي قوات عربية أو أجنبية تحت أي ذريعة كانت، لان هناك حكومة وحدة وطنية منتخبة وهناك منظومة أمنية تطبق القانون بطريقة ممتازة ولأول مرة على مدار الحكومات السابقة يكون تطبيق القانون بهذه الطريقة وملاحقة المجرمينquot;. وأضاف quot;إذا كان العرب يريدوا أن يأتوا لكي يساعدوا الشعب الفلسطيني فليرسلوا قوات عربية تقاتل مع المجاهدين وتحرر الأقصى وتحمي القدس وتحمي الأرض الفلسطينية، أما عندما يتكلموا عن قوات عربية أمنية تحكم قطاع غزة فهذا مرفوضquot;.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية أحمد أبو الغيط متزامنةً مع دعوات وجهتها القاهرة لفصائل فلسطينية عدة لإجراء مشاورات ثنائية معها في إطار جهد يهدف لتحقيق مصالحة وطنية فلسطينية شاملة تنهي الانقسام الداخلي.
من جانبه، إعتبر quot;أيمن الشيشنيةquot; عضو القيادة المركزية للجان المقاومة الشعبية، بأن فكرة استقدام قوات عربية أو أجنبية إلى قطاع غزة مرفوضة جملةً وتفصيلاً خاصة أن الإشارات حولها تدلل على أنها من النقيض لمصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وكشف عضو القيادة المركزية للجان المقاومة بأن التعامل مع أي قوات تدخل إلى قطاع غزة لا تكون هدفها تحرير أرضنا من قبلنا على أنها قوات معادية ولن تستقبل قطعاً بالورود مضيفاً لن quot; نستبدل الاحتلال الصهيوني بأي احتلال أخر مهما كانت هويتهquot;.

وقال القيادي في لجان المقاومة quot;على أي قوات عربية أن تكون وجهتها القدس بعد أن تأخرت في التحرك أكثر من أربعين عاماً من أجل حماية المسجد الأقصى المبارك من التهويد وتحريره من دنس المحتل الصهيونيquot;.

وأضاف الشيشنية إن quot; المفترض أن يكون العمق العربي والإسلامي شريك في المقاومة وأن أي قوات عربية أو إسلامية إذا فكرت القدوم لفلسطين فإن مكانها الطبيعي هو المشاركة في قتال العدو الصهيوني ومسيرة التحرير ومن غير المقبول أن تشكل حماية للكيان الصهيوني تحت عناوين مضللة لا يمكن أن تنطلي على المقاومينquot;.

وأكد عضو القيادة المركزية للجان المقاومة بأن إنهاء الانقسام الداخلي له طريق واضحة هي عبر حوار أخوي جاد من غير شروط وتدخلات خارجية والعمل على بناء مؤسسة أمنية وطنية مستقلة تخدم الوطن وتحمي المقاومة وتعزز من صمود الشعب الفلسطيني.
ولم يقف الأمر عند لجان المقاومة الشعبية، ففصائل فلسطينية عديدة رفضت أن تأتي تلك القوات لتصبح في نهاية المطاف جزءا من الأزمة الداخلية، لكنها قالت إن ذلك ممكنًا فقط في حال تمثلت مهمة تلك القوات في مساندة المقاومة الفلسطينية وكبح جماح الاحتلال الإسرائيلي.
في المقابل رحب الدكتور سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية بنشر هذه القوات. وقال فياض quot;يجب الاستعانة بالأشقاء العرب لمساعدتنا في إعادة بناء القدرات الأمنية للسلطة الوطنية الفلسطينية على أسس مهنية، وتوفير خدمة الأمن للمواطنين في قطاع غزة لحين استكمال بناء تلك القدراتquot;.
فيما قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني quot;فتحquot; على لسان الناطق الرسمي باسمها أحمد عبد الرحمن أنها غير معنية بخلق موقفين فلسطينيين متضاربين، مشيرة إلى أنه يجب التوافق فلسطينيا أولا على الحل السياسي والجلوس على طاولة الحوار ومن ثم يتم مناقشة فكرة وآلية استقدام قوات عربية إلى قطاع غزة.