خلف خلف ndash; إيلاف: تنوعت وتعددت أصناف المهربات عبر الأنفاق الأرضية القائمة بين مصر وقطاع غزة، فبعد تهريب السلاح والمواد الغذائية وعلب السجائر على مدار الأعوام الأخيرة، تطورت الأساليب والآليات في الشهور الأخيرة، لتدخل الحيوانات على الخط أيضًا، نتيجة ازدياد الطلب على أصناف معينة منها في حدائق الحيوانات التي تعاني من نقص شديد في هذا الجانب، بخاصة أن الحصار طالها كغيرها من المنشآت العامة والرسمية. كما أن القصف الجوي الإسرائيلي لغزة قبل توقيع التهدئة في التاسع عشر من شهر حزيران الماضي مس البشر والحيوان وحتى الحجر.
وفي فترة ما، لجأت حدائق الحيوان في غزة إلى رسم صور بعض الحيوانات على جدرانها، ليتمكن الزوار، وبخاصة الأطفال من التعرف على شكلها، وبخاصة النادرة منها في الوطن العربي، كالأسود والنمور والتماسيح، والقرود، والتي لا يراها الإنسان الفلسطيني إلا في حدائق الحيوانات. وبحسب المعطيات فأن تهريب هذه الحيوانات يتم بعد لفها بقماش، ووضعها في أقفاص مخصصة لهذا الغرض، ليتم نقلها عبر الأنفاق من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة.
واليوم الأحد، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن ما أسمته مصادر عربية قولها في نهاية الأسبوع بأن حماس نصبت مؤخرا أنبوبا ينقل الوقود في نفق من رفح المصرية إلى قطاع غزة وذلك للتصدي للنقص في الوقود في القطاع في أعقاب العقوبات الإسرائيلية. وتنقل الصحيفة عن المصادر ذاتها، إيضاحها أن حماس تحاول quot;تأطيرquot; نشاط الإنفاق، والذي تقدر المنظمة عددها بـ 200 نفق، وحسب التقديرات المختلفة التي تعتمد عليها الصحيفة، فأن الحركة تربح منها نحو 20 مليون دولار في الشهر.
ويجري في غزة عقد اجتماعات لممثلي حركة حماس، في محاولة لمنع استغلال الأطفال في حفر الإنفاق، وكذلك كبح أي محاولات لتهريب المخدرات أو المواد الممنوعة. وتتهم إسرائيل حركة حماس بتهريب الأسلحة والمتفجرات عبر الإنفاق، وتطالب مصر بضرورة منع حدوث مثل هذه الخروقات، ولكن لا يوجد لغاية اللحظة أداة أو طريقة محددة يمكنها أن تضع حدا للإنفاق، نتيجة حفر بعضها من داخل بيوت، كما أن التربة في غزة رملية، أي يسهل الحفر بها، ومن الأساليب التي اتبعت لمكافحة الأنفاق، أنابيب المياه، وإحداث تفجيرات موضعية في بعض المناطق.

وانهارت في الماضي، بعض الأنفاق على من بداخلها، حيث قتل ما يقارب 19 شخصًا، وأصيب 100 آخرين. ويشار إلى أن حافري الأنفاق يلجؤون إلى إدخال حيوانات معهم، كالكلاب، والعصافير، كونها تستجيب بسرعة لنقص الأكسجين، مما يستدعي مغادرة الأشخاص للنفق، ريثما يتم توفير الأكسجين، لتستأنف عمليات الحفر من جديد.